اسلامياتالمسيحية المبكرةتاريخ الكنيسةشخصيات تاريخيةوثائق

كتاب العرب قبل الاسلام –  تاريخهم – لغتهم – الهتهم  – الدكتور خليل يحي – دار المعارف  – تحميل pdf

كتاب العرب قبل الاسلام –  تاريخهم – لغتهم – الهتهم  – الدكتور خليل يحي – دار المعارف  – تحميل pdf

el 3rb kbl el aslam

 

كتاب العرب قبل الاسلام 

تاريخهم – لغتهم – الهتهم 

الدكتور خليل يحي

مكتبة الدراسات الادبية

دار المعارف 

 

المقدمة

      ظلت تسدل حجب كثيفة من الغموض على تاريخ العرب قبل الإسلام إلا إشارات هنا وهناك في القرآن الكريم والعهد القديم، وفي بعض النقوش المصرية والبابلية والأشورية، وعند المؤرخين والجغرافيين من اليونان والرومان سوى ما كتبه مؤرخو العرب بعد الإسلام وتختلط به الأساطير اختلاطا شديدا. وبذلك ظل تاريخ مملكة الثموديين التي نشأت شمالي الحجاز بمدائن صالح في القرن الثامن قبل الميلاد مطموسا ومثلها مملكة النبط التي نشأت ببطرافی جنوبی الأردن منذ القرن الثاني السابق للميلاد، ومملكة اللحيانيين التي نشأت في العلا شمالی مدائن صالح منذ القرن الأول السابق للميلاد. ولم يكن تاريخ اليمن أقل انطماسا وغموضا من تاريخ هذه الممالك العربية في الشمال الغربي للجزيرة .تشترك في ذلك ممالكها: معين وسبأ وقتبان وحضر موت بجانب المملكة الحميرية التي نشأت في القرن الأول الميلاد وتسمت مملكة سبأ وذي ریوان

       وبينما تاريخ هذه الممالك العربية في الشمال والجنوب يحفه الغموض وتحفه الأساطير من كل جانب، حتى ليشبه حصونا ضاعت مفاتيحها، إذا هو يقدر له علاء مستكشفون ومستشرقون يجدون في جمع النقوش المدونة المنثورة تذكارا على الأبراج والهياكل والقيور والنصب والأحجار، وكادوا لا يتركون حجرة ولا أثرة في الشمال والجنوب إلا صوررا نقشه وما ارتسم عليه من الكلم. ووجدوا نقوشا |وكتابات كثيرة في الحرة الواقعة بين جبل الدروز وتلول أرض الصفا بالقرب من دمشق، ولم يكن للعرب الشمالين هناك مملكة ولا دولة، فسموا لغة تلك الكتابات والنقوش باسم اللغة الصفوية، وهي لا تعني دولة ولا قبيلة معينة إنما تعني الإقليم الذي اكتشفت فيه.

      ولا تمضي طويلا في القرن الحاضر حتى يعثر المستشرقون والمستكشفون على ما لا يكاد يحصى من المفاتيح لدخول حصون تاريخ العرب قبل الإسلام وفك  طلاسمه نهائيا من حيث التاريخ الخالص لهذه الممالك وحياتها ونظمها وحضارتها ومن حيث لغاتها وخصائصها اللغوية، ومن حيث ديانتها وآلهتها وما اتصل بها من هياكل و أصنام وأوثان. ولا يزال هؤلاء المستشرقون والمستكشفون جادين – إلى اليوم – في جمع النقوش العربية القديمة وخاصة في اليمن، ولا يزالون ناشطين في البحث والتنقيب. ومن زمن طويل تتجه الأنظار إلى الأستاذ العالم الجليل الدكتور خليل یحیی نامی کی يعرض في كتاب عرضا علميا تاريخ هذه الممالك ولغاتها ودياناتها؛ لسبب طبیعی، وهو أنه العالم الذي استخلصته جامعة القاهرة من بين خريجيها في أوائل الثلاثينيات من هذا القرن، وهيأت لك كل سبيل ليصبح العالم المتخصص في هذا التاريخ وما يتصل به من لغات وديانات، وقد مضى بعد تخرجه يكب على اللغة النبطية وخطها وأخواتها الشمالية، ولم تلبث الجامعة أن اختارته عضوة في بعثة علمية إلى اليمن سنة 1936 وأتيح لهذه البعثة أن تجمع واحدة وتسمين نقشا ترجمها وعلق عليها واتخذها موضوعا لرسالة الدكتوراه سنة 1939 ونشرها سنة 1943.

