الالحادالتجسد و الفداءروحيةفلسفة و علم نفسكتب لاهوت وعقيدة مسيحية

كتاب الله والشر والمصير – دكتور كوستي بندلي – منشورات النور – تحميل الكتاب pdf

كتاب الله والشر والمصير – دكتور كوستي بندلي – منشورات النور – تحميل الكتاب pdf

كتاب الله والشر والمصير
كتاب الله والشر والمصير

كتاب الله والشر والمصير

دكتور كوستي بندلي

منشورات النور

سلسلة الانجيل على دروب العصر

 

يركز هذا الكتاب على التعرّض لصورة شائعة بين الناس، تشوّه بنظرنا وجه الله تشويهًا فادحًا. إنها صورة إله تُنسب إليه الشرور الطبيعية كالأمراض والمصائب والكوارث، سواء أتمّت هذه النسبة بصورة فظّة كما في التعبير الشعبي الذي يتردد على الألسنة بشكل تمنٍّ: “الله لا يضرّك” (مما يفترض أن الله كائن يُخشى ضرره وأذاه)، أو بالصيغة الملطّفة التي يستخدمها المتنوّرون وهي أن الله “يسمح” بهذه الشرور، وكأنه يتنصّل منها ويغضّ النظر عنها بآن (وكأن هؤلاء، كما أشار أحد اللاهوتيين، يجعلون من موقف الله موقفًا شبيهًا بموقف بيلاطس البنطيّ عندما “غسل يديه” متنصلاً من موت يسوع الذي كان قادرًا أن يمنعه لو شاء)، هذا بالنسبة للشر الطبيعي. أما الشرّ الخلقي، أي الخطيئة، فموقف الله منها، على حدّ الرأي الشائع الذي نحن بصدده، أشبه ما يكون بموقف أحدنا إذا ما لحقته إهانة. فهو يتربص لمرتكبي الخطيئة ويصبّ عليهم جام غضبه وينزل بهم أشد الويلات، ويميتهم “تأديبًا”، وإذا ما أصرّوا على عصيانه “يرسلهم” بعد موتهم إلى جهنم ويعذبهم بالنار بلا رحمة إلى أبد الآبدين.

 

محتويات الكتاب

طبيعة الشر
الارواح الشريرة
هل من وجود فعلي للشيطان ؟
هل بامكان الارواح ان تسيطر على الانسان ؟
تحديد الخطيئة و انواعها
هل تتساوى الخطايا ؟
مفهوم الخطيئة الجدية
الخطيئة و التوبة و الاعتراف
لماذا الاعتراف امام الكاهن ؟
احياء سر الاعتراف
موقف الله من الخطيئة
اهو موقف غضب و انتقام ؟
هل يغضب الله على الانسان ؟
هل يقتل الله في سبيل التاديب ؟
ما معنى الفداء اذا ؟
الدينونة و المصير
بين الرقاد و اليوم الاخير
ما حاله الروح بين الرقاد و اليوم الاخير ؟
لماذا الديتوته النهائية مؤجله ؟
صلاتنا و مصير الراقدين
طبيعة اليوم الاخير فناء ام اكتمال ؟ –

 

مقتطفات من كتاب الله و الشر و المصير 

مقتطفات من الفصل الرابع :
يطمح الانسان و يتوق بطبيعته الى اللا متناهى و لكنه يصطدم فى الواقع بمحدوديته .. و الموت الذى ينتظره هو اكبر تعبير عن تلك المحدودية ..فيحدث الصراع داخل الانسان بين محدوديته و بين توقه الى اللامتناهى ..
و رسالة الله للانسان هى انه لا يستطيع ملىء ذاته بذاته ..و لكن عليه ان ينفتح على الله و خلائقه ليتقبل هبة الحياة و اللامحدودية .. و لكن الانسان قد يختار ان ينكفىء على ذاته سعيا لان يشبع نفسه بمعزل عن الله …
ان احساس الانسان بانه سجين محدوديته و فناؤه بالموت ..يتعارض بعنف مع غريزة الابدية التى زرعتها فيه صورة الله .. , فيندفع نتيجة تلك المعاناة العنيفة الى مزيد من الانحراف بغية التهرب من مواجهة بؤسه …و لكن هذا الطريق لا يؤدى الا الى تعميق اغترابه و بالتالى ماساته …مما يدفعه الى تكرار تلك المحاولة اليائسة للاكتفاء الذاتى … و هكذا دواليك فى دائرة جهنمية ..
……………

