ابحاث

ضبط التقويم القبطي وتعديل موعد الاحتفال بعيد الميلاد – بحث للقمص يوحنا نصيف – للتحميل pdf

ضبط التقويم القبطي وتعديل موعد الاحتفال بعيد الميلاد – بحث للقمص يوحنا نصيف – للتحميل pdf

ضبط التقويم القبطي

 

ضبط التقويم القبطي
وتعديل موعد الاحتفال بعيد الميلاد 

محتويات الكتاب او المقال

بحث للقمص  / يوحنا نصيف

أعود أيضًا الآن وأنشر البحث الأصلي حول موضوع ضبط التقويم القبطي، والذي نشرته منذ ثلاث سنوات بالضّبط، بعد أن قمت اليوم بتنقيح بعض العبارات وإضافة توضيحات هامّة لشرح الفكرة وتسهيل الفهم..
أصلّي لكي يستخدمه الله نورًا وسلامًا وبنيانًا للكنيسة القبطيّة الأرثوذكسيّة، ولكلّ أبنائها من أقاصي المسكونة إلى أقاصيها.

ضبط التقويم القبطي
وتعديل موعد الاحتفال بعيد الميلاد

* مقدّمة:

+ من المعروف أنّّنا ككنيسة قبطيّة نحتفل بعيد الميلاد منذ القرون الأولى في يوم 29 كيهك.. وقد نظّمت الكنيسة ترتيبًا جميلاً لطقس شهر كيهك بآحاده الأربعة من ناحية القراءات والتسابيح استعدادًا لهذ العيد الهام. ولهذا لا يمكن بأي حال من الأحوال أن نغيّر أو نستغني عن هذا الطقس المُفرِح والمُشبِع.
+ كان في الماضي إلى عام 1582م يوم 29 كيهك في التقويم القبطي يتزامن مع 25 ديسمبر في التقويم اليولياني الميلادي.. حتّى تمّ اكتشاف أن الأرض تستكمل دورتها السنويّة حول الشمس في زمن أقلّ قليلاً من الذي كان محسوبًا سابقًا (حوالي 11 دقيقة و14 ثانية)، وبالتالي فهي تتحرّك للأمام إلى نقطة أخرى غير التي بدأنا منها حساب السنة، وتظلّ كلّ سنة تتحرك للأمام في هذه الدقائق والثواني التي لا تُحتَسَب في التقويم القديم.. حتّى وجد العلماء في عام 1582م أنّ الأرض موجودة عند موقع متقدّم عشرة أيّام في مدارها حول الشمس، مِمّا جعلهم ينتقلون بحساب التقويم عشرة أيّام للأمام ليكون متوافقًا مع موقع الأرض السليم، وكان هذا في شهر أكتوبر عام 1582م، فبعد يوم 4 أكتوبر انتقلوا في اليوم التالي إلى 15 أكتوبر مباشرة.. وهو ما عُرِف بالتعديل الغريغوري نسبةً للبابا غريغوريوس بابا روما في ذلك الوقت الذي اعتمد هذا التعديل. وهو تعديل فلكي سليم سيستمرّ العالم عليه إلى نهاية الدهور.. وفيه يتمّ ضبط حساب التقويم الميلادي عن طريق آليّة علميّة دقيقة تتلخّص في إسقاط ثلاثة أيّام كلّ 400 سنة، وإسقاط يوم إضافي كلّ 4000 سنة، وإسقاط يوم إضافي كلّ 20000 سنة.. فيظلّ حساب التقويم متوافقًا تمامًا مع موقع الأرض على مدارها.
+ نتيجة لهذا التعديل الغريغوري صار يوم 29 كيهك يوافق الآن 7 يناير وليس 25 ديسمبر كما كان قبل التعديل، ومتوقّعٌ أن يصير موافقًا ليوم 8 يناير عام 2101م، و9 يناير عام 2201م، و10 يناير عام 2301م.
