طريق الآلام هو طريق التطهير:

“يجب أن نتقبل دائماً التجارب والبلايا من يد الله، وكذا روح الإنسحاق التي يهبنا إياها، فهذه وأمثالها هي الوسيلة القوية لتطهيرنا. فالتجارب تعادل المرشد الروحي في تأثيرها وهي تحل محل المرشد الروحي لمن ليس له مرشد بشرط أن يتحلى بالإيمان والإتضاع، وعندئذ يكون الله هو المرشد الروحي وهو بالتأكيد أكثر حكمة من البشر.
ويصف ق. إسحق السرياني بالتفصيل، تسلسل العملية التي بها يقود الله الإنسان النقي، في طريق التجارب والآلام الدائمة الذي يؤدي إلى الطهارة، وينهض في داخله روح الإنسحاق.
وكل ما نحتاج إليه هو أن نؤمن من جانبنا بعناية الله المحب، وأن نكون على استعداد لتقبل كل ما يعطينا إياه في فرح وشكر، بغير ذلك الإيمان وهذا القبول تفقد التجارب المريرة قدرتها على التطهير، وتعجز عن بلوغ القلب أعماق الكيان.
بدون المضايقات والمحن الخارجية، يصعب على الإنسان أن يقاوم الكبرياء والشعور بالتشامخ، وبدون دموع التوبة والندم، لايمكن أن تتخلص من الأنانية الفريسية والبر الذاتي.”
ق. ثيوفان الناسك
كتاب “فن الصلاة” ص ٢٥٥.