ما معنى انتقال الخطية الجدية ؟؟

ليست القضية خطية ارتكبها احد الاسلاف و انتقلت الينا , فالانسان لا يولد مذنبا ..و انما هى قضية مناخ نولد فيه و ننشا و نحيا ..مواقف مؤذية تعرضنا لها …نماذج انتقلت الينا ..تربية مشوهة …الخ كل ذلك يطبعنا منذ نعومة اظافرنا و يلوثنا ..
مثلا الطائفية فى بلدنا لبنان …ان خبرة تاريخية ماساوية طويلة اوجدت مناخا من الخوف و الانغلاق و الكراهية بين الطوائف ..يجد الانسان اللبنانى نفسه منذ ولادته مرميا فى هذا المناخ , فينشا و يترعرع فى جو مسموم , فتتكون لديه مواقف تعصبية تصب بدورها فى نفس المناخ فتذكيه , و هكذا دواليك..
……………..

ما معنى السقوط ؟؟

خلاف للتصور الشائع , لم يكن هناك كمالا تمتع به ادم ثم خسره
و لكن الرواية فى سفر التكوين تمثل وجهين للوضع البشرى …ما هو “قبل” السقوط يمثل رغبة الله بالنسبة للانسان , المصير المجيد الذى اعده له و الذى زرع امكانية تحقيقه فى صميم الكيان البشرى (تلك هى صورة الله فى الانسان) … و هذه الرغبة الالهية والتى دشنها تجسد المسيح و صلبه و قيامته , سوف تتم عن طريق مخاض عسير يترتب فيه على الانسان ان يستثمر بنفسه مواهب الله , ان يصنع نفسه اذا صح التعبير , عبر الانفتاح على الله و تقبل منابع الحياة منه و تحقيق الطاقات التى يوقطها فيه الله
فالانسان اصلا و اساسا صورة الله , و لكن هذه الصورة لن تتحقق الا عبر رحلة طويلة شاقة تتطلب مساهمته الحرة و جهده المتواصل ..
……………

الإخـلاص الكـلّى

 
د ـ هـذا الإخـلاص الكـلّى, الواحـد الذى لا يتجـزّأ, لله وللبشر ” عيـاله”, الذى عاشه يسوع, جعـله يلتـزم دون أى تحفـّظ أو تهـرّب قضية تحـرير الناس من طغـيان الحكم الدينى الذى كان يسحقـهم…
لـذا تصـدّى بجـرأة فـائقـة لممثلى هـذا الحكم, مـن رؤساء كهنـة وكتبـة وفريسيين, وفضـح سوء رعـايتهم لمن أؤتمنـوا عليهـم وتحميلهـم للنـاس أحمـلاً ثقـيلة بغيـة ترسيخ سطـوتهم ونفـوذهم وإشبـاع شهـوتهم إلى التسلّط والمجـد البـاطل, ونـادى بالقـول والفعـل أن الله يريـد رحمـة لا ذبيـحة, وأعـلن بالممـارسة أن الشريعـة, التى كان يستمتد منهـا الرؤساء نفـوذهم, وُجـدت فى الأصـل مـن أجـل الإنسان وليس الإنسان من أجـل الشريعـة…
وفى تـلك المـواجهـة القـاسية لرؤساء شعبـه, لم يشأ يسوع أن يضـع ثقـتـه فى زعـامـة يمنحهـا له البشر أو فى قـوة مسلّحـة يجـابـه بهـا خصـومه, بـلّ وضـع ثقـتـه كلهـا بالله وحـده وذهب إلى أعـدائه فى عقـر دارهـم أورشليم, يواجههم بسـلاح الله وحـده الذى هـو سلاح الحـق…
وقـد كان عـارفـًا أنـه سائـر إلى الموت, ولكنـه تـقبـّل المـوت, لا حبـًا فى المـوت بـلّ كتعبيـر أسمى عـن ثقتـه بالله, وإعـراضـه عـن كل وسيلـة للمقـاومـة مـن أجـل أن تُحـجب حقـيقـة الله, ويـقيـنه بأن الله قـادر على إنقـاذه حتى ولـو اجتـاز جحيـم المـوت, ولسان حـاله يردّد مع كاتب المـزمـور 23:
[ أَيْضاً إِذَا سِرْتُ فِي وَادِي ظِلِّ اَلْمَوْتِ لاَ أَخَافُ شَرّاً لأَنَّكَ أَنْتَ مَعِي. عَصَاكَ وَعُكَّازُكَ هُمَا يُعَزِّيَانِنِي ] [ مزمور 23 : 4]…