كتاب خريستولوجيا الوجود مبادئ اولى في المسيحيانية المعاصرة – مارك فيلبس
كتاب خريستولوجيا الوجود
مبادئ اولى في المسيحيانية المعاصرة
مارك فيلبس
تجسد اللوغوس يعنى أن الله أعلن ذاته كونه النقطة العليا التى لا يجب تجاوزها فى التاريخ البشرى كله ، و بحسب شليرماخر ، فإن الخريستولوجيا هى رؤية لمرحلة كمال البشرية التى لا تزال فى نموذجها اللاكامل ، و من هذا المحك يجب أن تنطلق النظرة الخريستولوجية للإنسانية فى عموميتها و ليس فقط فى فرديتها ، و إنسانية المسيح يجب النظر إليها بإعتبارها مرآة حقيقية تُكشّف فيها صورة الإنسانية بشكل عام . هذا وُجد بكثافة فى اللاهوت الآبائى ، فالمسيح هو أخونا البكر Πρωτοτοκοσ بحسب النص البولسى، و مساوياً لنا فى الجوهر ομοουσιοςو الطبيعة ομοφυης ، واحد مننا εις εξ ημων ، إن المسيح هو الإنسان الأولى Πρωτος Ανθπωπος و قد صار الأصل و الباكورة الثانية δευτερας απαρχης لجنسنا ، و الطبيعة الإنسانية توجد فى أقنوم الكلمة υποσταιαζεται μεσω του Λογου بحسب كيرلس فإننا
[ نحن جميعاً كنا فى المسيح ، و الشخصية البشرية فى عموميتها قامت فيه من جديد ] [ قد صار ما هو خاص بالمسيح ملكاً مشتركاً لعموم الطبيعة البشرية ]
، بل أن المسيح يوجد الآن فى البشرية كلها بحسب هيلارى من بواتييه ! و هو يقف مكاننا كبديل عنا و ممثل و نائب بمصطلحات اللاهوت الوسيط . تلك التعبيرات كانت غير شخصية إلى حد بعيد ، لكن فى العصور الأخيرة أصبح لدينا تصور عن ترابط الإنسان مع المجموع على نحوٍ كافٍ عن طريق تطوير مجموعة من النظريات تعبر عن الشراكة corporateness البشرية .
فى هذه الدراسة ، سأسعى نحو تقديم مبادىء عامة مختصرة للنسخة الخريستولوجىة الأنطو- وجودية existential – Ontological Christology للمسيحية ، و هى تقوم على الإنطلاق من الأنثروبولوجيا كأركيولوجيا معرفية ، لذلك درج على تسميتها بـ “خريستولوجيا التجسد” ، أى رؤية معاصرة للمسيح تنطلق من حقيقة إنسانيته و هى فى ذلك تتخذ الجدل اللاهوتى الصاعد منهجاً ، حيث أنها تخضع بنائياً لتطور بعض النظريات الدينامية عن الإنسان ، حتى أن “راهنر”Rahner يصفها بأنها أنثروبولوجيا متعالية anthropology transcendental، و الأنثروبولوجيا بأنها خريستولوجيا قاصرة deficient christology .