الكتاب المسيحي

اقوال مأثورة للخادم و الكاتب كوستي بندلي

عـندما يتحـدث الناس عـما يؤمنون به, فكـثيرًا ما يقـصدون أفـكارًا اعـتنقـوها أو مبادئ تبنّـوها… لذا فالسؤال المطـروح غـالبًا هـو: بماذا تؤمن؟… أمّا الإيمان بمعـناه المسيحى الأصيل, فليس, فى الأساس, تصديقًا لأفـكار أو اعـتناقًا لمبادئ, إنما ارتباط صميمى بشخص حىّ, هو الله… فى منظـارٍ كهـذا, لم يعـد السؤال اللائق هو: بماذا تؤمن؟… بلّ, بمن تؤمن؟… ليس الإيمان, فى الأساس, تصديق أمور عـن الله… بل, الانتماء إلى الله

الله لا يُدركـه العـقـل, لا لأنه مبهم, غـامض بحـد ذاته… بلّ عـلى العـكس, لأنه الحقيقة الساطعـة التى تفـوق ملؤها طـاقـة العـقـل عـلى الاستيعـاب…

كما أن العـين, وهى لا تستطيع أن تحـدّق إلى قـرص الشمس, تشاهـد انعكاساتها عـلى الكائنات, هـكذا العـقل لا يُدرك الله إنما يستطيع أن يهـتدى إليه إنطـلاقـًا من آثـاره فى الكـون.

بالتجسد اتحـد الله ذاته بالإنسان لتسرى فى الإنسان حـياة الله …

الناموس كان مؤدبنا الى المسيح، والمؤدب كان عـند اليونان عـبدًا موكولاً إليه أن يصحب الأولاد المؤتمن عـليهم ويسهر عـليهم ويلقنهم ميادئ المعـرفة ليتمكنوا فيما بعـد من استماع دروس يلقيها معلّم شهير.

لأنه كما أن الجسد من طـبيعـة مختلفة عـن النفس, ولكن الإنسان واحـد من إثـنين ( النفس والجسد )…

هكـذا المسيح واحـد من الأقـنوم الكامل لله الكلمة ومن الناسوت الكامل…

مريم هى زهـرة العـهد القـديم وثمـرة عـناية الله بشعـبه وتربـيته له عـلى مـرّ الأجـيال…

فـفى مريم بلغـت قـداسة العـهد القـديم ذروتها فى الإيمان والتواضـع والطاعـة لله…

لذلك فى شخص مريم استطاعـت البشرية أن تقـول ” نعـم” لله وأن تتقـبله مخلّصـًا لها..

إن التجسّد لم يكن فعـل الآب وقـدرته وروحـه فحسب, ولكنه أيضًا فعـل إرادة العـذراء وإيمانها. فبـدون قـبول الكـلية النقـاوة, وبـدون مساهمة إيمانها, لكان تحقيق هـذا المقصـد متعـذرًا- نقولا كباسيلاس

النعمة التى تطلبها لنا العـذراء بنوع خاص هى أن يتصـوّر ابنها فينا حتى نحمله نحن فى كياننا كما حملته هى ونتحـد به كما اتحـدت به هى.

رفض المسيح أن يصنع آية فى السماء ليبهـر بها البشر، لكنه كان يصنع العجائب رأفة بالمعـذبين

تمـرّد آدم, وأطـاع المسيح… تكـبّر آدم, فتواضع المسيح… اكتفـى آدم بذاته, فتخلّى المسيح عـن ذاته.

المحـبة تـدفع المحـبّ إلى مشاركة المحـبوب فى آلامـه… هكـذا محـبة الله للإنسان لم تدفعـه إلى إجـتياز الهـوة الفاصلة بين الخالق والمخلوق وحسب ـ وهـذا هو التجسّد ـ بل إلى مشاركته أيضًا فى جـحـيم بؤسه.

لقـد دخـل الرب يسوع المسيح بموته فى السجن الذى كـنّا مقـيّدين, مستعـبدين, نـئن تحت نـير الشر والبؤس والمـوت, فـدكّ هـذا السجن الرهـيب وحطمه من أساسه.

القيامة تفجير لمملكة الموت بدخول سيد الحياة فيها

لمـاذا يسرق الإنسان؟ لأنه مثـلاً يخـاف من الحـرمان، والحـرمان نوع من المـوت… لماذا الكـذب؟… لأنه مثلاً يخاف من العـقـاب، والعـقـاب نـوع من المـوت… لمـاذا يـزنى؟… لأنـه فى كـثير من الأحـيان يخـاف من العـزلة، والعـزلة نـوع من المـوت… لمـاذا يتـباهى؟… لأنه يخـاف أن لا يعـجب به الناس، أن يهمـلوه، وإهـمال الناس له نوع من المـوت… مجمـل الكـلام أننا نستعـبد أنفـسنا للخطـيئة، وبالتالى للمـوت، هـذا ما عـبّر عـنه الكتاب المقـدّس فى الرسالة إلى العـبرانيين بقـوله: [ وَيُعْتِقَ أُولَئِكَ الَّذِينَ خَوْفاً مِنَ الْمَوْتِ كَانُوا جَمِيعاً كُلَّ حَيَاتِهِمْ تَحْتَ الْعُبُودِيَّةِ ] [ عـبرانيين 2: 15 ]…

إذا تدفـقـت الحـياة الإلهـية فـينا، أصـبحـنا أكـثر قـدرة عـلى المحـبّة والعـطاء…

الحب يستدعـى الحب…

لقـد بيّـن عـلم النفس الحـديث أن الطفـل يستمد من محبة والديه له المقـدرة عـلى أن يحب بدوره النـاس، وبعـبارة أخـرى إن حب والديه له يوقـظـه إلى الحب، يفجّـر فـيه طاقـة الحبّ… هكـذا المحـبة الفائقـة التى أبـداها الرب نحـونا تنتزعـنا من إكـتفـائيـتنا لتـلقى بنا بدورنا فى مجازفة الحب.

صـرّح رائـد الفضاء ” تيتوف” أن الله غـير موجـود لأنه لم يجـده أثـناء رحـلته الفضـائية… هـذا تصـوّر صـبيانى لا يلـيق بالعـقـل الإنسانى ولا بطـبيعة الله… فالله ليس قـابعـًا فى أجـواء الفضـاء الخـارجى العـليا، إنه كائن لا يحـدّه مكان وهـو حـاضـر بمعـرفته وقـدرته وحـبه وعـنايته فى كل مكان.