تلخيص واقتباسات ومراجعاتالكتاب المسيحي

قراءة في كتاب تدبير ملء الأزمنة  – مفهوم الخلاص في التراث الابائي الشرقي – مينا عاطف

قراءة في كتاب تدبير ملء الأزمنة  – مفهوم الخلاص في التراث الابائي الشرقي – مينا عاطف

قراءة في كتاب تدبير ملء الأزمنة 
قراءة في كتاب تدبير ملء الأزمنة

 

قراءة في كتاب تدبير ملء الأزمنة 

مفهوم الخلاص في التراث الابائي الشرقي

تلخيص و قراءة مينا عاطف 

يمكن ميبقاش أڤورة لو قولت أن الكتاب ده كان مماثل في كماله في نظري لكتاب تجسد الكلمة لأثناسيوس العظيم.
وعلى قد ما أخذ وقت طويل في قراءته “قرابة السنة” الا أني ممتن أنه وقع في أيدي و قرأته، لأني خضت معاه معاني كثيرة وفريدة وعظيمة في مفهوم الخلاص في نظر الآباء الشرقيين..
مجهود جبّار في إعداد الكتاب بالصورة دي وكم الأقتباسات الآبائية المذكورة بتترك طعم لذيذ ومميز في نفس قارئها.
.
.
غاية الله هي الاتحاد به:-

يريد الله الاتحاد بالإنسان وعلشان كدة أحنا بنُدعى أبناء الله، بس خلي بالك أن هناك فرق بين ابن الله الوحيد -أقنوم الكلمة/مونوجينيس- وبين أننا أبناء لله بالتبني.

ف اتحادنا بالله مش معناه الاتحاد في الجوهر الإلهي لأن مفيش اتحاد داخل الجوهر الإلهي الا اتحاد الآب والابن والروح القدس.
وإنما اتحدنا بالله وتسميتنا أبناء لله يكون من خلال الابن.. ازاي؟
فأحنا مش ابناء لله بذواتنا لأن الله له ابن واحد بس بالطبيعة، ولكننا يسكن فينا الروح القدس اللي بدوره يوحدنا بالابن ويجعلنا على صورة الابن، ف ساعتها ينظر لينا الآب ويشوف فينا صورة ابنه.
“فتنسكب احشاء أبوته علينا، وندخل بدالة البنوة إليه ونستطيع بالنعمة بسبب الانتساب للابن أن ندعوه يا أبانا”

باختصار:-

الآب له ابن وحيد بالطبيعة..
الابن صورة الآب..
نحن نتحد بالابن بسكون الروح القدس فينا فيجعلنا كصورة الابن..
ينظر الآب لينا ف يشوف فينا صورة ابنه الوحيد، فيدعونا أبناء له.

وفي الجزء ده بيقول العظيم القديس إيرينيوس..
“فكيف كان يمكن أن نشترك في التبني لله الآب، لو لم نكن قد نلنا من خلال الابن الشركة في الله نفسه، ولو لم يكن كلمته قد أدخلنا في الشركة مع الله بأن صار هو جسدًا”.

.
.
سقوط الإنسان في نظر أثناسيوس:-

خلق الله الإنسان من العدم وملوش أي كينونة ذاتية ولكنه مستمد وجوده من الله، ولما اخطأ وتعدى على الوصية بإرادته “زال عنه مصدر الوجود” أي جلب لنفسه الموت حسب طبيعته.
ويقول أثناسيوس الرسولي على المفهوم ده..
“فإن كانوا (أي البشر) وهم في الحالة الطبيعية – حالة عدم الوجود – قد دعوا إلى الوجود بقوة الكلمة وتحننه، كان طبيعيًا أن يرجعوا إلى ما هو غير موجود (أي العدم) عندما فقدوا كل معرفة بالله”.

.
.
كيف للموت سلطان على من لم يخطئ مع آدم:-

من أكتر الأسئلة اللي العقل بيسألها لنفسه، هي مش كون أن الخطية شيء مهوَّاش مادي ده يعارض فكرة سيادة حكم (سلطان) الموت على البشرية بالكامل؟
ازاي الموت يكون له سلطان فيَّا وأنا مأخطأتش مع آدم.. مكنتش موجود؟!
ومن أفضل الأمثلة اللي قرأتها شرحت الجزء ده..
تخيل ان أب شغال في مفاعل نووي وتسبب في خطأ أدى انه يحصل تسريب للأشعاع.. مش الأشعاع ده هيصيب الأجيال الجاية كلها؟
مش لأنهم أشتركوا مع أبوهم في خطأه (خطيته) ولكن لأن خطأه تسبب في فساد الطبيعة بالكامل حتى الأجيال اللي هتيجي منه بعد كدة -اللي مكنوش مولودين وقت ما اخطأ- زي ما بيقول الآباء

يقول كيرلس الكبير:
“أننا ولدنا فاسدين بما أننا أتينا من الفاسد، وفانيين من الفاني”

ويقول القديس ساويروس الأنطاكي:
“أننا نولد مائتين باعتبار أننا ولدنا من آباء مائتين، ولسنا نقول إننا خطاة لأننا ولدنا من آباء خاطئين، وذلك لأن الخطية ليس لها كيان ولا تنتقل بالتناسل”

