الكتاب المسيحي

القديس كيرلس عمود الدين، تجسد الابن الوحيد، فقرة 12

لقد تعرضت البشرية للخطر وهوت إلى ادنى حالات المرض أي اللعنة والموت، وزيادة على ذلك تدنست بقذارة الخطية وضلت وصارت في الظلام حتى انها لم تعرفه وهو الله الحقيقي وعبدت المخلوقات دون الخالق. فكيف كان من الممكن أن تتحرر من فساد مثل هذا ؟هل بان تعطي لها الالوهة؟كيف وهي لاتعرف على وجه الاطلاق ماهي كرامة وسمو الالوهة؟ ألم تكن (البشرية) مقيدة بعدم المعرفة وفي ظلام، بل ومدنسة بلطخة الخطية؟ فكيف كان من الممكن أن ترتفع الطبيعة الكلية النقاء، وتحصل على المجد الذي لايستطيع احد أن يصل إليه إلا إذا وهب له؟.دعونا نُقر انه بالمعرفة مثلاً أو بالتعليم يمكن الحصول على الالوهة. فمن ذا الذي سيعلمها عن المجد الالهي ؟!! لانه كيف يؤمنوا أن لم يسمعوا ؟(رومية 10 : 14). ولذلك فانه غير ممكن لاي من الناس أن يرتقي إلى مجد الالوهة ولكن من اللائق بل من العقول أن نعتقد أن الله الكلمة الذي به خلقت كل الاشياء اشتهى أن يخلص ما قد هلك، فنزل الينا ونزل إلى ما دون مستواه حتى يرفع الطبيعة البشرية إلى ما هو فوق مستواها أي ترتفع إلى امجاد اللاهوت بسبب الاتحاد به.لذلك كان ارتفاع الطبيعة البشرية إلى امجاد اللاهوت بدون التجسد، وان تنال عدم التغير الخاص بالله دون أن ينزل الله اليها.ومن اللائق أن ينزل غير الفاسد إلى الطبيعة المستعبدة للفساد حتى يحررها من الفساد.وكان من اللائق أن الذي لم يعرف خطية يصبح مثل الذين تحت الخطية لبيطل الخطية ففي النور تصبح الظلمة بلا عمل.وحيث يوجد عدم الفساد يهرب الفساد.لان الذي لم يعرف خطية (الله)جعل الذي تحت الخطية (الجسد) خاصاً به حتى تصير الخطية إلى عدم.

القديس كيرلس عمود الدين، تجسد الابن الوحيد، فقرة 12