الكتاب المسيحي

اهم الاقتباسات من كتاب صوت الحب الداخلي – للاب اليسوعي هنري نويين

اهم الاقتباسات من كتاب صوت الحب الداخلي – للاب اليسوعي هنري نويين

يجب عليك الانتقال تدريجياً من البكتء خارجياً والصراخ لي الناس الذين تظن ان بإمكانهم ان يسددوا احتياجاتك ، الي الصراخ داخلياً الي الموضع الذي فيه يمكنك ان تري نفسك محمولاً ومسنوداً من الله

فأنت تعطي كل ما يسأله الناس منك وحين يسألون المزيد فأنك تعطي المزيد حتي تجد مفسك مستهلكاً ومستغلاً ومستنفذاً فلن تستطيع ابداً ان تعترف وتحترم وتقدر ايضاً حدود الآخرين قبل ان تتمكن من ان تضع حدودك الشخصية اولاً

انت تشكو من انك تجد صعوبة في ان تصلي وان تختبر حب يسوع ولكن يسوع يسكن في اعماق ذاتك الخائفة التي لم تشعر ابداً بالاستقبال الكامل فحين تصادق ذاتك الحقيقية هذه وتكتشف ما فيها من جمال وطيبة فإنك سوف تري يسوع هناك فيسوع يقطن في اكثر المناطق انسانية وضعف فيك في عمق ذاتك

ان الله لا يريد لك الاحساس بالوحدة انه يريد ام يلمسك بطريقة تجعل اعمق احتياجاتك تُشبع علي الدوام ، فالمقصود من الالم الذي تعانيه الآن يضعك في تلامس مع الموضع الذي تحتاج فيه الي شفاء، فالشخص لذي استطاع ان يلمس ذلك الموضع فيك يكون بذلك قد كف لك عن لؤلؤتكرلكثيرة الثمن

ما هو المك؟ انه اختبارك للحرمان من اهم ما تحتاج اليه انه الموضع الخاوي الذي فيه تشعر بشدة بغياب الحب الذي ترغب فيه اقصي ما ترغب

رغم انك تشعر بالصحة والقوة جسدياً وعقلياً إلا انك لازلت تختبر تياراً قوياً من الحزن يسري في داخلك فأنت تنام جيداً وتعمل جيداً ولكن قلما تشعر بهذه اللحظات التي يختفي فيها هذا الالم النابض بقلبك والذي يجعل كل شئ يبدو ضائعاً في الهواء

لا تتردد في ان تحب وان تحب بعمق ربما تخشي الالم الذي تحدثه المحبة العميقة ، حيث ينكسر قلبك متي تركك او رفضك من تحبهم بعمق ، لا ينبغي ان يمنعك ذلك من ان تحب بعمق فالالم الذي يأتي من المحبة العميقة انما يجعل محبتك تثمر اكثر فأكثر فهو كالمحراث الذي يشق الارض ليسمح للبذرة بأن تضرب بجذورها لتنمو وتصير نبته قوية ، وانت في كل مره تختبر فيها الم الرفض او الفراق فأنك تقف امام احد اختيارين ، ان تشعر بالمرارة وتقرر ألا تحب مرة اخري، او ان تقف منتصباً في المك وتدع التربة التي تقف عليها تزداد ثراء وقدرة علي منح الحياة لبذور جديدة

لكنم تحتاج ان تترك تلك الآلام تغوص في قلبك حتي تعايشها وتكتشف انها لن تقضي عليك فقلبك اعظم من آلامك

لقد تعلمت ايضاً ان ارصد الظلمة مبكراً وان لا ادع الحزن ينمو ويصل الي الاكتئاب

مابدا يوماً انه لعنه صار بركة كل الألم العميق الذي هدد بتدمير حياتي يبدو اآن كتربة خصبة لثقة اعظم وامل اقوي وحب اعمق

ان اروع المؤلفات الموسيقية واعظم اللوحات والمنحوتات الفنية وافضل الكتب التي كتبت غالباً ما كانت تعبيراً مباشراً عن الوعي بالانكشار الانساني

هذا الكسر انما نحياه ونختبره بطريقة شخصية خاصة جداً وفريدة فأنا مقتنع بشدة بأن كل انسان انما يعاني بطريقة خاصة جداً لا يعاني منها اي انسان اخر ، ونحن بلا شك يمكننا ان نعقد بعض المقارنات وان نتحدث عن الم اكثر من اخر والم اقل من اخر ولكن في النهاية يبقي المك شخصياً جداً والمي كذلك شخصياً جداً حاي ان المقارنه لا تجلب اي راحة او عزاء ، في الحقيقة اني اكون اكثر امتناناً للشخص الذي يدرك تفرد آلامي ، من ذلك الشخص الآخر الذي يحاول ان يخبرني بأن هناك كثيرون يتألمون مثلي وربما اكثر فكسرنا يخصنا وحدنا دون اي شخص اخر

———————-

أحبب بعمق…!! – لـ *الأب هنري نووين

——————————————

لا تتردد في أن تحب، وأن تحب بعمق. ربما تخشى الألم الذي تحدثه المحبة العميقة. حيث ينكسر قلبك متى تركك أو رفضك من تحبهم بعمق، أو رحلوا عن هذه الدنيا. ولكن لا ينبغي أن يمنعك ذلك من أن تحب بعمق. فالألم الذي يأتي من المحبة العميقة إنما يجعل محبتك تثمر أكثر فأكثر. فهو كالمحراث يشق الأرض ليسمح للبذرة بأن تضرب بجذورها لتنمو وتصير نبتة قوية. في كل مرة تختبر فيها ألم الرفض أو الفراق أو الموت، فأنت تقف أمام اختيارين. يمكنك أن تشعر بالمرارة وتقرر ألا تحب مرة أخرى، أو أن تقف منتصب في ألمك وتدع التربة التي تقف عليها تزداد ثراءً وقدرة على منح الحياة لبذور جديدة.

كلما أحببت وسمحت لنفسك بالمعاناة بسبب محبتك، كلما استطعت أن تعطي قلبك الفرصة للاتساع والعمق. حينما تستطيع محبتك أن تعطي وأن تستقبل بحق، فلن يغادر أحباؤك قلبك حتى حينما يفارقوك. فسوف يصيروا جزءاً من كيانك وهكذا، تدريجياً، ينمو مجتمع خاص في داخلك.

من أحببتهم بشدة يصيروا جزءاً منك. وكلما طال بك العمر سيكون هناك أناس أكثر تحبهم ويصيروا جزءاً من مجتمعك الداخلي. وكلما اتسع مجتمعك الداخلي كلما استطعت أن ترى بسهولة اخوتك وأخواتك في الغرباء الذين من حولك. فمن هم أحياء بداخلك سوف يميزون من هم أحياء من حولك. كلما اتسع مجتمعك الداخلي اتسع معه المجتمع من حولك. وهكذا يكون ألم الرفض والفراق والموت مثمراً. نعم، كلما أحببت بعمق كلما انكسر قلبك أكثر، ولكنك ستبتهج بغنى ثمر هذا الانكسار.

=================