القائمة إغلاق

كتاب التثنية 18 18 اهي نص عن محمد؟ برادلي انسون – ترجمة اسلام بالميزان

كتاب التثنية 18 18 اهي نص عن محمد؟ برادلي انسون – ترجمة اسلام بالميزان – اكاديمية قوم الزط 

كتاب التثنية 18 18 اهي نص عن محمد؟ برادلي انسون - ترجمة اسلام بالميزان - اكاديمية قوم الزط 
كتاب التثنية 18 18 اهي نص عن محمد؟ برادلي انسون – ترجمة اسلام بالميزان – اكاديمية قوم الزط

كتاب التثنية 18 18 اهي نص عن محمد؟ برادلي انسون – ترجمة اسلام بالميزان – اكاديمية قوم الزط 

مقال فريد في متنه شامل في محتواه اذ يحتوي رد زعم المسلمين وجود نبيهم ما بين طيات سفر الثنية و يجب سؤآل هل ذكر محمد في الكتاب المقدس

مُقَدِّمَة

لن يتناول هذا المقال كُلَّ حُجة مِن قِبل المسلمين حول كون هذا النَّص عَن محمد، إِلَّا أَنَّه سيغطي جوانبًا أَساسية مِن الحقائق الَّتي بدورِها ستشكل تحديًا أَمامَ التأويل الإِسلامي الشَّائع.
يحتجُّ المسلمون على وجُود مُحمَّدٍ في الكتاب المقدَّس لِمَا جاء في سُورة الأَعراف في قـوله: ﴿الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الْأُمِّيَّ الَّذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوبًا عِندَهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَالْإِنجِيلِ يَأْمُرُهُم بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَاهُمْ عَنِ الْمُنكَرِ﴾ [الأعراف: 73]، فمِن هذا العَدد يُحاكُ للمُسلِمينَ أَنَّ نبيهم مَوجُودٌ ما بين ثنايا التَّوراةِ والإِنجيل، فَعَلى هَدي ذَلك، طَرح المسلمون على مَرِّ العُصور حُججًا مُحَاولين بها ربط هذا العَدد بمُحمَّد، ولِذلك؛ ثمَّةَ هَذا الزَّعمُ أَنَّ نَصَّ التثنية 18: 18 هو عَنه.
قَبل طرح أَيِّ حُجة لِنُعاين النَّصَّ المَعنِيَّ: ﴿ يُقِيمُ لَكَ الرَّبُّ إِلهُكَ نَبِيًّا مِنْ وَسَطِكَ مِنْ إِخْوَتِكَ مِثْلِي. لَهُ تَسْمَعُونَ. حَسَبَ كُلِّ مَا طَلَبْتَ مِنَ الرَّبِّ إِلهِكَ فِي حُورِيبَ يَوْمَ الاجْتِمَاعِ قَائِلًا: لاَ أَعُودُ أَسْمَعُ صَوْتَ الرَّبِّ إِلهِي وَلاَ أَرَى هذِهِ النَّارَ الْعَظِيمَةَ أَيْضًا لِئَلاَّ أَمُوتَ. قَالَ لِيَ الرَّبُّ: قَدْ أَحْسَنُوا فِي مَا تَكَلَّمُوا. أُقِيمُ لَهُمْ نَبِيًّا مِنْ وَسَطِ إِخْوَتِهِمْ مِثْلَكَ، وَأَجْعَلُ كَلاَمِي فِي فَمِهِ، فَيُكَلِّمُهُمْ بِكُلِّ مَا أُوصِيهِ بِهِ. ﴾ [التثنية 18: 15–18]