       ومنذ سنة 1947 حتى سنة 1997 أخذ ينشر في مجلة كلية الآداب نقوشا عربية جنوبية يترجمها إلى العربية ويعلق عليها تعليقات علمية وقد بلغت نحو مائة وخمسين نقشا. والأستاذ الدكتور نامى لا يتعمق في العلم بتاريخ ممالك العرب القديمة ولغاتها ودياناتها فحسب – كما يتضح من المراجع الكثيرة لنقوشها التي يضعها بين يدي حديثه عنها – بل أيضا يمتاز بأنه أحد العلماء المعاصرين المكتشفين لنقوش جنوبية كثيرة والدارسين لها وقد ظل سنوات طويلة يحاضر الطلاب في قسم اللغة العربية بآداب جامعة القاهرة في كل جوانبها التاريخية واللغوية والدينية

      نحن إذن في هذا الكتاب الفريد: العرب قبل الإسلام تاريخا ولغة ودينا بإزاء عمل علمی نهض به عالم جليل أتقن العلم بذلك كله فهما وفقها وتحليلا بصيرا وقد استهله بالحديث عن الأقسام الجغرافية للجزيرة العربية في تصور القدماء من اليونان والرومان وفي تصور العرب السابقين والمعاصرين، ومضى بعد ذلك يؤرخ للنبط في بطرا وتحولهم من الرعي إلى الزراعة والتجارة وتأسيسهم لمملكة ديمقراطية سنة 169 قبل الميلاد مع بيان ملوكهم ومدد حكمهم إلى أن قضى الرومان على ملكهم سنة 106 للميلاد، وأفاض في الحديث عن لغتهم مبينة قربها الشديد من الفصحى بما كان فيها من إعراب ومنع للصرف واستخدام لأداة التعريف: أل في الأسماء. ويتحدث عن تاريخ ثمود مع بيان مفصل عن مجموعات نقوشهم المنثورة ومكتشفيها وكيف أن منها ما يصعد إلى القرن الثامن قبل الميلاد ومنها ما ينحدر إلى القرن الثالث للميلاد، ويفصل القول في خصائص لغتهم وبيان أنها تقترب من الفصحى. ويعرض النقوش والكتابات الصفوية مبينا خصائصها اللغوية وكيف أنها تتقدم عن لغة الثموديين خطوات نحو الفصحى. ويتحدث عن النقوش اللحيانية ومكتشفيها ومجموعاتهم المنثورة وملكتي لحيان وملوكهما ولغتهم وخصائصها واقترابها من الفصحى. وكل هذه الممالك العربية القديمة كانت ممالك تجارته لوقوعها على أبواب آسياد في مفترق طرق العالم، فكانت تمر بها القوافل – وتشارك فيها – محملة بعروض اليمن والمحيط الهندي وعروض الرافدين وإيران، وتعود محملة بعروض مصر والشام والبحر المتوسط، مما جعل أهل هذه الممالك . بحق – تجارة دوليين.

