ابائيات

كتاب رسائل ماريعقوب السروجي الملفان –  موسوعة عظماء المسيحية في التاريخ – الاب بهنام سوني

كتاب رسائل ماريعقوب السروجي الملفان PDF  موسوعة عظماء المسيحية – الاب بهنام سوني

كتاب رسائل ماريعقوب السروجي pdf
كتاب رسائل ماريعقوب السروجي pdf

 

كتاب رسائل ماريعقوب السروجي الملفان PDF

موسوعة عظماء المسيحية في التاريخ

الدكتور الاب بهنام سوني

 

بعض المقتطفات من كتاب رسائل ماريعقوب السروجي الملفان 

 

البدلية العقابية في تعليم القديس مار يعقوب السروجي (451م -521م)

“لننظر اليوم (الجمعة العظيمة) إلى العيد بعين النفس النيرة التي يسهل عليها أن ترى الاشياء البعيدة كإنما من القرب. المسيح الديان وقف اليوم أمام القاضي بيلاطس.
اليوم كان يقف ديان الحُكام أمام الحاكم ليُدان مثل المذنب. تحيرت السماوات بهذه الأمور، فلترتجف الأرض من مكانها. العُشب يجلس على الكرسي والنار تقف في المحكمة، الحشيش الضعيف يسأل، واللهيب يدخل للمُساءلة، اللهيب يحتضن العمود والهشيم يَجلده بالسياط، بيلاطس جالس وربنا واقف، مُحرر الكل بحُكمه دخل ووقف في المحكمة وصادفته خطايا العالم وهي واقفة أمامه كجبل قوي كما هو مكتوب أن الرب جعله يُصادف خطايا جميعنا. صادفته خطايا آدم فدخل إلى المحكمة وحملها ووضعها على رأسه.
من كان يقدر أن يحمل ذلك الثقل الجسيم بدل الكثيرين ما عدا جبار العالمين الذي رضي أن يوفي ديون الكثيرين؟ كانت العدالة حاملة صك حواء وتريد أن تنتقم ولا يوجد الوارث آدم رئيس الجنس سقط في هوة الموتى وجميع أولاده كانوا يُحبَسون معه، وراءه الدَين العظيم، والعدالة عزيزة، والنقمة جسيمة ولا توجد رِجِل لتقف.
دخل المسيح وقبل الدَين ووضع الخطايا في نفسه ليُمزق الصك بشخصه. قال أنا الوراث، أنا أُوفي الدَين الذي أغرق الجبار، وعرقل السريع، وربط الأقوياء، وخرب كل القبائل، وأصعد اسكفات القبائل العظيمة ولم يقدر أن يقف أمامه آنوش ونوح وملكيصاداق وابراهيم. ماذا تُطالَب به حواء،؟ ليُقرأ صكها. البتول أذنبت، ابن البتول أوفى، الحية لدغت الشابة، الشابة تُعطِي العقار لشفائها.
بلغ إليَّ ميراث الخربات، سلبني آل آدم، وأوفِي مثل الوارث، ولأجل هذا أرسلني أبي لأصير وارثًا لآدم إذ أكتشف بأنه يوجد وارث يقدر أن يوفي ديونه ويُشيِّد خرباته. لن أترك صورتنا فاسدة في الشيول (الهاوية)، لن أترك شبهنا يُداس في الحمأة من قِبل سراق الهلاك. أنا الوارث، أنا أُوفي كل ما هو مدين به آدم.
قُريء صك آدم فُوجِد (فيه) بأنه يجب عليه أن يموت لأنه أكل من شجرة المعرفة، وكانت تُسمع منه العبارة القائلة: “أنت من التراب وستعود إلى الأرض”. وبماذا أجرم آدم ليكون ذنبه هكذا عظيمًا؟ لقد أحتقر ربه، وسمع صوت إمرأته، ومد يده إلى الثمرة، ووضع رِجله في الفخ، وثلم (كسر) سياج الناموس، وكسر نير الوصية، وعمَّق وحفر له القبر، وفتح بابًا للموت ليدخل ويفسد البَرية (الخليقة).
أي قصاص كان يستحق ذاك الذي صنع هذه الأمور؟ شخصه يستحق الخزي، وجسده الضرر، وظهره السياط، وقامته الصلب، ويداه المسامير، ورجلاه القيود، ورأسه إكليل الأشواك، ووجهه البصاق، وفمه الخل والمرارة، وليُطعن بالرمح، وليُطرح في الحفرة.
قال ربنا أَحتمل كل هذه الأمور ومن كلها أَصنع له الحرية، وأَحتمِل آلامه، وأَحتمِل أوجاعه، وأَحمل ضرباته، وآخذ لعنته بصليبي، وأستأصل أشواكه بإكليلي، وأزيل عيوبه بإهاناتي، وأحل قيوده بمساميري، وأُسلِّم جسدي للضربات وخداي للعذاب ووجهي سوف لن أرده عن الخجل وعن البصاق، وأشرب الخل، وأغطس في بحيرة الموتى وأُفتِش وأجد هناك ذلك الشيء الذي كان قد فُقد من أبي في الجنة بمكر الحية العدوة، وأرفع وأُصعِد من قاع الهوة تلك الصورة المحبوبة التي طالت (إقامتها) في الحمأة ستة آلاف سنة ولم تصعد (منها).
ربنا قَبِّل عليه دَين الأجناس، وحمل خطايا الكثيرين، ودخل ووقف أمام بيلاطس الوالي، اليهود الصالبون وأعداء النور ومُبغضو النهار العظيم لم يفهموا بعماهم بأن البريء كان يُدان بدل المذنبين ولم يلحق به عمل المذنبين. بدأ الهائجون يشتمون بتقريف (أبشع) الإثم صانع الخيرات بعبارات شريرة. فتحوا أفواههم بالهزء، ومدوا ألسنتهم بالإهانة، وفجَّروا المرارة من قلوبهم، وسكبت شفاهمم عكر التنين”.
 
المرجع: (ترجام) على جمعة الألم لمار يعقوب الملفان نقلها للعربية الأب الدكتور بهنام سوني، ترجمة من السريانية إلى العربية ودراسة على ميامر الملفان مار يعقوب السروجي، الجزء الأول، بغداد 2003 للميلاد، ص 2942.
 
 
 
 

اضغط هنا للتحميل