المَسأَلَةُ الأُولَى

مِن ضِمن الاِدعاءات المُحاكة عَن هذا النَّصِّ تقول كالاتي: “مُصطَلَحُ «إِخْوَتِكَ» المستخدم هَاهُنا يُشير إِلى الإِسماعِيلِيينَ، وَلَيسَ الإِسرَائِيلِيينَ”. هَذا هُو الطَّرحُ المُعتاد ضِمن حُجَج المُسلِمين عَلى كَونِ هَذَا النَّصِّ عَن مُحمَّد، هُم يؤمِنُون أَنَّ مُحمدًا مِن الإِسماعِيليين وَأَنَّهُ إِتمَامُ هَذهِ النُّبُوة. فَهَل رأيهم عَن معنى مُصطلح «إِخْوَتِكَ» يَحمل أَيَّ مِصداقِيَّة؟ بِإِيجَازٍ، إِذا أَفسحنا للسِّياقِ مَجَالَ التَّحَدث عَن كَيفِيَّةِ اِستخدام مُصطلح «إِخْوَتِكَ» فَلن يَكُونَ لَه أَيُّ مِصداقِيةٍ. ففي السِّياق المُحيط بالنَّص في الإِصحاح 18، نَجِد ذِكرًا مُتكررًا عَن ذَاك الَّذي يَنبغي أَن تَتَرقَّبَه إِسرائِيل وَعمَّا يَنبغي عَليهم وعلى سَائِر إِخوتِهم (الإِسرائيليين) فِعلُه. ففي جَمِيع هَذِه الحَالَات، بِـلا اِستثنَاءٍ، نَجِـدُ أَنَّ العِبَارةَ المَوجُـودَة في العَدد 15 مِن الإِصحَاحِ 18 “מֵאַחֶ֙יךָ֙ (mê·’a·ḥe·ḵā)” تُشير إِلى الإِسرائيليين إِخـوتهِم

المَسأَلَةُ الثَّانِيَةُ

جزءٌ (مُهم) مِن الإِحاطة (فهم) بنَصِّ التثنية 18 هو مَعرفة الحدث السَّابق المذكور على أَنَّه ﴿ حُورِيبَ يَوْمَ الاجْتِمَاعِ ﴾، ويأتي ذِكره في سفر الخُروج حيث نقرأ الآتي: ﴿ وَكَانَ جَمِيعُ الشَّعْبِ يَرَوْنَ الرُّعُودَ وَالْبُرُوقَ وَصَوْتَ الْبُوقِ، وَالْجَبَلَ يُدَخِّنُ. وَلَمَّا رَأَى الشَّعْبُ ارْتَعَدُوا وَوَقَفُوا مِنْ بَعِيدٍ، وَقَالُوا لِمُوسَى: «تَكَلَّمْ أَنْتَ مَعَنَا فَنَسْمَعَ. وَلاَ يَتَكَلَّمْ مَعَنَا اللهُ لِئَلاَّ نَمُوتَ». فَقَالَ مُوسَى لِلشَّعْبِ: «لاَ تَخَافُوا. لأَنَّ اللهَ إِنَّمَا جَاءَ لِكَيْ يَمْتَحِنَكُمْ، وَلِكَيْ تَكُونَ مَخَافَتُهُ أَمَامَ وُجُوهِكُمْ حَتَّى لاَ تُخْطِئُوا». ﴾ [الخروج 20: 18–20] .

الفهم (الصَّحيح) هو أَنَّ شعب إِسرائيل كانوا مُرتعدين مِن مَجد الرَّب وقُوته. هُم توسلوا أَن لا يعودوا يروا أَو يسمعوا صوت الرَّب لئلا يمُوتوا. مُباشرةً بعد الآيات المذكورة (خر 18–20)، نقرأ (خر 20: 21–22) وفِيها أَنَّ مُوسى يقترب (مِن الضباب) قِبلَ الله لكيما يتشفع بِهم. ضَع في اِعتبارك أَنَّ هذا هو سبب الحاجة لِنبي في المقام الأَول، وهو أَن يكونَ خوفُ إِسرائيلَ مُوقرًا مِن إِلههم. فهل لنا أَن نُصدِّق أَنَّ الله سيُعِين إِسرائيل ليخافوه بوقَارٍ بِأَن يُرسل إِليهم نبيًا آتيًا مِنَ العَرب؟ مُجردُ اِعتبار هذه النُّقطة (أَي، سببُ اِرسال الله نبيًا في المقَام الأَوَّل)، يقدم شُكوكًا مُعتَبرة حَول صِحَّةِ تَأَكِيد نِسبتهِ لمُحـمَّد.

