الكتاب المسيحي

مقتطفات من كتاب : يسوع الذي لك اكن اعرفه – فيليب يانسي

مقتطفات من كتاب : يسوع الذي لك اكن اعرفه – فيليب يانسي

ليتني استطيع سماع صوته من العاصفة كأيوب واجري حديثاً مع الله نفسه ٢١

كان يرغب في تمتع الانسان بحرية الحب حتي يتبعه بكامل حريته لكي يأسره يسوع بحبه ٧٩

ان الصلاح لا يمكن ان يُفرض من الخارج بل ينبع من الداخل وليس من اعلي الي اسفل بل العكس ان تجربة البرية تكشف الفرق العميق بين قوة الله وقوة الشيطان ٨٠

وأريد ايضاً ان الله يأخذ دوراً اكثر فاعليه في تاريخي الشخصي اريد استجابة سريعة لصلواتي وشقاء لأمراضي وحماية وامناً لمن احبهم اريد الهاً غير غامض يمكنني ان اشير اليه امام اصدقائي المتشككين ٨١

كان يسوع يحب ان يمتدح الآخرين ٩٢

كان يسوع خادماً للآخرين احتفظ بنفسه حراً لكي يكون علي استعداد للخدمة في اي وقت ، كان يقبل اي دعوة علي الغداء وكان يحضر معه فئات مختلفه من الناس ، أناس اثرياء او حكام رومانيين او فريسيون او عشارون او زناة او برص ، احب الناس ان يكونوا مع يسوع فحيث وجد يسوع يوجد الفرح ٩٣

ان يسوع كان يصف الحياة من حوله بكل بساطة ٩٨

” لكي يكونوا معه” لم يحاول يسوع ان يخبئ وحدته واعتماده علي الآخرين فقد اختار تلاميذه لا لكي يخدموه بل ليكونوا اصدقاءه لقد شاركهم لحظات الحزن والفرح وطلبهم في وقت الحاجه اليهم فقد اصبحوا عائلته الذين حلوا محل امه واخوته واخواته ولقد ضحوا بكل شئ من اجله كما ضحي هو نفسه بكل شئ من اجلهم. ١٠٢

وعندما انظر للوقت الذي عاش فيه المسيح من منظور الوقت الحاضر واجد ان التلاميذ كانوا اناساً عاديين فأني اشعر بالامل ، فلم يختار يسوع اتباعه علي اساس من الموهبه الذاتيه او الكمال او احتمال ان يكونوا عظماء فعندما عاش علي الارض احاط نفسه بأناس عاديين اساؤوا فهمه وفشلوا ان يمارسوا القوة الروحية بل واحياناً تصرفوا مثل طلبة المدارس الذين يكونون صعبي المراس ، ثلاثة تلاميذ علي وجه الخصوص : الاخوة يعقوب وبطرس ويوحنا الذين خصهم بتأنيبه الخاص ومع ذلك فأن اثنين منهم اصبحا من اهم القادة في بداية المسيحية ١٠٢

ان ما يجعلنا نشعر بأنسانيتنا ليست عقولنا لكن قلوبنا ، ليست قدرتنا علي التفكير لكن قدرتنا علي الحب ١٢٤

لعدة سنوات كنت اعتقد ان الموعظة علي الجبل مثل الرسم البياني للسلوك الانساني الذي قد لا يتمكن احد من اتباعه وعندما قرأتها مرة ثانية وجدت ان المسيح لم يعط هذه الكلمات لكي يرهقنا بل ليخبرنا : ماذا يشبه الله ان شخصية الله هي مركز الموعظة علي الجبل لماذا يجب ان نحب اعداءنا ؟ لأن الهنا يشرق شمسه علي الصالحين والطالحين لماذا يجب ان نحاول ان نكون كاملين ؟ لأن الله هو كامل لماذا يجب ان يكون كنزنا في السماء ؟ لان الله يعيش هناك وسوف يكافئنا بسخاء لماذا يجب ان نعيش بلا خوف وبلا قلق ؟ لأن الله الذي يهتم بالزهور والاعشاب التي بالحقل وعد بأن يهتم بنا لماذا يجب ان نصلي ؟ اذا كنت وانتم اشرار تعرفون ان تعطوا اولادكم عطايا جيدة فكم بالحري ابوكم الذي في السموات فهو يعطي هباته لكل من يطلب ١٤٧

