القائمة إغلاق

كتاب اللغة القبطية والهوية المصرية – لطيف شاكر

كتاب اللغة القبطية والهوية المصرية – لطيف شاكر

كتاب اللغة القبطية والهوية المصرية - لطيفة شاكر [www.christianlib.com]
كتاب اللغة القبطية والهوية المصرية – لطيفة شاكر [www.christianlib.com]

 

كتاب اللغة القبطية والهوية المصرية – لطيف شاكر

 

مقدمة كتاب اللغة القبطية والهوية المصرية بقلم لطيف شاكر

الإنسان في مصر هو القبط أو الأقباط الذين صنعوا الحضارة العظيمة على أرض مصر أو دار القبط، منذ فجر التاريخ (۳۲۰۰ قبل الميلاد) وحتى سنة ٦٤١ ميلادية تاريخ الغزو العربي لمصر، وهو نفسه الزمن التاريخي للشعب المصري (القبطي)، ثم بعد ذلك الزمان وحتى العصر الحديث.

فالمصريون الموجودون على كافة أرض مصر، ومنذ دب الإنسان بقدمه على أرض وادي النيل، وحتى القرن السابع الميلادي، هم الأقباط، و هم المصريون المسيحيون من سكان مصر وحتى الآن.

وهذه التسمية “أقباط” التصقت بهم بعد دخول العرب مصر، دون غيرهم من باقي السكان، بسبب ديانتهم المسيحية، مع أن تاريخ الأقباط ماهو إلا تاريخ مصر كلها، مع إرتباطه بتاريخ الكنيسة القبطية.

وحتى احتلال العرب مصر، فقد ظهرت معالم جديدة تميزت بها بوصفها حضارة قبطية لها خطوطها البارزة والفريدة.

وتاريخ مصر يترجمه تاريخ الأقباط حيث انهم عاصروا كل العصور و المراحل التاريخية التي إجتازتها مصر من ايام الفراعنه حتى اليوم.

كان قدر مصر والمصريين علي مر سنوات التاريخ الطويل هو الوقوع في ايدي مستعمرين كثيرين وكان كل نهاية استعمار هو بداية لاستعمار جديد اشد قسوة واقسي ضراوة من سابقه لذلك عانت مصر مدة طويلة ومازالت من الهيمنة الاجنبية عليها.

 

كان قدر مصر والمصريين على مر سنوات التاريخ الطويل هو الوقوع في أيدي مستعمرين كثيرين وكان كل نهاية استعمار هو بداية لاستعمار جديد أشد قسوة وأقسى ضراوة من سابقه لذلك عانت مصر مدة طويلة ولا تزال من الهيمنة الأجنبية عليها.

ولقد أرخ أغلب كتاب التاريخ عن الاحتلالات المختلفة علي مصر دون أن يؤرخوا لشعب مصر وكأن مصر عند الاحتلالات كانت خالية من الشعب المصري صاحب التاريخ الأصيل، والحضارة الشاهقة، والعلوم والآداب والفنون.

كانت مصر مطمعا للغزاة العرب، وبات إحتلال يسلم إحتلالا اسوأ، والشعب المصري المسالم لاحول له ولا قوة إلا الاذعان لظلم الاحتلال الجديد الاكثر ظلما، وكان هدف المحتل هو النهب والسلب والسرقة واستعباد شعب مصر مع ظلمهم وحرقهم واذلالهم، دون رحمة أو شفقة وسنوا لهم شروطا غير آدمية ووضعوا عليهم قيودا غير إنسانية.

تقول سناء المصري : أن مصر لم تكن أرضا منبسطة بلا شعب و فتحها عمرو بن العاص من الشمال إلي الجنوب ومن الشرق إلي الغرب، واستولي علي كل مدنها وقراها وسواحلها في نزهة بسيطة تحت راية الإسلام.

(هوامش الفتح العربي – سناء المصري)

لقد خير الغازي علي الأقباط شروطا ثلاثا: إما الأسلمة الجبرية ولم يكن المصحف مكتوبا بعد، أو سداد الجزية وهم صاغرون ومذلون، أو القتل ذبحا بالسيف.

