كتاب في الوحدة المسيحية – نيافة الأنبا إبيفانيوس – اعداد رهبان دير انبا مقار

محتويات الكتاب
كتاب في الوحدة المسيحية – نيافة الأنبا إبيفانيوس – اعداد رهبان دير انبا مقار
في السنوات الماضية، قدمنا في الذكرى السنوية لأبينا المحبوب أنبا إبيفانيوس بعض الأوجه لاهتماماته الروحية، مثل “أنبا إبيفانيوس الذي أحب الرهبنة“، و “الوارث لروح أنبا مقار”، ثم جمعنا مقالاته عن أعياد الميلاد والغطاس، ثم عن الآلام والقيامة. والآن، في الذكرى الخامسة لنياحته، سنقدم مقالاته وكلماته عن الوحدة المسيحية، فقد كان هذا أحد الأبعاد الأساسية لاهتماماته؛ إذ كان مدفوعا في ذلك بصلاة الرب لهذه الغاية، كما سنرى في إحدى مقالاته: “ليكونوا واحدا كما أننا نحن واحد”.
لقد تميز نيافة الأنبا إبيفانيوس بعدة صفات من النادر أن تجتمع في شخص واحد، كانت تؤهله أن يُمثّل كنيسته في المؤتمرات المسكونية خير تمثيل. فقد كان يجمع في شخصيته بين العلم الغزير والثقافة الواسعة؛ وفي نفس الوقت الوداعة غير العادية وانفتاح القلب والروح على الآخرين، والمحبة غير المشروطة لجميع الناس.
كان يتميز أيضًا بقدرة استثنائية وعجيبة على التواصل مع جميع الناس من كافة الجنسيات والطوائف المسيحية والديانات. وكانت هذه الميزات مجتمعة تجعله محبوبًا من كل من تعامل معه تعاملا شخصيا. فقد كان في ذلك شبيها بالقديس أثناسيوس الرسولي الذي أحبه كل من تعامل معه عن قرب، حتى أن الذين كانوا موكلين أن يُراقبوه في المنفى، صاروا من أعز أصدقائه ومن أكثر المدافعين معه عن الإيمان، مما جعل القديس غريغوريوس الناطق بالإلهيات يُشبهه بحجر الماس بسبب صلابة إيمانه، وبحجر المغناطيس بسبب قدرته على اجتذاب جميع الناس إلى محبة المسيح.
هكذا كان أنبا إبيفانيوس يتمتَّع بقدرة نادرة على اجتذاب محبة الآخرين بسبب استقامته ونقاوته الداخلية وانفتاح قلبه بالكامل على الجميع. وصارت هذه الصفات النادرة، مع دماثة الأخلاق التي تميز بها في علاقاته مع الآخرين، تؤهله لتمثيل الكنيسة القبطية في محافل كنسية دولية متعدّدة. وكثيرًا ما انتدبه قداسة البابا كممثل شخصي عنه في مثل هذه المؤتمرات. وكان دائما يقدم للناس، داخل مصر وخارجها، صورة مشرقة ومُشرّفة للكنيسة القبطية. وفي كل ذلك كان أمينًا إلى أقصى درجة لكنيسته القبطية، فكلما طلبت منه كلمة في أحد المؤتمرات الدولية ، كان دائمًا حريصًا على أن يكتبها أولا بالتفصيل ويُقدِّمها لقداسة البابا للمراجعة. ولم يكن يرضى أبدا أن يحضر مؤتمرًا إلا بعد أخذ موافقة قداسة البابا على الكلمة التي سيقولها لئلا يُقدِّم رأيًا شخصيا لا يُمثل رأي كنيسته.
هذا على الصعيد الدولي؛ أما على الصعيد المحلي، فحينما كان يُطلب منه تقديم دراسة، سواء في لجان المجمع المقدس أو في غيرها، فكانت مرجعيته الأساسية الدائمة هي التقليد الكنسي، كما سنرى في هذا الكتاب في المقالات التي قدَّمها عن قبول معمودية الكنائس القديمة. لم يكن تمسكه بالتقليد مجرد اختيار فكري لاحتياج الساعة ليُدعم به أبحاثه؛ بل كان تمسكه بالتقليد منبعه حاسة روحية متجذرة فيه توجهه في كل اختياراته، ويظهر هذا جليا إذا ما ألقينا نظرة شاملة على كافة دراساته، سواء كانت في المجال الليتورجي أو في المجال الرهباني. فالعامل المشترك الذي كان يوجهه في جميع هذه الدراسات وجميع اهتماماته، كان شدَّة محبته لتقليد كنيسته كتقليد حي يربط الحاضر بالماضي ويوجهنا نحو المستقبل.
محتويات كتاب في الوحدة المسيحية
تقديم
الرهبنة والوحدة المسيحية
الشهداء، وجه المسيحية الجديد
معوقات في طريق الوحدة الكاملة واقتراحات المواجهتها
أحداث التقارب بين الكنائس في مصر
طرح حول قبول الكنيسة القبطية الأرثوذكسية للمعمودية التي تتم خارجها
قبول معمودية الكنائس التقليدية القديمة في العصر الحديث
طقس الانضمام للكنيسة القبطية
العقيدة والرأي والتفسير
«وَأَنَا قَدْ أَعْطَيْتُهُمُ الْمَجْدَ الَّذِي أَعْطَيْتَنِي، لِيَكُونُوا وَاحِدًا كَمَا أَنَّنَا نَحْنُ وَاحِدٌ»
أقوال مأثورة عن الوحدة المسيحية