قراءة في كتاب المرأة في المسيحية

 الانبا بفنوتيوس

بشجاعة وجرأة يقتحم الأنبا بفنوتيوس أسقف سمالوط موضوعات شائكة.. ببساطة وسهولة.. في كتاب “المرأة في المسيحية” الذي يتألف من 150 صفحة تُقرأ في جلسة واحدة.
يتعرض لمسألة العلاقة الزوجية والتناول، وتناول المرأة أثناء الدورة الشهرية.. والآراء المؤيدة والمعارضة يقوم بتفنيدها..ويتساءل قائلاً: شرائع كثيرة تركناها في العهد القديم، فلماذا نتمسك بمثل هذه الشرائع القديمة؟ ويقتبس من الدسقولية ليؤكد أنها لا تؤيد ذلك. ويصدمنا بأن التمسك بهذه الشرائع هو بمثابة “انتصار الناموس على النعمة”.
يعتمد في آرائه على أقوال الآباء من أمثال يوحنا ذهبي الفم وكيرلس عمود الدين وأثناسيوس.. فإذا كنا كأقباط نردد ليلاً نهارًا قول القديس ديسقورس حامي الإيمان بأننا لا نجدد ولا نبتدع وإنما نحافظ على ما قاله الآباء.. فلماذا لا نستمع لهؤلاء؟!
ثم يتطرق لمسألة تكون الجنين، وهل وسائل منع الحمل تسبب الإجهاض، ويعترف بحقيقة أن أهل العلم لابد أن يسعوا في إيجاد بدائل لا تسبب الإجهاض، وفي نفس الوقت يرفع ثقل الذنب عن كاهل الأسر التي تسعة لتنظيم النسل.
ويتطرق لقضية زواج المعاقين ذهنيًا، وقضية التبني، وختان الإناث، والمدهش أكثر قضية ختان الذكور.. من نواحي طبية وكتابية. ثم أخيرًا قضية وراثة الخطية الأصلية مقدمًا الأقوال الآبائية والتفسيرات الكتابية.
معرفتنا بالأنبا بفنوتيوس تقول إنه ليس بالشخصية التي تهوى الفرقعة أو تسعى إلى الشهرة بالخوض في أمور شائكة.. لكننا نرى في كتابة بقعة ضوء . وسواء اتفقت معه أو اختلفت في بعض الآراء.. لكن هذا الكم من التنوير حينما يصدر عن أسقف في قلب الصعيد، فهذا يبشر بخير ليس لكنيستنا فقط، بل لبلدنا مصر أيضًا.