+ معروفٌ أنّ التقويم القبطي هو أقدم من التقويم اليولياني (الميلادي) المأخوذ عنه، وهو تقويم نجميٌّ وليس تقويمًا شمسيًّا.. وقد وُضِع مبنيًّا على حسابات فلكيّة قديمة خاصّة بزمن الشروق الاحتراقي لنجم الشعرى اليمانيّة.. وهذا التقويم المصري القديم هو تقويم دقيق إلى حدّ كبير، وكان أعجوبة زمانه.. ولكنّه غير متطابق تمامًا مع التقويم الشمسي الميلادي المعمول به في العالم حاليًا..
+ بما أنّ الأرض هي إحدى كواكب المجموعة الشمسيّة، ودوارنها حول الشمس مع وضع محورها المائل هو الذي يحدّد أوقات الفصول الأربعة وأطوال النهار والليل على مدار أيّام السنة، فالأصوب أن يكون التقويم الشمسي بالنسبة لسكّان الأرض هو الأدقّ من أي تقويم آخَر يتبع نجمًا ثانيًا غير الشمس. وعلى هذا يجب ضبط التقويم الآخَر على التقويم الشمسي.. فليس من المطلوب أو من الوارد إلغاء التقاويم الأخري، نجميّة كانت أم قمريّة، بل فقط المطلوب هو ضبطها على التقويم الشمسي باستمرار إن لزم ذلك.
+ جدير بالذِّكر أنّ اليهود الذين لديهم تقويمًا قمريًّا وهو التقويم العبري المشابه للعربي، أعدّوا حسابًا فلكيًّا (يشبه حساب الإبقطي) لضبط مواعيد الاحتفال بأعيادهم.. وهذا الحساب هو مزيج من التقويم العبري والميلادي في دورة من 19 سنة وتتكرّر. أمّا بالنسبة لنا كأقباط فإذا أردنا ضبط التقويم القبطي على التقويم الميلادي فالأمر أسهل بكثير لأن التقويم القبطي النجمي هو قريب جدًّا من التقويم الشمسي الميلادي، وطول السنة القبطيّة يكاد يتطابق مع طول السنة الشمسيّة بنسبة أكثر من 9ر99%.. ولذلك فضبط التقويمين على بعضهما أمر سهل جدًّا ولن يحتاج لحسابات معقّدة.
+ جدير بالذِّكر أيضًا أنّه في القرن الثالث قبل الميلاد، في عهد بطليموس، قد تمّ تعديل وضبط التقويم المصري القديم للمرّة الأولى الذي كانت سنته تتكوّن من 365 يومًا فقط.. فتمّ إضافة ربع يوم كلّ سنة، أو يوم كامل كلّ أربع سنوات.. ومع التقدّم العلمي يظهر لنا الآن الحاجة إلى المزيد من الدقّة في ضبط التقويم بحساب فرق الدقائق البسيط الموجود لتكون السنة القبطيّة متطابقة تمامًا مع السنة الشمسيّة.. وهذا يعني أنّ بإتمام هذا التعديل نحن نسير في الطريق الصحيح نحو ضبط التقويم القبطي بشكل نهائي.

* التعديل مطلوب

+ بقاء الوضع على ما هو عليه الآن، ينتج عنه أنّ موعِد عيد الميلاد يقترب تدريجيًّا من موعِد عيد القيامة، فكيف يمكن أن نحتفل بعيد الميلاد وعيد الغطاس التالي له في أيّام الصوم الكبير؟! أو بعد عيد القيامة؟! هذا بالتأكيد غير مقبول. كما أنّ صوم الرسل قد ازداد بمقدار 13 يومًا عمّا كان عليه قبل عام 1582م، وسيظلّ يزداد.. مِمّا يُشعِر الكثيرين بطوله الزائد وبالتالي يعزفون عن صومه نهائيًّا، وهذا ليس في الصالح روحيًّا.

 

 

اضغط هنا للتحميل