بإختصار فقد حول يسوع التركيز من قداسة الله الي رحمته – انه في ملكوت السموات الكل مقبول ١٥٨

اعرف ان يسوع كان ايضاً مضطهداً ومرفوضاً وضحك منه الجيران وهزأت به اسرته وتخلي عنه اصدقاؤه ووصفه الناس بالارهابي وعلم انه طوال ارسالية يسوع انجذب نحوه الفقراء والمرفوضين والرعاع والمنبوذين ١٦١

ان الحنو والشفقة كانا يحركان يسوع الذي كان يحنو علي كل المكروهين وغير المستحقين والمهمشين في المجتمع والذي نتمني ان يرحلوا عنا لكي يبرهن لنا ان الله يهتم بهم اهتماماً شديداً – لأنك احببت من لا يُحَبوا فأنك احببتني – القديس اغسطينوس ١٦٢

اشعر بأرتياح غريب عندما اعرف ان يسوع واجه الالم كما افعل انا ، لم يصل في البستان قائلاً الهي اشكرك لأنك اختبرتني لكي اتألم نيابة عنك انني افرح لهذا الامتياز ، كلا لم يحدث هذا ، لقد اختبر الالم والخوف والهجر واليأس وهو مازال يتحمل لأنه يعلم ان الاب موجود في مركز الكون ويستطيع ان يثق في إله محب بالرغم من كل الظروف المحيطة ١٦٤

ان الوحدة والشعور بالرفض هي الفقر الحقيقي ولا يحتاج الانسان ان يكون طبيباً او صانع معجزات لكي يلبي هذا الاحتياج ١٧٣

وكطفل كنت اكافح لزيادة ايماني وعندما قرأت قصص الشفاء استنتجت نوعاً من سُلّم الايمان في قمة هذا السلم يقف اولئك الذين تأثر يسوع بشجاعتهم وايمانهم ، قائد المئة – الشحاذ الاعمي – المرأة الكنعانية مثل هذه القصص تبكتني انه ليس لي مثل هذا الايمان واحياناً اصاب بنوع من اليأس امام صمت الله وعندما لا تُستجاب صلواتي اشعر وكأنني اريد ان استسلم ولا اصلي ثانية ولهذا فأنظر الي اسفل السلم لعلي اجد اناساً ذوي ايمان ضعيف ولكن ما يشجعني ان يسوع علي استعداد ان يتعامل حتي مع الايمان الضعيف واتمسك بطريقة يسوع في التعامل مع التلاميذ الذين هجروه وشكّوا فيه فيسوع الذي امتدح الايمان القوي لأولئك الذين هم في اعلي السلم رفع الايمان الضعيف للتلاميذ انني اشعر بأرتياح عند اعتراف والد الطفل الذي به شيطان عندما قال للمسيح آمنت يارب فأعن عدم ايماني حتي هذا الرجل صاحب الايمان الضعيف استجاب المسيح لطلبه ١٧٩

ان معجزات الشفاء التي قام بها يسوع ليست اعمالاً خارقة للطبيعة في عالم طبيعي بل هي امور طبيعية في عالم غير طبيعي مجروح ومأسور من الشيطان. ١٨٠

ان يسوع يكشف لنا عن إله جاء يبحث عنا إله منحنا الحرية حتي كلفه هذا حياة ابنه إله حساس وسريع التأثر وفوق كل هذا فأن يسوع كشف لنا عن الله الذي هو محبة ٢٦٠