وكلمة ” قبطى ” التي نطقها بالمصرى ” إبطى ” معناها ” مصرى ” و في الأصل لم تكن دلالة دينية “، و هي لفظ مشتق من الكلمة ” ايجيبتوس ” Aigyptus ” اليونانية التي كان اليونانيون يشيرون بها إلى مصر و النيل علي السواء.

واثنياً الأقباط ليسوا ساميين ولا حاميين لكن عنصر ميديترينياني ( بحر متوسطی ) دخلوا منطقة وادى النيل فى العصور القديمة واستقروا فيها، و بنوا الحضارة المصرية الفريدة من نوعها، ولاحظ هيرودوت أنها تختلف بالكامل عن أية حضارة أخرى وأن عاداتها وتقاليدها مخالفة لعادات و تقاليد أي بلد أخرى وعن باقي البشر.

(تاريخ المسيحية الشرقية – د. عزيز سوريال)

في كتاب ” مصر القبطية”: يقول فإن تاريخ مصر القبطيه هو مرحلة مهمة من مراحل تاريخ مصر ابتدأت في القرن الأول الميلادى، لكن جذور الثقافة القبطية تمتد لعصور مصر الفرعونية وتاريخ أقباط مصر بمفهومه الاثنولوجي (العنصری) و مفهومه الثيولوجى (الديني) هو تاريخ مصر وكل المصريين من بداية التاريخ حتى اليوم، ولأن الأقباط بالمفهوم الديني مرت عليهم أحداث تاريخية خاصة بهم، فلهم تاريخ خاص، صحيح هو تاريخ مصر لكن انعكاساته عليهم كانت مختلفة عن انعكاساته على بقية المصريين.

(مصر القبطية د. محمود مدحت)

ومع اقرارنا بالانتماء الوطني للأقباط في مصر وتمسكهم بالأرض وتعيش مصر في وجدانهم حتي في أرض الغربة إلا أن لنا بعض الملاحظات:

اولا : لقد شكل الأقباط بالقول وبالفعل جزءا لا يتجزأ من الحضارة المصرية العريقة وامتدادا لها بل شريحة هامة من السبيكة المصرية وجزءا هاما من المكون التاريخي.

 

ثانيا : أن المجتمع المصري يتكون من طائفتين دينيتين رئيستين هما المسيحية والإسلام، وأن لكل منهما خصائصها المميزة من عادات وتقاليد وثقافة وذلك لاعتبارات تاريخية عديدة.

ثالثا : أن المسيحيين والمسلمين هم الأقباط، وكانا لسانهم القبطية، والغزو العربي ميز بينهما، فصار المسيحيون هم الأقباط، والمسلمون هم العرب.

رابعا : بالرغم أن المسلمين تعربوا بأوامر الغازي، لكنهم مصريون، خلافا للمسلمين الغزاة العرب القادمين علي أسنة الرماح، يتنكرون للهوية المصرية ويشكلون القبائل العربية ومنهم الإسلاميون وشوفينيتهم للعروبة، ولا يبالوا بالوطن المصري فالدين عندهم هو الوطن .

خامسا : أن الأقباط رغم الاضطهادات العنيفة والتمييز العنصري إلا أنهم لم يقبلوا أن يكونوا أقلية اثنية أو طائفية ترتبط بمصالح دول أجنبية، كانت هذه الدول تتمني أن تفوز بموضع قدم، ليكون لهم وجود أبدي في مصر، بحجة حماية الأقباط.

سادسا : أن مصر شهدت خلال سنوات مابعد يوليو ٥٢ ازدياد الثقل الديني للمؤسسات الدينية الرسمية والغير رسمية، نتيجة تراجع دور الدولة والحكومات في حماية الوطن من التوغل الاسلامي، الأمر الذي أدي إلي قيام مؤسسات منفصلة دينية دات طابع اقتصادي او اجتماعي او ثقافي بغطاء اسلامي، وقد رافق هذا بروز تيارات متناقضة تتصارع داخل المجتمع المصري كتيارات التعصب الأصولية والعلمانية ولن يتبين بعد لمن سوف تكون الغلبة في المستقبل.

ويؤكد التاريخ أن أقباط مصر جزء متأصل فكريا وثقافيا في الحضارة المصرية، وقيمة مضافة للفكر المسيحي العالمي، وهذه حقائق ثابتة لا مجال للاختلاف حولها 

لطيف شاكر

 

اضغط هنا لتحميل الكتاب PDF

Posted in روحية