ابائيات

كتاب شرح الايمان المسيحي للقديس امبروسيوس

كتاب شرح الايمان المسيحي للقديس امبروسيوس

christianlib.com 2023 03 07 23 20 49 121228
كتاب شرح الايمان المسيحي للقديس امبروسيوس

كتاب شرح الايمان المسيحي للقديس امبروسيوس

 

 

كتاب شرح الايمان المسيحي للقديس امبروسيوس

 

كتاب ” شرح الايمان المسيحى “ كتبه القديس أمبروسيوس بناءً على طلب الامبراطور جراتيان امبراطور الغرب لتوضيح حقيقة الوهية السيد المسيح فى مواجهة البدعة الأريوسية .

وهذا الجزء يشمل  الكتابين  الأول والثانى من هذا العمل , وكان ذلك فى سنة 378م .

 

 

 

جلوس الابن في السماء عن يمين الاب لاجلنا

إذًا، فكما أنه صار خطية ولعنة ليس بسبب نفسه بل بسببنا نحن هكذا أيضًا صار خاضعًا فينا ليس لأجل نفسه بل لأجلنا، لكونه غير خاضع في طبيعته الأزلية.
مكتوب ” ملعون كل من عُلِقَ على خشبة ( غلا۱۳:۳). لقد صار ملعونًا، لأنه حمل لعناتنا؛ وكذلك في الخضوع أيضًا، لأنه أخذ على نفسه خضوعنا، ولكن بإتخاذه صورة عبد، وليس في مجد الله ؛ لكي إذ يجعل نفسه شريكًا لضعفنا في الجسد، فإنه يجعلنا شركاء الطبيعة الإلهية بقوته.
ولكن ليس لنا في الحالتين أي شركة طبيعية مع ولادة المسيح السمائية، وليس هناك أي خضوع من جهة لاهوت المسيح.
ولكن كما قال الرسول إننا من خلال ذلك الجسد الذي هو عربون خلاصنا . نجلس في السماويات، رغم إننا بالتأكيد لا نجلس نحن أنفسنا، هكذا أيضًا يُقال إنه خاضع فينا من خلال إتخاذه لطبيعتنا.
لأن مَنْ هو الذي وصل به الجنون حتى يظن كما سبق أن قلنا، إن جلوس كرامة يحق له عن يمين الله الآب حينما مُنح ذلك الجلوس للمسيح بحسب الجسد وقد منحه له الآب الذي ولده فكيف يكون هذا الجلوس هو جلوس قوة سمائية مساوية؟

(كتاب شرح الايمان المسيحي للقديس امبروسيوس ص ٣٣٩)

 
 

ما معني اقامنا معه و اجلسنا معه في السماويات

 
۱۸۰ وأنت تقول: إنه مكتوب ” ونحن أموات بالخطايا، أحيانا مع المسيح بالنعمة أنتم مخلصون، وقد أقامنا وأجلسنا معه في السماويات في المسيح يسوع” .
وأنا أعترف أنه مكتوب هكذا، ولكنه ليس مكتوبًا أن الله يسمح للناس أن يجلسوا عن يمينه ولكن فقط أن يجلسوا في المسيح عن يمينه. لأنه هو أساس الكل وهو رأس الكنيسة (أف ٢٣:٥) الذي فيه استحقت طبيعتنا المشتركة حسب الجسد أن تجلس في العرش السمائي. لأن الجسد مكرم لنواله الشركة في المسيح الذي هو الله وطبيعة كل الجنس البشري كرمت لنوالها شركة في جسده.
١٨١ . إذًا، فكما أننا نجلس فيه بالشركة في طبيعتنا الجسدية، هكذا أيضا هو الذي من خلال إتخاذه جسدنا صار لعنة لأجلنا ملاحظين أن اللعنة لا يمكن أن تحل على ابن الله المبارك، وهكذا أقول إنه من خلال طاعة الكل سيصير خاضعا فينا، أي حينما يؤمن الوثني وحينما يعترف اليهودي بذاك الذي صلبه؛ وحينما يعبده المانوي، ذلك الذي لم يكن قد آمن أنه قد جاء في الجسد؛ وحينما يعترف الأريوسي الذي أنكره أنه ضابط الكل؛ وأخيرا حينما تكون حكمة الله وبره، ،وسلامه ومحبته وقيامته كائنة في الجميع.
من خلال أعماله الخاصة. ومن خلال مختلف أنواع الفضائل، سيكون المسيح فينا خاضعا للآب. وحينما ترفض الرذيلة وتنتهي الجريمة، ويكون روح واحد في قلب جميع الشعوب قد بدأ يلتصق بالله في كل الأمور، حينئذ سيكون الله الكل في الكل.

