الكتاب المسيحي

اقتباسات للعلامة اوريجينوس، عظه 4 : 3 علي سفر ارميا.

فالله إذًا قد أعطي إسرائيل كتاب طلاق؛ ثم نحن، يهوذا، لأن المخلص قد خرج من سبط يهوذا لقد رجعنا إلي الرب، ولكن يبدو أن أيامنا الأخيرة سوف تشابه أيام يهوذا الأخيرة إن لم تكن أسوأ منها. فيبدو أن هذا هو وقت انتهاء العالم فعلاً. ويظهر هذا بوضوح من كلام السيد المسيح في إنجيله: “ولكثرة الإثم تبرد محبة الكثيرين، ولكن الذي يصبر إلي المنتهي فهذا يخلص” (مت 24: 12-13). وأيضًا: “سيقوم مسحاء كذبة وأنبياء كذبة ويعطون آيات عظيمة وعجائب حتى يضلوا لم أمكن المختارين أيضًا” (مت 24: 24). وهذا هو وقتنا الحاضر الذي يقصده المخلص بمجيئه الثاني، حيث أنه إذا بحثنا في العديد من الكنائس سوف لا نجد مؤمنًا واحدًا حقيقيًا: “ولكن متي جاء ابن الإنسان ألعله يجد الإيمان علي الأرض” (لو 18: 8). وبالفعل، فإنه إذا حكمنا علي الأوضاع من حيث الحقيقة وليس من حيث العدد، ولو نظرنا إلي الأعماق الداخلية بدلاً من النظر إلي أعداد الناس المجتمعة، فسوف ندرك أننا لم نعد بعد مؤمنين أمناء. فقبل ذلك كان يوجد مؤمنين حقيقيين، في عصر الشهداء المزدهر، فعند عودة مواكب أجساد الشهداء إلي القبور كانت الكنيسة كلها تجتمع بلا أي خوف، وكان الداخلون إلي الإيمان حديثًا يتعلمون مبادئ المسيحية وهم يريدون من حولهم اجساد الشهداء، كما أن مؤمنين كثيرين كانوا يعترفون بإيمانهم حتى الموت دون أن يكونوا خائفين او متزعزعين في إيمانهم بالله الحي. إذًا فنحن نعرف أناسًا قد رأوا أشياء عجيبة وغير عادية. فكان يوجد إذا مؤمنين قليلون، ولكنهم مؤمنون حقيقيون، اتبعوا الطريق الضيق الكرب المؤدي إلي الحياة. أما الآن وقد أصبحنا كثيرين في عددنا، ولما كان من غير الممكن ان يكون هناك كثيرين منتخبين، لأن يسوع لا يكذب حينما يقول: “كثيرون يدعون وقليلون يُنتخبون”، فمن بين الجموع الذين يتخذون العقيدة الدينية عملاً لهم (مهنة لهم) يوجد بالكاد قليلين يصلحون للانتخاب الإلهي وللتطويب.

العلامة اوريجينوس، عظه 4 : 3 علي سفر ارميا.