فيليب يانسي كاتب مسيحي امريكي ، كان قد تربى في كنيسة محافظة تمنع اختلاط السود و البيض ، كما قال هو عن نفسه انه ايضا كان يشمت في ما يتعرض له مارتن لوثر كنج الابن و رفاقه ، كان لا يقف في وجه التمييز الذي كان يتعرض له الامريكيين من اصل افريقي و يتحدث بصراحة عن ان الكنائس كانت تدعم تمييزها و تخالف الله و لم يتغير المؤقف حتى اصدرت المحكمة العليا قوانين ضد التمييز ، لكن فيليب يانسي اختبر النعمة و الحياة الجديدة في اثناء دراسته في كلية الكتاب المقدس ، و تغيرت حياته ليتمسك اكثر بالله و يخدمه

الكتاب يتحدث طيلة عشرون فصلا عن ما هي النعمة ؟ و مفهومها و صعوبتها و شروطها و استحالة الحياة بدونها ، يتحدث فيليب يانسي عن اختبارات حية من مواقف حية من اناس كانوا مدمنين و شواذ و ملحدين ، و كيف انهم لم يجدوا من الكنيسة التي هي دورها تقديم النعمة و قبولهم عوضا عن النفور منهم و مساعدتهم ، كما قدم نماذج رائعة عن اناس تغيروا و قدموا النعمة للمحتاجين و هذه هي تعاليم المسيح بان نقدم المحبة للشخص ليس لانه يستحق بل لان الله عندما احبنا احبنا هكذا بنفس الكيفية و نحن لانستحق

و في حديثه عن النعمة يتحدث فيليب يانسي عن ان النعمة تلزمنا بالتوبة و تقديم نفوس محتاجة و ترغب بشدة في تلك الهبة التي من الله ، و يرى ان الكنيسة فقدت دورها حينما انخرطت في السياسة و اصبحت في امريكا تلعب دورا سياسيا ، بدل ان تقدم رسالة المسيح للناس و المحتاجين ،

الكتاب يمتلىء بالقصص و النماذج التي اختبرت النعمة ، و ايضا نماذج عن الكراهية و التطرف الديني حين قدم المؤلف فيليب يانسي المحبة لأصدقائه المختلفين عن كنيسته او الذين يمتلكون سياسة مخالفة لتعاليم الكنيسة كبعض الشخصيات البارزة بل كلينتون و هيلاري ، و ان كان رئيس امريكا ليس صديقه و لكنه اجرى معه مقابلة .. و استلم على اثرها عشرات الرسائل الممتلئة بالتهديد و السخرية .. و الانتقاد

النعمة .. ما احوج العالم اليوم للنعمة و المحبة و الغفران ، فالعالم يخبرك عن مبدأ البقاء للاقوى بينما النعمة تخبرك ان تخدم المعوزين و تساعد الضعفاء و المرضى ، تكره الخطية و لكن لاتكره الخاطيء ، ان النعمة ستغير في نفوسنا ما لا تقوى اليات العالم ان تقوم به

كتاب رائع يحدثك من نماذج النازية و ما حدث فيها من اضطهاد لليهود و ما حدث في روسيا الشيوعية و بلدان اوروبا الشرقية كيف كانت الدول تتعطش للنعمة الغنية التي تحرر ..
اعجبتني قصص النعمة التي تحرر و تغير ، اعجبتني صدقها و ان الناس في كل العالم يحتاجون للنعمة لا الى قوانين و تنظيم .. ان الكنيسة تشبه ملح يجب ان تقدم للعالم دور المحبة .. و تفتح ابوابها لكل الناس ، .