المَسأَلَةُ الثَّالِثَةُ

لَم نُخبَر في التثنية 18: 18 بالضبط ماذا يعني أَن يكون النَّبي مِثل مُوسى، هل هي إِحالة إِلى التشابُهات السَّطحية كاِتخاذ زوجة؟ أَو كونك قَائِدًا عَسكريًا؟ قد يُشكل هذا الأَمر مُشكِلةً لنا إِذا كُنا نبتغي مَعرفة مَن يدور حَولَه النَّصُّ. لكن فيما بعد، في التثنية 34، نُخبر بتفصيل ماذا يعني أَن يكون (النبي) مِثل مُوسى: ﴿وَلَمْ يَقُمْ بَعْدُ نَبِيٌّ فِي إِسْرَائِيلَ مِثْلُ مُوسَى الَّذِي عَرَفَهُ الرَّبُّ وَجْهًا لِوَجْهٍ، فِي جَمِيعِ الآيَاتِ وَالْعَجَائِبِ الَّتِي أَرْسَلَهُ الرَّبُّ لِيَعْمَلَهَا فِي أَرْضِ مِصْرَ بِفِرْعَوْنَ وَبِجَمِيعِ عَبِيدِهِ وَكُلِّ أَرْضِهِ، وَفِي كُلِّ الْيَدِ الشَّدِيدَةِ وَكُلِّ الْمَخَاوِفِ الْعَظِيمَةِ الَّتِي صَنَعَهَا مُوسَى أَمَامَ أَعْيُنِ جَمِيعِ إِسْرَائِيلَ.﴾ [التثنية 34: 10–12] .

♰ قبل أَن نَدخُل في تفصيل العَدد، ثمَّة ثَلاثةُ نِقاطٍ لَيسوا ذات صِلةٍ بالحُجة السَّالفة يَجِب أَن نَكون على دِرايةٍ بِهِم:

‌أ. أَوَّلًا، النَّبي يشوع (تِلميذ مُوسى) هو المُرجَّحُ أَن يكون كاتب هذا (الجُزء) .إِنَّه مِنَ المقرر أَنَّه أَثناء فَترة كِتابته، قد مضى وقتٌ طَويلٌ بعد (تنبؤ) النبوءة في التثنية 18: 18، ومُنذ ذاك الوقت لَم يَقُم أَحدٌ ليُتَمِّمَ هَذهِ النُّبوءة.

‌ب. ثَانِيًا، يَجبُ أَن يَشترِك النَّبِيُّ بنفسِ العَلاقة الَّتي كَانت ما بين مُوسى والله، أَي ﴿وَجْهًا لِوَجْهٍ﴾ [الخروج 33: 11] .
‌ج. ثَالِثًا، يَجِب على ذاك النَّبيِّ العَمَل ﴿بِآيَاتٍ وَعَجَائِبَ وَقُوَّاتٍ﴾ [كورنثوس الثانية 12: 12]، على غِرارِ مُوسى.

 

المَسأَلَةُ الرَّابِعَةُ

يَجِب عَلينا بِطبيعةِ الحَال التَّمسُّكُ بِالمَوقِف أَنَّه إِذا جَاء نَبيٌّ مِثلَ مُوسى، فإِنَّ ذَلِك النَّبي سَيشتَرِكُ ولَن يُعلِّم بِخلافِ ما هُوَ ثَابِتٌ، إِنَّما بِمُواصَلةٍ لَه. يُمكِنُنَا تَسلِيطُ الضُّوءِ عَلى عَددٍ مِن الطُّرقِ الَّتي لَم يُعَلِّم مُحمَّدٌ بِها مِثلمَا عَـلَّمَ مُوسى، فعلى سبيل الإِيجاز، سَننظُر فقط إِلى مَجال واحد ذات أَهميةٍ؛ أَي، ما عَلَّمهُ مُوسى ومُحمَّدٌ عَن عَـلاقةِ اللهِ بشعبهِ؟ وفيما يتعلَّقُ بهذا نُخبَرُ في التثنية 14: 1 مَا يلي: ﴿أَنْتُمْ أَوْلاَدٌ لِلرَّبِّ إِلهِكُمْ. لاَ تَخْمِشُوا أَجْسَامَكُمْ، وَلاَ تَجْعَلُوا قَرْعَةً بَيْنَ أَعْيُنِكُمْ لأَجْلِ مَيْتٍ.﴾ [التثنية 14: 1]، والتثنية 32: 6 التَّالِي: ﴿ألْرَّبَّ تُكَافِئُونَ بِهذَا يَا شَعْبًا غَبِيًّا غَيْرَ حَكِيمٍ؟ أَلَيْسَ هُوَ أَبَاكَ وَمُقْتَنِيَكَ، هُوَ عَمِلَكَ وَأَنْشَأَكَ؟﴾ [التثنية 32: 6] .

