الكتاب المسيحي

هكذا خلق الله الإنسان وكان قصده أن يبقى في غير فساد – ق. أثناسيوس الرسولي، تجسد الكلمة 4: 4- 6

وهكذا خلق الله الإنسان وكان قصده أن يبقى في غير فساد . أما البشر فإذ احتقروا التفكير في الله ورفضوه، وفكروا في الشر وابتدعوه لأنفسهم كما أشرنا أولاً ، فقد حُكِمَ عليهم بحُكْم الموت الذي سبق إنذارهم به، ومن ذلك الحين لم يبقوا بعد كما خُلقوا ، بل إن أفكارهم قادتهم إلى الفساد ومَلَك عليهم الموت. لأن تعدي الوصية أعادهم إلى حالتهم الطبيعية، حتى أنهم كما وُجِدوا من العدم هكذا أيضًا بالضرورة يلحقهم الفناء بمرور الزمن .
فإن كانوا وَهُم في الحالة الطبيعية ـ حالة عدم الوجود، قد دُعوا إلى الوجود بقوة الكلمة وتحننه، كان طبيعيًا أن يرجعوا إلى ما هو غير موجود (أى العدم) عندما فقدوا كل معرفة بالله ؛ لأن كل ما هو شر فهو عَدَم، وكل ما هو خير فهو موجود . ولأنهم حصلوا على وجودهم من الله الكائن، لذلك كان لابد أن يُحرموا، إلى الأبد، من الوجود. وهذا يعني انحلالهم وبقائهم في الموت والفساد (الفناء).
فالإنسان فانٍ بطبيعته لأنه خُلق من العدم إلا أنه بسبب خلقته على صورة الله الكائن كان ممكنًا أن يقاوم قوة الفناء الطبيعي ويبقى في عدم فناء لو أنه أبقى الله في معرفته كما تقول الحكمة “حِفْظ الشرائع تُحققِّ عدم البَلَى” ، و بوجوده في حالة عدم الفساد (الخلود) كان ممكنًا أن يعيش منذ ذلك الحين كالله

ق. أثناسيوس الرسولي، تجسد الكلمة 4: 4- 6