ابائياتالتجسد و الفداءكتب لاهوت وعقيدة مسيحية

كتاب سر تجسد الرب – القديس امبروسيوس – من كتابات الاباء

كتاب سر تجسد الرب – القديس امبروسيوس – من كتابات الاباء

christianlib.com 2023 03 11 13 22 20 149606

 

كتاب سر تجسد الرب – القديس امبروسيوس – من كتابات الاباء

 

المسيح العجيب

(٣٦) نفس الواحد تألم ولم يتألم مات ولم يمت، دُفن ولم يُدفَنَ، قام ثانية من الموت، ولم يقم من الأساس ؛ لأن الجسد وحده قد لَبَسَ الحياة مرة أخرى، لأن ما سَقَط هو الذي قام مجددًا، وما لم يسقط لم يقم ثانية. ولذلك، هو قام بحسب الجسد الذي مات ولم يقم بحسب الكلمة الذي لم يهلك في الأرض، بل هو باق على الدوام مع الله.
(۳۷) وهكذا ، مات بحسب طبيعتنا ولم يمت بحسب جوهر حياته الأبدية؛ تألم بحسب اتخاذه للجسد، حتى نؤمن بحقيقة اتخاذه للجسد ؛ فالمسيح لم يتألم بحسب إلوهية الكلمة غير المتغيرة، إذ هي بلا ألم من الأساس أخيرا، هذا الواحد قال : “إلهي إلهي لماذا تركتني” (مز ۲۱ )، لأنه تُرك بحسب الجسد، ولكن بحسب إلوهيته لا يمكن أن يُهجر أو يُترك.
(۳۸) ونفس الواحد يقول أيضا : “بعيد عن خلاصي هـو كلام خطاياي (ضعفاتي)” (مز ۲۱). فيجب ألا ينخدع أحد حينما يسمع المسيح يقول : “لماذا تركتني”، بل يجب عليه فهم أن هذه الكلمات قيلت بحسب الجسد ، ولكنها غريبة جدًا عن كمال الوهيته. لأن كلمات الضعف غريبة عن الله، بسبب أن ضعفات الكلام عمومًا هي أيضا غريبة عنه. ولكن يقول المسيح حينما أخذت ضعفات الآخرين، أخذت كلام الضعف الخاص بالآخرين أيضا ، لذلك صرحت بأني قد تركت من قبل الله الآب، بينما أنا كائن دائما مع الله.
(۳۹) لهذا السبب كان المسيح من جهة لاهوته خالدًا في الموت، وغير قابل للألم في آلامه. لأن حمية الموت لم تسده كاله، ولكن الجحيم قد رآه كإنسان. أخيرًا “أسلم الروح” وكسيد قادر على خلع الجسد ولبسه أيضا، أسلم الروح دون أن يفقده.
 

(كتاب سر تجسد الرب للقديس امبروسيوس ص٣٠)

         

اضغط هنا للتحميل