فمِن هذا سَنفترِضُ أَنَّ مَحمَّدًا سَيكَرِّرُ أَو على الأَقلِ يوافِقُ عَلى مَا عَلَّمهُ مُوسى، وهذا إِن كَان مِثلهُ. لكِن ماذا نَجِد في القرآن؟ هَل نَجِد تَأَكِيدًا؟ أَم إِدانةً لِما عَلَّمهُ مُوسى؟ نَقرأُ في سُورةِ المائدة مَا يلي: ﴿وَقَالَتِ الْيَهُودُ وَالنَّصَارَى نَحْنُ أَبْنَوا اللَّهِ وَأَحِبَّؤُهُ قُلْ فَلِمَ يُعَذِّبُكُم بِذُنُوبِكُم بَلْ أَنتُم بَشَرٌ مِمَّنْ خَلَقَ يَغْفِرُ لِمَن يَشَاءُ وَيُعَذِّبُ مَن يَشَاءُ وَلِلَّهِ مُلْكُ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا وَإِلَيْهِ الْمَصِيرُ﴾ [المائدة: 18]، وفي سُورة الإِخلاصِ نقرأُ: ﴿لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ﴾ [الإخلاص: 3] .

المَسأَلَةُ الخَامِسَةُ

والآن نحن لِنواجِهَ إِحدى أَكثرِ القَضَايا إِلحاحًا فِيما يَختَّصُّ بِمُحمَّدٍ وسِفرِ التثنية 18، فمِن خِلالِ العِنَايةِ الإِلهيَّة، نُخبَر في التثنية 13 و18 ما يُبرِزُ الشخص على أَنَّه نَبيٌّ كَاذِب. في الإِصحاح 18 على وَجهِ التَّحدِيد نُخبَر عَمَّن سَيكُون مِثلَ مُوسى، ونَقرأ عَن أُولئِك الَّذين لَيسوا أَنبياءً أَصلًا. نقرأُ في التثنية 13 و18 التَّالِي: ﴿ إِذَا قَامَ فِي وَسَطِكَ نَبِيٌّ أَوْ حَالِمٌ حُلْمًا، وَأَعْطَاكَ آيَةً أَوْ أُعْجُوبَةً، وَلَوْ حَدَثَتِ الآيَةُ أَوِ الأُعْجُوبَةُ الَّتِي كَلَّمَكَ عَنْهَا قَائِلًا: لِنَذْهَبْ وَرَاءَ آلِهَةٍ أُخْرَى لَمْ تَعْرِفْهَا وَنَعْبُدْهَا، فَلاَ تَسْمَعْ لِكَلاَمِ ذلِكَ النَّبِيِّ … ﴾ [التثنية 13: 1–3]، ونَقرأُ: ﴿ وَأَمَّا النَّبِيُّ الَّذِي يُطْغِي، فَيَتَكَلَّمُ بِاسْمِي كَلاَمًا لَمْ أُوصِهِ أَنْ يَتَكَلَّمَ بِهِ، أَوِ الَّذِي يَتَكَلَّمُ بِاسْمِ آلِهَةٍ أُخْرَى، فَيَمُوتُ ذلِكَ النَّبِيُّ ﴾ [التثنية 18: 20] .

مِن هذِهِ المَقاطِـع، نُعطى تحذيرًا كِتَابيًا واضحًا أنَّ أَيَّ نبيٍ مُعلنٍ إِذا كـان ﴿ يَتَكَلَّمُ بِاسْمِ آلِهَةٍ أُخْرَى ﴾ [التثنية 18: 20]، فهذا النَّبيُّ نَبِيٌّ كَاذِب ويَمُوتُ، ولَكِن كَيف يَتَعلَّقُ هَذا بِمُحمَّدٍ؟

