الكتاب المسيحي

ما هو الجحيم؟ مقتطفات من كتاب لا للقدر: كيف أكون حرا – الأب هنري بولاد اليسوعي

+ إن أرهب زنزانة وأكثرها ظلمة وخوفًا هي الأنا، وما من سجن أرهب منه، وأعمق دعوة لنا، وأكثر الغرائز حيوية فينا، وأشد ميولنا الجذرية، هي أن نتدفق في المحبة ونعيش في الشراكة، والجحيم هو الرفض الاختياري لهذه الدعوة  ص 107

+ يستخدم الإنجيل كلمة جهنم للإشارة للجحيم، وأصل الكلمة العبري هو “جي هنوم” ومعناه الحرفي “وادي هنوم” وهذا الوادي موجود حقًا جنوب شرق القدس أسفل أسوار المدينة، وكان الناس يلقون فيه من أعلي الأسوار جميع نفايات البيوت وأوساخ المدينة، وتحفظ النار في قاعه مشتعلة ليل نهار تحرق النفايات والأوساح التي تتقيأها المدينة… حين أراد المسيح أن يشير للجحيم لم يجد أفضل منه صورة تشبيهية، كانت جهنم هي المكان الملعون الذي يلقي فيه كل ما لا تريده المدينة، كل ما لا يستطيع أن تدمجه في جنباتها… فجنهم إذاً المكان هذا الخارجي حيث جميع المنبوذين العاجزين عن العيش في هذه الشراكة في المحبة والأخاء  ص 113

+ فمن انغلق دومًا عن المحبة طوال حياته، وعاش لأجل نفسه فقط، ودار كل وجوده في فلك الأنا، وصنع درعًا يحميه من الآخرين ويمكنه من عدم الخروج إطلاقًا من قلعة أنانيته المغلقة، هذا الإنسان يخلق جحيمه بنفسه، وفي ساعة موته، سيتابع عيشه في مساحة الأنا الضيقة، وسيظل محبوسًا إلي الأبد في السجن الذي بناه بنفسه، عزلة رهيبة لكائن اختار الانغلاق علي ذاته، فالجحيم ليس إلا الإستحالة للجذرية للخروج من هذه الحلقة  ص 106

+ الجحيم هو البرد، البرد الجليدي لعالم خالٍ من المحبة، حيث يعيش كل واحد وحده، يجهل جاره وينغلق علي ذاته، عالم يتجاور فيه الأفراد من دون أن يلتقوا البتة، عالم مغلق، غير شخصي، كل اتصال فيه مجمد، كل اتصال مستحيل. عالم نتجاهل فيه بعضنا بعضًا، ونحذر فيه بعضنا بعضًا ، ونراقب بعضنا بعضًا ، ويحقد بعضنا علي بعض ويكره بعضنا البعض، إن هذا العالم الذي تفني فيه القلوب المرتعدة بردًا، هو أفظع بكثير من الكتل الجليدية في سيبيريا  ص 117

+ الجحيم ليس إلا الانفراد الأبدي مع الذات

الأب هنري بولاد اليسوعي – لا للقدر: كيف أكون حرًا – ص 107

+ الجحيم تجمع لانعزالات متوازية الواحد إلي جانب الأخريات، الجحيم مصنوع من أفراد متجاورين، كل واحد وحيد بشكل مأساوي، منغلق في قوقعته للأبد.

الأب هنري بولاد اليسوعي – لا للقدر: كيف أكون حرًا – ص 112