بأختصار شديد فأن الكتاب المقدس يخبرنا عن قصة إله له الرغبة الشديدة لكي يسترد عائلته لقد ادهش الله البشرية عندما اعلن عن المصالحة بإرساله ابنه في رحلته الطويلة الي كوكبنا وكان المشهد الاخير في الكتاب يشبه مثل الابن الضال وينتهي بفرح شريد اذ نعود مرة اخري الي بيت الآب ٢٦١

مع كونه ابناً تعلم الطاعة مما تألم به تعلم الابن عن الفقر والتزاعات العائلية والرفض الاجتماعي والخيانة والالم ما اثر الصفعات علي الوجه؟ وضربات السوط علي الظهر ؟ والطعنة بالحرية التي تخترق العضلات والعظام ؟ لقد تعلم الابن كل ذلك علي الارض ٢٦٣

ان ايماننايبدأ حيثما يظهر انه سينتهي فبين الصليب والقبر الفارغ يرفرف وعد التاريخ : رجاء للعالم والرجاء لكل واحد منا الذي من يعيش فيه
لقد تعلموا انه عندما يبو ان الله غائب قد يكون اقرب الي الجميع وعندما يبدو الله ضعيفاً فأنه يكون قوياً وعندما يبدو انه مات فأنه يعود للحياة مرة اخري لقد تعلموا الا يبعدوا الله عن تفكيرهم ٢٦٥

 —————

التجسد عند فليب يانسي

لقد اتخذ الله صورة طفل , وهذا ما حدث في بيت لحم,فالله خالق كل الاشياء اصبح واحداً من البشرية كما يصبح الفنان نقطة في احدي لوحاته ,او كما يصبح كاتباً مسرحياً احد الشخصيات في مسرحياته .وهذا ما يصيغة الوحي الالهي بايجاز مدهش والكلمة صار جسداً وحل بيننا”

لقد تعلمت عن التجسد عندما كان عندي حوض اسماك به ماء مالح . اكتشفت ان ادارة حوض به اسماك بحرية ليس امراً سهلاً ,كان علي ان ادير معمل كيميائي متنقل ,لكي اضبط فيه مستوي النيترات والنوشادر .وكنت اضخ فيه فيتامينات ,ومضادات حيوية,وسلفات .وانزيمات لكي تجعل الصخور تنمو.وككنت ارضح الماء من خلال الياء زجاجية ,وفحم نباتي ,واعرضه لاشعة فوق البنفسجية ,ربما تعتقد بان الاسماك التي اربيها ستكون عارفة للجميل علي الاقل ,ولكن لم يحدث هذا مطلقاً .ففي كل مرة ياتي ظلي فيها علي حوض الاسماك فانهم يختبئون في اقرب صدفة او محارة.لقد اظهروا لي دوماً الاحساس بالخوف.ومع اني كنت ارفع الغطاء ,والقي لهم الطعام ,حسب جدول منتظم -ثلاث مرات يومياً-الا ان استجابتهم كانت لكل ما افعله لهم الخوف ,وكانني اخطط لتعذيبهم لم استطع ان اقنعهم بهدفي الحقيقي.

بالنسبة لاسماكي .التي كنت لهم بمثابة الله.كنت كبيراً بالنسبة لهم وكانت حركاتي غير مفهومة لهم ومع انها كانت اعمال رحمة مني الا انهم كانو يرونها اعمال قسوة ولكي اغير قدرتهم علي الفهم تطلب هذا شكلاً من اشكال التجسد كان علي ان اكون سمكة واتكلم معهم بلغة يستطيعون فهمها

ان يصبح الانسان سمكة, لا تقارن بان يصبح الله طفلا وهذا ما حدث في بين لحم .لقد صار الكلمة جسداً

فليب يانسي كتاب  يسوع الذي لم اكن اعرفة