بِدايةً، نحن نَعلَم أَنَّ مُحمَّدًا لَم يَتكلَّم بِاِسم اللهِ صَاحِب العَهد القديم، إِنَّما باِسمِ العَلَمِ للإِلهِ “الله”، عِلاوةً عَلى ذَلك نَعلَم أَنَّ مُحمَّدًا وبِصَرَاحَةٍ كَان ﴿ يَتَكَلَّمُ بِاسْمِ آلِهَةٍ أُخْرَى ﴾ [التثنية 18: 20]، وهذا ما …

وهُنا، فيما أَتناول إِحدى القَضايا الأَخِيرة حَولَ اِنعدام إِمكانيةِ كَونِ هذا النَّصِّ عَن مُحمَّدٍ، نَقعُ عَلى اِعتراضٍ تَاريخي، هُو عَدَمُ وُجُودِ شَواهدٍ تَاريخيةٍ على التَّفسِير الإِسلامي للتثنية 18: 18 بين أَتباعِ المسيح الأَوائل، واِنتظارِهِم نبيًا أَخر يَقُومُ مِنَ العَربِ بَعدَ يسوعَ المسيحِ.

وإِذا كنا لِنفترض أَنَّ يسوع المسيح وتلاميذَهُ بشَّرُوا بِرسَالَةٍ تَتوافَقُ وَالإِسلامَ، فإِنَّنا نَتوقَّعُ رُؤيَة دَلائلٍ على هذا، لَيس فَقط مِن كِتاباتِ العَهدِ الجَديد، إِنَّما مِن أَتباع يسوع الأَوائل كَذلِك. هذا النَّوعُ مِنَ الشَّهَادَات (الشَّهَادَاتُ التَّارِيخِيَّة بَين أَتباعِ المَسيح الأَوائِل والعَهدِ الجَديد) إِن كَانت على وِفَاقٍ مَعَ الطَّريقَةِ الإِسلامِيَّة في تَفسِير النُّصُوصِ والتَّطبِيق والتَّعلِيم، سَتدعَمُ وإِلى حدٍ كَبيرٍ قَضيةَ الإِسلام. لكن هَل نَجِد شَيئًا مِن هذا القَبيلِ؟ إِطلاقًا. ولا نرى هذا الوِفَاق مَع كَيفيَّة إِتمامِ المَكتوب (التثنية 18: 18)، ولا في ضُوءِ المسيح وسَـائِر العَقائِد المُختصَّةِ بِالخَلاصِ؛ مَن هُوَ الله، وَما هُوَ اللهُ، إِلخ.

السُّؤَالُ الوَاجِبُ طَرحُهُ هُوَ إِن كَان للإِسلامِ أَيُّ مِصداقِيَّةٍ تَارِيخِيَّة فَلِمَاذا لا نَرى أَيَّ دَلِيلٍ إِطلاقًا مِنَ الكَنِيسَةِ المَسِيحِيَّةِ الأُولى اِنتظارَهُم نَبيًا أَخرَ مُعِينًا لَهُم؟ على النَّقِيضِ، نَرى أَنَّ الآباءَ الأَوائِل في القَرن الأَوَّل والثَّاني عَلَّموا على عَكسِ مَا هُوَ مُتوقَعٌ (مِنَ المسلمين)، إِن اِعتبرنا أَنَّ المَسيح وتَلامِيذَهُ بشَّرُوا بِالإِسلام. على سبيل المثال، نرى أَزلِيَّةَ الاِبن مَع الآب (إغناطيوس الأَنطاكي، الرِّسالة إِلى مغنيسية)، ونرى الاِبن مُصوَّرًا على أَنَّه اللهُ الَّذي يَبذِلُ نَفسَهُ لِأَجلِ كَنِيسَتهِ (رِسالةُ أكليمندس الأُولَى، قَبل 70م)، ونَرى المَسيحَ الدَّيَانَ الأَبدِيَ للكَونِ الَّذي هُوَ الشَّاةُ المُسَاقَةُ لِلذَّبحِ (ميليتو أُسقف ساردس، عِظَةُ الفِصح)، إِلخ. لَيس صَادمًا إِطلاقًا، نَرى العَديد مِنَ التعَالِيم المَسيحيَّة المؤكِّدة عَلى مَا نَعتَرِفُ بِهِ، لَكِن هَل نَرى حَتَّى وَلو ذَرةً مِن هَؤُلاءِ الآباءِ مُستقِيمِي الرأيِّ يُؤكِّدونَ على أَيِّ شيءٍ قَد يَدعمُ القَّضِيَّة الإِسلامية، بِالأَخَّصِّ في شَأنِ قُدُومِ نَبِيٍّ عَرَبِي مُستَقبَلًا، يُتمِّمُ نُبوءَةَ التثنية 18؟ ومَرةً أُخرى، الجَوابُ هُوَ صِفر.

