ابحاثابائيات

كتاب الغنوسية المسيحية بحسب فكر كليمندس الأسكندرى – مارك فيلبس

كتاب الغنوسية المسيحية بحسب  فكر كليمندس الأسكندرى – مارك فيلبس

كتاب الغنوسية المسيحية بحسب فكر كليمندس الأسكندرى
كتاب الغنوسية المسيحية بحسب فكر كليمندس الأسكندرى

كتاب الغنوسية المسيحية بحسب  فكر كليمندس الأسكندرى

 مارك فيلبس

تعتبر كتابات القديس كليمندس الأسكندرى بمثابة افتتاح عصر جديد فى اللاهوت و الفكر المسيحى ، و يمكن أن نعتبره مؤسس اللاهوت التأملى ، فلقد كان رائداً شجاعاً لمدرسة الأسكندرية اللاهوتية التى أرادت أن تحيى الإيمان و تدافع عن العقيدة الرسولية من الهرطقات الغنوسية التى كانت تموج فى عالم ذاك العصر ، هذا فضلاً عن مهمتها الأصيلة و هى تعليم الموعوظين ، و ذلك باستعمال الفلسفة كأداة ـ مجرد أداة ـ لمخاطبة هذا العالم الغارق فى تأملاته العقلية ، ذلك لأن الخطر ، هو فى مزج المسيحية بعناصر الفلسفة اليوناية ، كما فعل الغنوسيين ، و كان هذه هو رأى الكثير من معاصريه أيضاً مع بعض الإختلاف المُميِّز.
 
الوحيد من بين الكُتاب الكنسيين الذى ذكر تعبير “الغنوسية المسيحية ” هو كليمندس الأسكندرى ، و هذه المعرفة الحقيقية الإلهية مُقدمة فى مواجهة الخطر الغنوسى الهرطوقى المتزايد الإنتشار فى الأوساط المسيحية فى القرنين الثانى و الثالث.
  
فبينما الغنوسيين الهراطقة كانوا يعلمون بأن الإيمان و المعرفة لا يمكن أن يتصالحا لأنهما متضادان مع بعضهما ، سعى كليمندس أن يثبت أنهما رفيقان الواحد مع الآخر ، و أن انسجام ـ هارمونى ـ الإيمان و المعرفة ينتجان “المسيحى الكامل” و ” الغنوسيس الحقيقية الكاملة ” ، هذه المعرفة المتجسد فى الفلسفة اليونانية تحديداً و التى يعقد كليمندس مقارنات بينها و بين الإيمان المسيحى