الكتاب المسيحي

كيرلس الاسكندري، شرح تجسد الابن الوحيد، الفصل 12

لقد تعرضت البشرية للخطر، و هوت الى أدنى حالات المرض، اي اللعنة و الموت، و زيادة على ذلك، تدنست بقذارة الخطية، و ضلت و صارت في الظلام، حتى انها لم تعرفه، و هو الله الحقيقي، و عبدت المخلوقات دون الخالق، فكيف كان من الممكن ان تتحرر من فساد مثل هذا؟ هل بان تعطى لها الألوهة؟ كيف و هي لا تعرف على وجه الاطلاق ما هي كرامة و سمو الالوهة؟ الم تكن البشرية مقيدة في الظلام و عدم المعرفة، بل مدنسة و ملطخة بالخطية؟ فكيف كان من الممكن ان ترتفع الى الطبيعة الكلية النقاء، و تحصل على المجد الذي لا يقدر احد ان يحصل عليه الا اذا وهب؟….لذلك فانه غير ممكن لاي من الناس ان يرتقي الى مرتبة الألوهة، و لكن من الائق، بل من المعقول ان الله الكلمة الذي به خلقت كل الأشياء اشتهى ان يخلص ما قد هلك، فنزل الى ما دون مستواه، حتى يرفع البشرية الى ما فوق مستواها، اي ترتفع الى امجاد الاهوت بسبب الاتحاد به

كيرلس الاسكندري، شرح تجسد الابن الوحيد، الفصل 12