        وينتقل الأستاذ الدكتور خليل نامی من هذه الممالك العربية الشمالية إلى الممالك العربية الجنوبية، ويفصل الحديث في نقوشها التي اكتشفها الرحالون والمستشرقون والتي شارك بنصيب غير قليل في اكتشافها، ويصور الجهود العلمية الخصبة التي بذلتها البعوث الغربية؛ أوربية وأمريكية حتى الستينيات من هذا القرن، ويذكر نحو عشرين حدثا مهما تؤرخ الممالك المعينيين والسبئيين والحضرميين، وأيضا لأحدث تلك الممالك: مملكة سبأ وذي ريوان أو المملكة الحميرية منذ القرن الأول للميلاد. ويذكر المملكة سبأ العتيقة المغرقة في التقدم عشرين مكريا أو ملكا من القرن التاسع حتى منتصف القرن الخامس قبل الميلاد. ويعرض طائفة من أخبار مملكة سبأ وذي ريوان المتأخرة وسد مأرب وانهياره واستيلاء المعيشة على اليمن في القرن السادس للميلاد ثم استيلاء الفرس عليها إلى أن دخلت في دين الله. ويتحدث عن اليمن في القرآن الكريم مبينا أنه أشار إلى أربعة عصور: عصر مملكة سبأ القديمة لزمن النبي سليمان وما كان من إرسال ملكتها بهدية إليه ثم زيارتها للقدس، وكانت الزراعة حينئذ في دهره في مأرب (جنتان عن يمين وشمال). والعصر الثاني عصر تبع وقومه الحميريين أصحاب مملكة | سبأ وذي روان. والعصر الثالث عصر أصحاب الأخدود من نصاری نجران الذين مثل بهم الملك الحميري ذو نواس، وكان قد تهود، فحرقهم في أخدود أضرم. فيه نارا ذات لهب شديد أتت عليهم. والعصر الرابع عصر أصحاب الفيل لعهد أبرهة حاكم اليمن الحبشي الذي غزا مكة بجيش ضخم فحاق به وبال لا يماثله وبال. ويفيض الدكتور نامى في بيان لغات الممالك اليمنية إفاضة العالم المثبت الذي فقه أوضح فقه خصائصها ودقائقها في الحروف ومخارجها وفي أبنية الاسم والفعل والإفراد والجمع والتذكير والتأنيث والضمائر وأسماء الإشارة والأسماء الموصولة والظروف، مع مقارنات دقيقة بين اللغات اليمنية القديمة.

       ويعرض الدكتور نامی آلهة كل هذه الممالك الشمالية والجنوبية بادئا بآلهة النبط، ومن آلهتهم ذو الشرى واللات، ومن آلهة الثموديين ملك وإيل وإله أو القه ويتكرر عند الصفويين اسم اللات، ومن آلهة اللحيانيين العزي ويعل وإيل واللات ومناة وود، ومن آلهة سبأ تألب وبعل وإلقه وأم عثتر (الزهرة) والشمس ومن آلهة المعينين والقتبانيين والحضرميين ود وهو يرمز للقمر ونسر وعثتر والشمس. وينتهى الكتاب بالحديث عن هياكل الآلهة

         والكتاب بحق – عمل علمي ، فذ ظل الأستاذ الدكتور خليل يحبی نامی عشرات السنين عاكفا على موضوعاته، منفقا فيها جهودة شاقة، واصلا كلال الليل بكلال النهار، يدرس ويمحص ويقارن ويصحح ويراجع بحوث المستشرقين من سابقيه ومعاصريه، وهو في أثناء ذلك كله يحاضر طلابه، لا تفتر همته ولا تكل عزيته. وما زال يعاود البحث ويعدل وينقح ويهذب حتى استقامت له هذه الصورة لتاريخ العرب قبل الإسلام ولغاتهم ودياناتهم، وهي صورة اتخذ لها كل ما يستطيع من أسباب لتصبح نقية مصفاة خالية من كل تعقيد يشوش الفهم أو يفسده، وإنها الجديرة بكل شکر وكل ثناء.

 

فهرس الكتاب :

مقدمة

أقسام الجزيرة العربية

النبط

تاريخهم

لغاتهم

ثمود

تاريخهم

لغاتهم

الصفويون

تاريخهم

لغاتهم

اللحيانيون

تاريخهم

لغاتهم

اليمنيون القدماء

تاريخهم

الآلهة

الآلهة النبطية

 الآلهة الثمودية

 الآلهة الصفوية

الآلهة اللحيانية

الآلهة اليمنية

 

 

اضغط هنا للتحميل