كتاب ابو الفرج غريغوريوس ابن العبري – الاب بولس الفغالي – منشورات الرابط الكهنوتية – تحميل pdf
كتاب ابو الفرج غريغوريوس ابن العبري
محاضرات قدم لها و نسقها و ترجمها الاب بولس الفغالي
منشورات الرابط الكهنوتية
تقديم سنة 1986، احتفلت الجامعة اللبنانية، قسم التاريخ والآثار، بالمئوية السابعة لوفاة أبي الفرج ابن العبري. فتنظمت سلسلة محاضرات في العربية والفرنسية تخليدا لهذه الذكرى. وتأخر نشر كل هذا بسبب الحرب التي اجتاحت لبنان، سنتين من الزمن. وبمساهمة مجلس كنائس الشرق الأوسط ، نشرت المحاضرات في مجلة دراسات وما عرف المشاركون بنشرها. بهذا أردنا أن نستعيد هذه المحاضرات ، فنقلنا ما في الفرنسية إلى العربية، وها نحن نقدمها كلها لقراء العربية. في هذه المحاضرات ، نتعرف إلى ابن العبري وإلى مؤلفاته. مع تشديد أول على اللاهوت بشكل عام، واللاهوت النسكي بشكل خاص، وعلى مكانة الكتاب المقدس الذي كان الينبوع الغزير الذي استقى منه ذلك الذي دعي علامة العلماء. وانتهى هذا الوجه ببحث عن مصادر ابن العبري في كتابه لمنارة الأقداس. وشددت المحاضرات ثانيا على البعد التاريخي : منهجية ابن العبري، اسهامه في نبش تاريخ المردة، وأهميته سائر الكتاب الذميين من أجل تاريخ الشعر. وكانت مداخلة عن الشعر عند ذلك الذي هو أمير الشعر وطليعة شعراء السريان. وأضفنا إلى المحاضرات أربع مقالات: واحدة استعادت سيرة ابن العبري، وأخرى مسيرته الصوفية. وتوقفت المقالات الأخيرتان عند وجه الله، وعند حب الله. كان غني مثل ابن العبري لا تستفده بعض محضرات وقلة من المقالات. فهو موسوعة في حد ذاته على مستوى الفلسفة وعلم النفس، والشعر واللغة، واللاهوت والروحانية، والتاريخ المدني والتاريخ الديني. هذا الذي عرف اللغات العديدة، استقى من مصادر وجدها هنا وهناك. هذا الذي كان قريبا من السلطة الحاكمة غرف الكثير من أرشيف الحكام. وأضافت تنقلاته التي امتدت أثنتين وعشرين سنة، في مفريانيته، الكثير من المعلومات والمعارف. اتّصل بالكنائس فقدّم اللاهوت. وبالكتاب المقدس والآباء، فأعطانا صورة عن روحانيّة لا تتوجّه فقط إلى الرهبان، بل إلى العامة من الشعب أيضاً. أما ما كتبه في التاريخ، فبعضه جاءه عن الذين سبقوه، والبعض الآخر عمّا شاهده بأم العين وهو القريب من الأحداث. هذا الذي كان كاهناً وأسقفاً وهو ابن عشرين سنة، رأى نفسه مدفوعاً إلى الدرس والمطالعة والتأمل من أجل أبناء رعيّته المترامية الأطراف. التي عرفت الضيق والعذاب والألم، ولا سيّما من جراء الغزو التتري. هذا قليل من كثير نقدّمه عن ابن العبري الذي يستحقّ مؤتمراً خاصاً لعمله التاريخيّ، وآخر للاهوته، وثالثاً لدراساته القانونيّة والروحيّة. فتراثنا السرياني مازال يحتاج البحث الكثير والتنقيب بحيث نتشارك الكنائس في هذا الشرق، فتقدّم كلُّ واحدة غناها فلا نعود نقتصر على حضارتنا الخاصة ولغتنا الليتورجية، بل ننفتح على الآخرين فيكون الشرقُ قبالة الغرب، فيسيران معاً في فتح كنوز دفينة في بطون المخطوطات. أجل طلب الأبناء الخبز، فهل نجد من يعطيهم؟