الكتاب المسيحيترجماتتلخيص واقتباسات ومراجعات

من فصل ديانة الخلاص- من كتاب يا موت أين شوكتك – ألكسندر شميمن – ترجمة م / اشرف بشير

من فصل ديانة الخلاص- من كتاب يا موت أين شوكتك – ألكسندر شميمن – ترجمة م / اشرف بشير

من فصل ديانة الخلاص- من كتاب يا موت أين شوكتك – ألكسندر شميمن – ترجمة م / اشرف بشير
من فصل ديانة الخلاص- من كتاب يا موت أين شوكتك – ألكسندر شميمن – ترجمة م / اشرف بشير

من فصل ديانة الخلاص- من كتاب يا موت أين شوكتك – ألكسندر شميمن – ترجمة م / اشرف بشير

 من فصل ديانة الخلاص

The Origin of Death

من كتاب يا موت أين شوكتك 

 O Death, Where Is Thy Sting

اللاهوتي الأرثوذوكسي الأب ألكسندر شميمن

Alexander Schmemann

عميد معهد القديس فلاديمير للدراسات اللاهوتية

ترجمة م / اشرف بشير

[ الخلاص في المفهوم الشرقي الأرثوذوكسي ]

المسيحية هي ديانة الخلاص، ولكن خلاص من ماذا ؟ وكيف يتم هذا الخلاص ؟ للأسف، إن المسيحيين أنفسهم هم من غالوا في تبسيط مفهوم الخلاص، فشوهوه وجعلوه معتماً [غير واضح] …

إن كان من المفترض أن المسيحية هي ديانة الخلاص من الشرور الأرضية والمِحَن، فبالتأكيد المسيحية ستكون وقتها “إخفاقاً كاملاً” ! لا، ليس بهذا النوع من الخلاص نهتم، بل نهتم بالخلاص من التحول المأسوي الجذري الذي حدث ومازال باستمرار يحدث في اتصال الإنسان بحياته الخاصة، تحول لا يستطيع الإنسان ذاته تصحيحه واستعادته.

وهذا التحول والسقوط أدعوه: “موتاً”. ليس مجرد موتاً كنهاية للحياة، ولكن تحول الحياة ذاتها إلى نفاية لا معنى لها، إلى انكماش واضمحلال، تحول الحياة ذاتها إلى موت من لحظة الولادة، تحول العالم إلى “مقبرة كونية”، وإلى إخضاع الإنسان بلا رجاء للفساد وللزمن وللموت …

إن الفهم المسيحي للخلاص يعني: “استعادة الحياة” … فالحياة ذاتها: كـ “جمال إلهي”، وكـ “حكمة”، وكـ “صلاح”، كـ “جمال العالم والإنسان”، حياة قادرة في ذاتها وبذاتها على تحويل ومحو وابتلاع الموت. وتلك الحياة استعلنت ليس كنظرية فلسفية، ولكن كشخص !

نعم، إن المسيحية تعلم وتنادي أنه في الشخص الواحد، في المكان الواحد، وفي نقطة من الزمن، ظهرت الحياة الإلهية للبشرية في صورة الإنسان الكامل يسوع المسيح من الناصرة في الجليل … المسيح خلص العالم، وخلصنا، بإعطاءنا الإمكانية أن نعيش الحياة بتحرر من الموت والزمن. وفي هذا يكون خلاصنا …

ليس الأمر ببساطة أنه إيمان بأن وجودنا سيستمر في مكان ما في نقطة ما أبعد من حدود هذه الحياة، لأنه هذه الفكرة وجدت قبل وجود المسيح حتى ! ولكن الأمر في حقيقة أن العالم ذاته وأن الحياة ذاتها صار لها من جديد هدف ومعنى. الأمر أن الوقت ذاته صار مملوء بالنور، أن الأبدية قد دخلت إلى داخل حياتنا هنا والآن.

الأبدية هي في المقام الأول معرفة الله، التي فُتِحَت لنا من خلال المسيح. لا مزيد من العزلة، لا مزيد من الخوف والظلمة، فالمسيح يقول: «أنا معكم الآن ودائماً بحب كامل بمعرفة كاملة بقوة كاملة». الأبدية هي وصية الحب التي تركها لنا المسيح: «بِهذَا يَعْرِفُ الْجَمِيعُ أَنَّكُمْ تَلاَمِيذِي: إِنْ كَانَ لَكُمْ حُبٌّ بَعْضًا لِبَعْضٍ» (يو 13: 35). وأخيراً، فإن اسم هذه الابدية هو: «سَلاَمٌ وَفَرَحٌ فِي الرُّوحِ الْقُدُسِ» (رو 14: 17). وهذا الفرح يقول عنه المسيح: «لاَ يَنْزِعُ أَحَدٌ فَرَحَكُمْ مِنْكُمْ» (يو 16: 22) . إن الأبدية ليست اقل من كل هذا !

 

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
اللوحة للفنان والطبيب اليوناني Tassos Kouris بعنوان “الميلاد العذري” Parthenogenesis ، يصور فيها انطلاقة الحرية التي تتبع “الميلاد الذاتي”، بعد التحرر من القيود الصنمية التي كانت فيما سبق تعيق الحركة وتكبل القدرات وتحصر الحياة

من فصل ديانة الخلاص- من كتاب يا موت أين شوكتك – ألكسندر شميمن – ترجمة م / اشرف بشير