ابحاث

التقليد دراسة للتعليم الابائي عن التقليد في الكنيسة الارثوذكسية -جون ادوارد

 التقليد دراسة للتعليم الابائي عن التقليد في الكنيسة الارثوذكسية – بقلم جون ادوارد

بحث بعنوان التقليد دراسة للتعليم الابائي عن التقليد في الكنيسة الارثوذكسية - بقلم جون ادوارد
بحث بعنوان التقليد دراسة للتعليم الابائي عن التقليد في الكنيسة الارثوذكسية – بقلم جون ادوارد

 التقليد دراسة للتعليم الابائي عن التقليد في الكنيسة الارثوذكسية – بقلم جون ادوارد

سلسلة الدراسات الأرثذوكسيَّة (1)

التَّقْليِدُ ا لآبَائيّ

دراسة للتَّعليم ا لآبائي عن التَّقليد

في الكنيسة الأرثُذوكسيَّة.

بقلم / ﭼـون إدوارد

” إذَا وَضَع أي أحَد إيمَانَ الآبَاءِ جَانبَاً ليكُنْ أنَاثِيمَا،

و إذَا تَطفَّل أي أحَد عَلِيه فلِيكُن أنَاثِيمَا.

و نَحنُ سَوفَ نَحْفَظُ إيمَانَ الآبَاءِ.

( آبَاء مَجْمَعْ أفَسُسْ الثَّانِي )

 

المقدّمة

     صعد الرب يسوع إلى السموات و جلس عن يمين الآب القدُّوس، و عاشَت الكنيسة حوالي خمسة عشر سنة قبل تدوين أول بشارة (بشارة القدّيس مرقس على الأرجح)، كما ظلت أسفار العهد الجديد تتكون على مدار القرن الأول كله. هذه الفترة الزمنيّة عاشتها الكنيسة بالتعليم الحيّ غير المدوّن الذي تسلّمه التلاميذ القدّيسين من الرب يسوع، كما يقول القدّيس بولس في رسالته الثانيّة لكنيسة تسالونيكي (2 : 15) “فَاثْبُتُوا إِذًا أَيُّهَا الإِخْوَةُ وَتَمَسَّكُوا بِالتَّقْلِيدَاتْ (παραδοσεις) الَّتِي تَعَلَّمْتُمُوهَا، سَوَاءٌ كَانَ بِالْكَلاَمِ أَمْ بِرِسَالَتِنَا”. و يقول عنه القدّيس إيريناوس “إذا فرضنا أنّ الرسل لم يتركوا لنا كتاباتهم، ألم نكن مضطرّين أن نعتمد على التعاليم التي في التقليد كما سلّموها للذين وضعت الكنائس في عنايتهم؟، التعليم المسلّم للقدّيسين في كل كنيسة زارها الرسل،            و تشديداً منهم على أهميّة هذا التّعليم الحيّ غير المدوّن يقول القدّيس بولس الرسول في رسالته لأهل فيلبّي       (4 : 9) “مَا تَعَلَّمْتُمُوهُ (εμαθετε)، وَ تَسَلَّمْتُمُوهُ (παρελαβετε)، وَ سَمِعْتُمُوهُ، وَ رَأَيْتُمُوهُ فِيَّ، فَهذَا افْعَلُوا”.

فالتّقليد (παραδοσισ) هو كل تعليم مرئي و مسموع و حيّ تسلّمته الكنيسة من الرسل القدّيسين، ليس مجرّد آراء أو أفكار بل عمل الرّوح القدس في رجال الله القدّيسين. لهذا لم يتهاون القدّيس بولس مع كاسر التعليم المسلّم للكنيسة، و بدوره الكهنوتيّ و واجبه الرعويّ يحذّر كنيسة تسالونيكي أربع مرّات بخصوص الذين هم بلا ترتيب.

