ابحاث

كتاب لاهوت الارتقاء   مقاربة مسيحية في فلسفة التاريخ  – مارك فيلبس

كتاب لاهوت الارتقاء   مقاربة مسيحية في فلسفة التاريخ  – مارك فيلبس

كتاب لاهوت الارتقاء
كتاب لاهوت الارتقاء

كتاب لاهوت الارتقاء

مقاربة مسيحية في فلسفة التاريخ

مارك فلبس

ان الإنسانية ـ فى عقلها الجمعى ـ تتطور فى إطراد مستمر إلى الأمام نحو الأبدية عينها ، و فقاً لخطة إلهية … لكى تشابة اللوغوس و تؤهل للإتحاد به ، الذى هو غرض وجودها

“التاريخ هو ظهور الله” ، تلك الفكرة ليست بعيدة عن التراث اللاهوتى ، بحسب إيريناؤس فإن التدبير الإلهى للبشر يقتضى التغير و الحركة ، لذلك فإن نظرته للتاريخ قد انطلقت من كونه مجموعة من التدبيرات الإلهية التى تُجمع فى تدبير شامل ، التدبير الإلهى الكونى صُنع من تدبيرات أصغر متنوعة من الأحداث التى تشكل التصرفات و التوجهات المختلفة التى منحها الله

الله أعطى الإنسان ملء الحرية فى تشكيل واقعه ، لكن إندفاع الإنسان نحو الخلق و الإبداع بحسب المفهوم المسيحى إلهياً بأكثر إمتياز ، و هو ينبع من حقيقة أن الإنسان هو صورة Εικόνα صورة الله (الابن) ، فهذا التفجر الإبداعى للبشرية ، و إن حدث بملىْ إرادتها فى تفعيل قواها و مواهبها ، إلا أنه ليس إبداعاً منغلقاً على ذاته ، أى ينبع من الإنسانية و يرتد إليها وحدها ، لأنها بذلك ستكون قد فقدت “الآخر” الذى هو الله ، و فى نفس الوقت فإن الإبداع الإنسانى فى تطوير الحضارة ليس مجرد حقيقة أبدية تتجاوز واقعنا ، بل هى عمل و إرسالية يجب على الإنسان إتمامها ، فالتاريخ يحقق إرادة الله من الخلق ، و هو تحقيق لحرية البشر و صورتهم الإلهية تدريجياً ، لذلك فإن مسار التاريخ خط له بدابة “أركيولوجيا” فى الخلق و له نهاية “الأسخاتولوجيا” نستعجلها نحن البشر بعملنا الخلّاق فى التاريخ .

اضغط هنا للتحميل