كتاب فن التواصل – بناء العلاقات الدافئة – ريتش هورست

محتويات الكتاب
كتاب فن التواصل – بناء العلاقات الدافئة – ريتش هورست
محتويات فن التواصل
مقدمة الدار
مقدمة
١. ثقافة عدم الراحة
٢. العلاقة الحميمة الوهم – أو ما هو ليس واقعياً
٣. ما هي العلاقة الحميمة؟
٤. عوائق العلاقة الحميمة
٥. إلى أين تقودنا تلك الأقنعة التي نرتديها؟
٦. الاتكال المتبادل: خطوة نحو الحرية
٧. من يمتلكني؟
٨. العلاقة الحميمة مع الله
٩. عبيد في عالم حر
١٠. الزيجات الحميمة: هل نأمل أقل من ذلك؟
١١. ما تكلفة العلاقة الحميمة؟
١٢. الصراع: من الذي يحتاج إلى الصراع؟
١٣. أين أتجه من هنا؟
١٤. إلى أين أتجه من هنا؟ وتستمر الحياة
مقدمة كتاب فن التواصل – بناء العلاقات الدافئة – ريتش هورست
العلاقة الحميمة: أين أذهب لأجد الحب؟
تخبرنا حكمة تكساس: “إن ركبت على حصان ميت، فترجل”. أوجه الكتاب لهؤلاء الذين يرغبون في الحصول على علاقات أفضل مع الله وهؤلاء الذين يهتمون ببناء العلاقات، فتعريف الحماقة هو الاستمرار في فعل نفس الأمر مع توقع حدوث تغيير، هل أنت مستعد لكي تتخذ أسلوباً جديداً في مجال العلاقات؟
يُحكى أنه كانت هناك مدينة صغيرة على حافة الجبل حيث يقترب الطريق الملئ بالملفات الذي يؤدي إلى المدينة من حافة الجبل عند نقاط معينة، ويوجد انحناء معين في الطريق يصعب تفاديه مما تسبب في عدة حوادث مؤلمة عندما تدخل السيارات فجأة في جسر وتهبط مسافة خمسمائة قدم لأسفل، ينجو البعض ولكن آخرين يحالفهم سوء الحظ.
أعلن مجلس المدينة: “يجب أن نفعل شيئاً تجاه هذا المنحنى”، ووافق الجميع، وبدأت عملية جمع الأموال لبدء المشروع. لم يمض وقت طويل على جمع المال اللازم وكان المشروع في طريقه للاكتمال، فماذا بنى الناس في هذه المدينة بتلك الأموال التي جمعوها؟ مستشفى على سفح الجسر.
نجتاز الحياة بنفس الأسلوب الذي اتبعه سكان هذه المدينة الصغيرة، فعندما تواجهنا العوائق ونقاط الخطر في حياتنا نجمع الأموال، ونجمع الموارد المتاحة ونبني مستشفى توقعاً لوقوع الحوادث. ولكن الدرس واضح: تمنعنا معالجة الأعراض والعواقب من معالجة المشكلة الحقيقية.
بالطبع المستشفى مهمة للغاية، فبغض النظر عن مقدار الحذر إلا أن هناك بعض الحوادث العارضة، فقد درست في ندوات خاصة عن اجتياز العواقب المترتبة على الطلاق، وناقشت حقيقة أن ذلك مجرد حوادث عابرة، فيجب أن نعرف أين نذهب بعدما يقع هذا الحادث العارض أو إذا استخدمنا نفس الألفاظ المستخدمة في مثل السامري الصالح ربما نجد أنفسنا على الوحل نراقب الناس التي تمر علينا. وعلى الرغم من أن كثيرين قد يتجاوزونا دون أن يتوقفوا لكي يضمدوا جروحنا، إلا أن الشافي سيقف دائماً، فإلهنا المحب يهتم بأن يضمد جروحنا. أوضح يسوع هذا عندما أعلن عن رسالته قائلاً:
“روح الرب علي لأنه مسحني لأبشر المساكين أرسلني لأشفي المنكسري القلوب لأنادي للمأسورين بالإطلاق وللعمي بالبصر وأرسل المنسحقين في الحرية. وأكرز بسنة الرب المقبولة” 1
(لوقا ٤: ١٨، ١٩).
تقدم هذه الكلمات التعزية والرجاء إذ نحيا في هذا العالم الذي يواجه فيه الإنسان حوادث عرضية على المستوى الشخصي وعلى مستوى العلاقات ونجد أن الألم الناجم عن هذه الحوادث حقيقي للغاية. فلولا تلك المستشفيات الموجودة عند سفوح التلال في حياتنا، ولولا هؤلاء الأصدقاء والعائلة والآخرين الذين لهم أهمية بالغة في حياتنا لما كنا في هذا المكان الذي نحن فيه اليوم.