(كتاب شرح الايمان المسيحي للقديس امبروسيوس ص ٣٤٠)

 

لماذا لا يكون الابن أبا؟

 
۹۱ إنهم يسألون، لماذا لا يكون الابن أبا؟ لأنه من الجهة الأخرى، الآب ليس ابنا. ويسألون لماذا المسيح لم يلد؟ حتى إن كان الأب غير مولود.
ومع ذلك فالابن لا يقف في مكانة أقل مرتبة لكونه ليس أبا ولا الآب (هكذا) لأنه ليس ابنا، لأن الابن يقول: “كل ما للآب هو لي ” (يو ١٥:١٦). وهكذا فالولادة هي من صفات الآب الشخصية، وليست من الصفات العامة لكل الأقانيم.
٩٢. يمكن أن يقال إن جوهر الثالوث هو جوهر مشترك عام لأقانيم متميزة وهو أمر لا يمكن إدراكه أو التعبير عنه. نحن نتمسك بالتمايز بين الأقانيم ، ولكن بدون خلط بين الآب والابن والروح القدس؛ بل هو تمايز بدون انفصال، تمايز بدون تعدد (بدون تعدد في الجوهر أو في الطبيعة الجوهرية)
ومن ثم فنحن نؤمن بالآب والابن والروح القدس، كل منهم موجود منذ الأزل إلى الأبد في هذا السر الإلهي العجيب ؛ ونحن لا نؤمن بأبوين ولا بابنين ولا بروحين،
لأنه: ” لنا إله واحد الاب الذي منه جميع الأشياء ونحن له، ورب :واحد يسوع المسيح، الذي به الأشياء، ونحن به ” (١كو ٨: ٦).
يوجد واحد فقط مولود من الآب: الرب يسوع، لذلك فهو الابن الوحيد. ويوجد أيضا : ” روح قدس واحد (اكو ٨:١٢ ) كما يقول نفس الرسول.
هكذا نؤمن، وهكذا نقرأ، وهكذا نعتقد نحن نعرف حقيقة التمايز، ولكننا لا نعرف شيئًا عن الأسرار الخفية. نحن لا تُحدّق بفضول لنفحص الأسباب؛ ولكننا نحتفظ بالعلامات الخارجية المعطاة لنا.

(كتاب شرح الإيمان المسيحي للقديس أمبروسيوس ص ٢٤٧)

 

، ليت الإنسان يصغى لتلك العلامات التى أعطتها لنا الكتب المقدسة، والتى يمكننا بها أن نعرف الابن. إنه يُسّمى الكلمة والابن وقوة الله وحكمة الله . فهو الكلمة لأنه بلا لوم، وهو القوة لأنه كامل، وهو الابن لأنه مولود من الآب، وهو الحكمة لأنه واحد مع الآب، واحد في الأبدية، واحد في الألوهية. ليس أن الآب شخص واحد مع الابن، فبين الآب والابن يوجد تمايز واضح، ناتج عن الولادة . هكذا المسيح هو إله من إله، أبدى دائم من أبدى دائم، الملء من الملء (كو19:1، كو9:2).

ق. امبرسيوس،كتاب شرح الايمان المسيحي، إصدار المركز الارثوذكسي للدراسات الابائية. الكتاب الاول، فقرة 16

 
 
 

 

اضغط هنا لتحميل كتاب شرح الايمان المسيحي