المَسأَلَةُ السَّادِسَةُ : انعدام إمكانية كون هذا النَّصْ عَن مُحَمَّدٍ

وهنا، فيما أتناول إحدى القضايا الأخيرة حول انعدام إمكانية كون هذا النَّصْ عَن مُحَمَّدٍ، نَقَعُ عَلَى اعتراض تاريخي، هُو عَدَمُ وُجُودِ شواهد تاريخية على التفسير الإسلامي للتثنية ۱۸: ۱۸ بين أتباع المسيح الأوائل، وانتظارهم نبيا أخر يَقُومُ مِنَ العَربِ بَعدَ يسوع المسيح.

وإذا كنا لنفترض أن يسوع المسيح وتلاميذه بشرُوا بِرِسَالَةٍ تتوافق والإسلام، فإِنَّنا نتوقع رؤية دلائل على هذا، ليس فقط من كتاباتِ العَهْدِ الجديد، إنما من أتباع يسوع الأوائل كذلك. هذا النَّوعُ مِنَ الشَّهَادَات (الشَّهَادَاتُ التَّارِيخية بين أتباع المسيح الأوائل والعهد الجديد) إن كانت على وفَاقٍ مَعَ الطَّريقَةِ الإِسلامية في تفسير النصوص والتطبيق والتعليم، ستدعم وإلى حدٍ كبيرٍ قَضية الإسلام. لكن هل نَجِد شَيئًا من هذا القبيل؟ إطلاقا. ولا نرى هذا الوفاق مع كيفية إتمام المكتوب (التثنية ١٨: ١٨)، ولا في ضوء المسيح وسائر العقائد المختصة بالخلاصِ، مَن هُوَ اللهُ، وَمَا هُوَ اللَّهُ، إلخ.

السُّؤَالُ الوَاجِبُ طَرحُهُ هُوَ إِن كَان للإسلام أَيُّ مِصداقيَّةٍ تَارِيخِيَّة فَلِمَاذا لا نَرَى أَيَّ دَلِيلٍ إطلاقًا مِنَ الكَنِيسَةِ المَسِيحِيَّةِ الأُولى انتظارَهُم نَبِيًّا أَخَرَ مُعِينًا لهم؟ على النَّقِيضِ، نَرى أَنَّ الآباء الأوائل في القرن الأول والثاني علموا على

حُجَجٌ لـِكَونِ التَّثنِيَةِ عَن يَسُوعَ

على النَّقِيضِ مِن مُحمَّدٍ، ثمَّة طُرقٌ عِدَّةٌ يُتمِّمُ فِيها المَسيح مَا جاءَ في سِفر التثنية 18: 15–18 بِصُورَةٍ كَامِلةٍ. وسَنُدرِجُها هُنا بِإِيجَازٍ:

‌أ. أَوَّلًا، كَان يسوعُ يَهوديًا مِن بَينِ إِخوتهِم الإِسرائيليين مُتمِّمًا المُتطلبات الوارِدَةَ في سِفر التثنية 18: 15–18 (يو 1: 11، يو 4: 22، مت 1: 1، مر 15: 2، لو 1: 32–33، عب 7: 14).
كَمَا قِيلَ لَنَا: ﴿ يُقِيمُ لَكَ الرَّبُّ إِلهُكَ نَبِيًّا مِنْ وَسَطِكَ مِنْ إِخْوَتِكَ مِثْلِي. لَهُ تَسْمَعُونَ. ﴾ [التثنية 18: 15] .