لكني لا أعتقد ولا يمكنني أن أعتقد أن قدرنا هو حياة مليئة بدخول متكرر للمستشفيات. ولكن يجب أن نتعلم التعامل مع الأعراض قبلما تصبح مزمنة، فتقدم لنا إمكانية التفاوض الناجح مع تلك المنحدرات الجبلية الأمل في الوصول إلى قمة الجبل بسلام. يجب أن نصدق هذا طول الطريق إذ أن هناك مواداً متاحة لبناء الحواجز والعلامات التحذيرية لترشدنا طوال رحلة الحياة.
هذا كتاب عن العلاقات الحميمة، وهو شئ غامض لدرجة أن كثيرين منا يبدو أنهم موجودون على سفح الجبل الذي لن نتمكن أبداً من تسلقه، إن أردت إجابات سهلة عن إمكانية التسلق والوصول إلى نقطة العلاقة الحميمة فسوف يُخيب هذا الكتاب أملك. فليس لدي إجابات سهلة لأني لازلت أصارع مع الموضوع في حياتي الخاصة وفي علاقاتي، وأنا لست بخبير، ولكن هذا الكتاب هو حلم صديقي تيري، وأنا أكمله، وقد نشرت هذا الكتاب لثلاثة أسباب.
أعرف جيداً معنى الجرح في مجال العلاقات الحميمة، فقد تعرضت لهذا الأمر عدة مرات، وتساءلت بجد عما إذا كانت العلاقة الحميمة تستحق كل هذا العناء أو إذا ما كان بإمكاني الدخول في علاقة حميمة. وأنشر هذا الكتاب لأؤكد أن القاع ليس هو نهاية العالم، إن هذا الوصول المؤلم إلى حافة الصخرة لا يزيل إمكانية الوصول إلى أقصى ارتفاع للجبل، في الواقع يمكننا أن نتعلم من الجروح التي تحدث نتيجة لأخطائنا والفشل فهي دروس لنتعلمها، قال يسوع: “من له أذنان للسمع فليسمع”، وعلى نفس الوتيرة من يريد أن يكبر، وأن يكون صحيحاً، وأن يكتسب نضجاً وأن يختبر العلاقات الحميمة ليسمع بانتباه لصوت الألم الشخصي.
لم أواجه هذه الآلام أكثر من مرة وحسب بل كما يقول مارتن لوثر كينج: “لقد وصلت إلى قمة الجبل …” أيضاً، فهناك علاقات عديدة هامة للغاية ساعدتني على اختبار قمة الجبل في العلاقات الحقيقية، علمتني هذه اللمحات الخاصة بالعلاقة الحميمة إلى جانب أمور أخرى أن العلاقة الحميمة ممكنة وأنها تستحق هذه التكلفة الكبيرة.
كما تسبب حلم كينج في جعله يقف في وجه الشر فقد حفزتني أحلامي أيضاً، فلو أيقظ فيك الكتاب هذا الحلم فإنه يستحق عناء الكتابة، وإن رسم لك هذا الكتاب صورة مشجعة لرحلة نحو العلاقة الحميمة فقد حقق الهدف منه.
أخيراً لقد نشرت هذا الكتاب لكي أجعلك تفكر ولكي أساعدك على العمل لأجل تحقيق العلاقة الحميمة، فكما أن المكونات تظل بلا قيمة إلا عندما تُمزج معاً هكذا الحال معنا أيضاً، فعادة ما يمنعنا ميلنا للشعور بالراحة من محاولة التسلق ومن التصويب على الهدف أو من أن نبدأ أية رحلة.
لهذا أصلي أن ينقلنا هذا الكتاب للأمام وأن يثير المزيد من الأسئلة التي يمكننا أن نجيبها الآن، وأرجو أن يخلق في كل منا رغبة في معرفة المزيد ورغبة بألا نرضى بالحالة الوسط ورغبة في الوصول إلى تلك الحياة الأفضل التي تكلم عنها يسوع ورغبة في فهم أنفسنا وقدرتنا على الدخول في علاقة حميمة، ليكن هذا الكتاب تعزية لهؤلاء الذين يشعرون بعدم الراحة وعدم راحة لهؤلاء الذين يشعرون بالراحة، ليكن هذا الكتاب تشجيعاً لمن يتوقون للدخول في علاقة حميمة.
أن موضوع العلاقة الحميمة ليس بالجديد، فقد سبق وكتب الكثير من الكتب في هذا الموضوع وستكتب الكثير من الكتب بعده. في الواقع أرغب في أن أكتسب من حكمة هؤلاء الذين سبقوني. على الرغم من أن هذا الكتاب ليس مجرد كلمة وليس هو الكلمة الأخيرة، إلا أنه يجسد روح أفضل أصدقائي تيري هيرشي ولم أفعل شيئاً سوى تقديم المعونة والمساعدة، وهكذا يجب أن يكون الأمر، فكلمتنا هي كلمتنا عن صراع طول الحياة في الرحلة نحو الوصول إلى علاقة حميمة. فهي رحلة من الفرح والألم والمرتفعات والمنخفضات والضحك والدموع والمخاطر والرفض، أنها رحلة شخص يريد أن يعرف معنى الحياة.