.
.
عدل الله في بره وصلاحه:-

الله خلص الإنسان بذبيحة موته على الصليب، وبنقول عنه إنه حقق العدل بموته.. ولكن مفهوم العدل عند الله يختلف عن العدل في القوانين الوضعية.
فالعدل دائمًا بيكون نتيجة للمحاكمة اللي بتقرر” عقاب” علشان تحقق العدل،
ولكن عدل الله في بره.. البر الإلهي يغير و يجدد عكس العقوبات في القوانين الوضعية اللي عمرها ما بتكون تجديد أو رجوع الشيء كما كان في البر.
وهنا بيظهر أختلاف معنى العدل بين القوانين الوضعية وبين صلاح الله..
في القوانين العقاب عمره مبيرجع الشيء كما كان (صالح)
ولكن عدل الله (بره) اللي بسبب تحقيقه لعدله أصبح الإنسان خليقة مجددة وصالحة.
.
.
التألُّه:-

من جمال المسيحية أنها بتنفرد بعقيدة التأله (اتحاد الله بالبشر) وبيذكر الآباء أن الاتحاد ده بيتم في صورتين هما الافخارستيا و سكون الروح القدس في الإنسان.

وبيقول القديس كيرلس الكبير:
“لقد نلنا نصيبًا في القرابة معه بواسطة الإيمان، فقد صرنا شركاء معه في الجسد بواسطة سر الأولوجية. وأيضًا اتحدنا به من جهة أخرى إذ صرنا شركاء طبيعته بواسطة الروح”

أ. الافخارستيا:-

فالجميل أننا بنتقدس جسديًا ورحيًا، جسديًا لما نأكل جسده اللي دُعى “خبز الحياة” واللي بدوره بيكون شركة مع الله” مَنْ يَأْكُلْ جَسَدِي وَيَشْرَبْ دَمِي يَثْبُتْ فِيَّ وَأَنَا فِيهِ”
الجميل كمان في التناول أننا بننال جسد مقدس ف باتحاد الابن أقنوميًا بجسده صار للجسد ده قوة تعطي لمن يتناول منه شركة في الطبيعة الإلهية.

وفي النقطة دي بيقول القديس أثناسيوس:
“نحن إنما نتأله ليس باشتراكنا من جسد إنسان ما، ولكن بتناولنا من جسد الكلمة ذاته” وبيقول كمان “كما أن الرب بلبسه الجسد قد صار إنسانًا، هكذا نحن البشر فإننا نتأله بالكلمة باتحادنا به بواسطة جسده”

بالإضافة أن الافخارستيا بيعمل على اتحاد الجميع بعضهم ببعض في الله تحت رأس واحد وهو المسيح، وفي النقطة دي بيشرح القديس كيرلس الكبير وبيقول أن زي ما للجسد المقدس قوة بتجعل اللي يتناولوه جسد واحد، ف أكيد روح الله الواحد لما بيحل في الجميع وهو غير قابل للأنقسام بيجمع الجميع إلى وحدة روحية زي ما بيقول بولس الرسول “جَسَدٌ وَاحِدٌ، وَرُوحٌ وَاحِدٌ”.

وبيقول كمان كيرلس الكبير:
“على الرغم من كوننا منقسمين بحسب طبعنا نحن إلى شخصيات متمايزة بعضها عن بعض، بحيث إن أحدنا يكون بطرس والآخر يوحنا أو توما، لكننا جميعًا صرنا جسدًا واحدًا في المسيح، لأننا نأكل جسدًا واحدًا”.

ب. حلول المسيح فينا بواسطة الروح القدس:-

بحلول الروح القدس فينا نصير أبناء لله بالتبني، و يشكّل صورتنا كصورة الابن فيرانا الآب على صورة ابنه فيُحبنا كأبناء.

زي ما بيقول القديس كيرلس الكبير:
” حينما يحل ويسكن فينا كلمة الله بواسطة الروح، فنحن نرتقي إلى كرامة التبني، لأننا نقتني حينئذ في نفوسنا الابن نفسه الذي إلى شكله أيضًا تغيرنا بواسطة شركة روحه الخاص، وحينما نرتقي إلى مستوى الدالة المكافئة لدالة الابن، نجسر أن نقول يا أبّا الآب”

وبيقول كمان:
” إن الروح يشكل ويغير إلى صووة الابن صفات الذين يحل فيهم بالمشاركة، حتى إذ ما رأى الله الآب معالم ابنه الخاص المولود منه واضحة فينا، يحبنا نحن أيضا كأبناء”

الجدير بالذكر أننا مش بنكون أبناء بحسب الطبيعة ولكن بحسب النعمة فالابن هو الوحيد المولود من الآب كابن حقيقي له بالطبيعة ولكن الجميع بيكونوا أبناء بالتبني.

يعني الخلاصة:-

الروح القدس بيحل فينا فيغيرنا ويشكلنا على صورة الابن، فنكون أبناء الله بالتبني ويرى الآب فينا صورة ابنه فيدعونا أبناء..

بتجسد ابن الله الوحيد صار لجسده شركه أقنومية مع طبيعته الالهية، فصار للجسد قوة محيية للي بيتناولوه في الافخارستيا قادر أن يعطيهم حياة أبدية و ثبات في المسيح..

في الإفخارستيا يتحد الجميع في جسد واحد فيصيروا بواسطة “الروح الواحد” في وحدة واحدة زي ما قال بولس الرسول “جسد واحد وروح واحد”.