‌ب. ثَانِيًا، تَكَلَّمَ يسوع مَعَ الآبِ وتلقى مِنهُ الإِلهام مُباشرةً كَنَبِيٍّ، عَارِفًا اللهَ وجهًا لِوجهٍ، مُتَمِّمًا المُتطلبات الوَارِدة في التثنية 18: 17–18، 34: 10–12، عَاكِسًا صُورةَ مُوسى كَمَا في سِفر العَدد 12: 8 (يو 1: 1–2 و18، 3: 13، 6: 33–45 و61، 8: 28، 12: 49، 16: 27–28، 17: 5).

المَسِيحُ أَم شَخصٌ مِن بَعدِهِ؟

عند نظرنا إِلى تَعالِيمِ المسيح، مَاذا نجد؟ نجدُ أَنَّ يسوع يُعلِن بِوضُوحٍ أَنَّه هو النَّبيُّ كَمَا في الكُتُبِ! هُوَ الَّذِي كَتَب عَنهُ الأَنِبياءُ واِنتظرُوهُ، وهُوَ الَّذي وضَعُوا فِيهِ رَجَائهُم. لإِقامة الدَّليلِ على القِراءةِ الَّتي تَعتَبِرُ المَسيحَ في العَهد القَديم؛ سَأَقتَبِسُ مِن يسوعَ نَفسهُ، كَما نَقرأُ في إِنجيل لوقا 24 مَا يلي: ﴿ فَقَالَ لَهُمَا: «أَيُّهَا الْغَبِيَّانِ وَالْبَطِيئَا الْقُلُوبِ فِي الإِيمَانِ بِجَمِيعِ مَا تَكَلَّمَ بِهِ الأَنْبِيَاءُ! أَمَا كَانَ يَنْبَغِي أَنَّ الْمَسِيحَ يَتَأَلَّمُ بِهذَا وَيَدْخُلُ إِلَى مَجْدِهِ؟» ثُمَّ ابْتَدَأَ مِنْ مُوسَى وَمِنْ جَمِيعِ الأَنْبِيَاءِ يُفَسِّرُ لَهُمَا الأُمُورَ الْمُخْتَصَّةَ بِهِ فِي جَمِيعِ الْكُتُبِ. ﴾ [لوقا 24: 25–27] .

ومُجَدَّدًا، فِيمـا يَختصُّ بِالرَّبِّ يسوعَ المسيحِ نُخبَرُ: ﴿ وَقَالَ لَهُمْ: «هذَا هُوَ الْكَلاَمُ الَّذِي كَلَّمْتُكُمْ بِهِ وَأَنَا بَعْدُ مَعَكُمْ: أَنَّهُ لاَ بُدَّ أَنْ يَتِمَّ جَمِيعُ مَا هُوَ مَكْتُوبٌ عَنِّي فِي نَامُوسِ مُوسَى وَالأَنْبِيَاءِ وَالْمَزَامِيرِ». حِينَئِذٍ فَتَحَ ذِهْنَهُمْ لِيَفْهَمُوا الْكُتُبَ. ﴾ [لوقا 24: 44–45] .

وهُنا، نَرى دَعوةَ يسوع الصَّرِيحَة؛ أَنَّه ليس مُوسى فَقط، إِنَّمـا ﴿ جَمِيعِ الأَنْبِيَاءِ ﴾ قَد كَتَبوا عَنه! ولاحِظ هَذا بشكلٍ خَاصٍ في تَقسِيمِ يسوعَ الثُّلاثِيِّ للعَهدِ القَديم (مُوسى والأَنبياء والمزامِير) الَّذي أَلقَـاهُ في الأَعدَاد 44–45، يُصرِّح الرَّبُّ يسوع المَسيح أَنَّ كُلَّ وحيِ اللهِ السَّابقِ، مُختصٌ بِهِ، غَيرَ مُفسحٍ لمُحَمَّدٍ مَكانًا على عَرشِ المسيحِ.

 

روابط للمقال الاصلي باللغة الانجليزية  و بعنوان : [Bradley A. Sosebee] Deuteronomy 18:18 – A Text About Muhammed?

Deuteronomy 18:18 – A Text About Muhammed? Part 1

 

Deuteronomy 18:18 – A Text About Muhammed? Part 2

Deuteronomy 18:18 – A Text About Muhammed? Part 3

 

 

اضغط هنا لتحميل كتاب التثنية 18 18 اهي نص عن محمد؟  PDF

Posted in دفاعيات apologetics،ابحاث،اسلاميات،الكتاب المقدس