كما يتّضح ما يعنيه القدّيس بولس بالرجوع لليونانيّة، فنجده يقول في رسالته الثانية لكنيسة تسالونيكي (3 : 6) “ثُمَّ نُوصِيكُمْ أَيُّهَا الإِخْوَةُ، بِاسْمِ رَبِّنَا يَسُوعَ الْمَسِيحِ، أَنْ تَتَجَنَّبُوا كُلَّ أَخٍ يَسْلُكُ بِلاَ تَرْتِيبٍ، وَ لَيْسَ حَسَبَ التَّعْلِيمِ الَّذِي أَخَذَهُ مِنَّا”، و التّرجَمَة الحَقِيقيّة هي “وَ لَيْسَ حَسَبَ التَّقليد (παραδοσιν) الَّذِي تَسلَّمهُ مِنَّا”، و أيضاً في رسالته الأولى لأهل كورنثوس (11 : 2) “فَأَمْدَحُكُمْ أَيُّهَا الإِخْوَةُ عَلَى أَنَّكُمْ تَذْكُرُونَنِي فِي كُلِّ شَيْءٍ وَتَحْفَظُونَ التَّقْلِيدَاتْ (παραδοσεις) كَمَا سَلَّمْتُهَا إِلَيْكُمْ”.

و بالتّأكيد كان للقدّيس يعقوب و القدّيس يهوذا صاحبا الرّسائل تعليم أيضاً بجانب ما كتب في الرسائل، أم يظن منكري التّسليم أن القدّيس يهوذا عاش حياته كلها يكرز بما ذكر في رسالته ذات الإصحاح الواحد فقط، بدليل قول المؤرخ الكنسي يوسابيّوس القيصري “إن أولئك الرجال العظماء اللاهوتيين حقّاً -أقصد رسل المسيح- أذاعوا معرفة ملكوت السموات في كل العالم، غير مفكّرين كثيراً في تأليف الكتب. هذا التّعليم الرسوليّ الذي يمثّل أنفاس المسيح في الكنيسة و يقول عالم الآبائيّات فيليب شاف في شرحه للاهوت القدّيس أثناسيوس “إن التّقليد (عند أثناسيوس) يعني الحقيقة المنقولة بالكتاب المقدّس، و هذه المسلّمة منذ البدء، أما القدّيس أثناسيوس نفسه فيقول في رسالته لأدلفوس الأسقف المعترف ضدّ آريوس “إيماننا صحيح يبدأ من تعاليم الرسل  و تقليد الآباء و يتأكد بالعهد الجديد و العهد القديم (أي أنّ الإيمان “يتأكد بالعهدين” و ليس “يتكوّن بالعهدين”). و يلخّص أهميته فيقول “علينا أن نعتبر هذا التّقليد، الذي هو تعليم و إيمان الكنيسة الجامعة منذ البدء، الذي أعطاه الرّب، و كرز به الرسل، و حفظه الآباء، و الذي عليه تأسست الكنيسة و قامت و من يسقط منه فلن يكون مسيحيَّاً و لا ينبغي أن يُدعى كذلك فيما بعد. 

 

أبدأ البحث بإسم الآب و الإبن و الرّوح القدس الإله الواحد آمين.

 و ببركة صلاة السيّدة العذراء القدّيسة مريم والدة الإله،

 القدّيسين أثناسيوس الرسولي و كيرلس الكبير

و جميع مصاف القديسين الأبرار.

خلفية غلاف البحث من مخطوط العهد الجديد Uncial 0209 من القرن السابع.

فهرس بحث :  التقليد دراسة للتعليم الابائي عن التقليد في الكنيسة الارثوذكسية

+ الفصل الأوّل:          معنى التّقليد.                                                                     

+ الفصل الثّاني:         التّقليد في فكر و أقوال الآباء.                                               

آباء ما قبل مجمع نيقيّه المقدّس.  

التّقليد في مجمع نيقيَّة.             

آباء ما بعد مجمع نيقيّه المقدّس.

+ الفصل الثّالث:         التّقليد و العقيدة (عقيدة الإيمان بالثالوث الواحد كمثال).                             

تعبيرات لاهوتيَّة خاصة بالتعليم الآبائي عن الثَّالوث.    

– الثالوث القُدُّوس في كتابات الآباء الرسوليين.                

– الثالوث القُدّوس في كتابات الآباء الُمدافعين.                

+ الفصل الرَّابـع:         التّقليد و تفسير الكتاب.                                                          

آريوس.                                                               

– سابيليوس.                                                          

– أبوليناريوس.                                                     

+ الخـاتـمـة:   هل يمكن تحريف العقيدة مع وجود الكتاب و التّقليد ؟        

 + المراجع                                                                                                                                          

 

اضعط هنا لتحميل كتاب التقليد في الكنيسة الارثوذكسية