تلخيص واقتباسات ومراجعاتالكتاب المسيحي

قراءة في كتاب مدخل الي فكر اباء الكنيسة –  دكتور سعيد حكيم  – قراءة وتلخيص مينا عاطف

قراءة في كتاب مدخل الي فكر اباء الكنيسة –  دكتور سعيد حكيم  – قراءة وتلخيص مينا عاطف

قراءة في كتاب مدخل الي فكر اباء الكنيسة
قراءة في كتاب مدخل الي فكر اباء الكنيسة

 

قراءة في كتاب مدخل الي فكر اباء الكنيسة  

دكتور سعيد حكيم 

قراءة وتلخيص مينا عاطف

إن مهمة الآباء لم تكن تحسينًا لما استلموه من الرب ومن الرسل والآباء السابقين، فما هو قائم داخل الكنيسة هو أصيل وحقيقي لا يحتاج إلى تعديل أو تحسين.
لأن التعليم اللاهوتي الحقيقي هو الذي يعكس عمل الله لأجل خلاص الإنسان، فإذا كان التعليم هو مجرد تحسين لما استلمه الآباء، لأصبحت شرعية عمل الكنيسة في هذا المجال موضع شك!

.
.
لمَّا كنت جديد في القراءات المسيحية وبدأت أتعمق أكثر في الكتب والمراجع، حصلي شبه لخبطة وأنا بقرأ قول للقديس فلان في رسالته لفلان ضد فلان، حالة الخلل الفكري اللي ظهرت عندي في بداية القراءة كانت منفرة للغاية!
وحقيقي كنت بتمنى لو بدأت بكتاب زي ده اللي يضعني على السلم من أول درجة.
.
.
مدخل إلى فكر آباء الكنيسة:-

*إيه هو علم الآباء؟
علم الآباء أو البترولوجيا هو علم من ضمن العلوم اللاهوتية الكثيرة، وهو بيتناول حياة الآباء وكتاباتهم بالإضافة لكتابات الهراطقة في العصور المسيحية الأولى.
وبيتقال عليه “علم الكنيسة” لأنه قائم على تعليم آباء الكنيسة اللي ساهموا بكتاباتهم اللاهوتية في شرح مضمون الإيمان المستقيم.


*مين هما الآباء دول، والفرق بين الآباء والآباء المعلمين؟


أ. الآباء:

خلينا نقول أن مصطلح أب نقدر نقوله على كل من هو راسخ في الإيمان، والكنيسة القبطية على امتداد تاريخها كانت بتدعو البطريرك أو الأسقف بعبارة “أبونا البطريرك/أبونا الأسقف” تأكيدًا على الدور اللي بيقوم به الأب في شرح الإيمان وترسيخ العقيدة.


ب. الآباء المعلمين:

في كنيستنا عدد كبير جدًا لقبوا بآباء قديسين، ولكن الكنيسة ميزت عدد قليل من الآباء ودعتهم آباء معلمين.
والأب المعلم بيكون زي الراعي بيرعى المؤمنين ويربطهم بشخص المسيح ويكرز بالإنجيل، لكنه بيمتلك موهبة خاصة بيستخدمها في التعليم والتفسير أو في مواجهة مشكلة أو أزمة لاهوتية بتواجه الكنيسة في عصر ما.
ومكانة الأب المعلم في الكنيسة مش معناها أنهم أهم من باقي الآباء ولكنه تمييز بس لموهبتهم اللي أستخدموها في حفظ الإيمان السليم.
زي ما بيقول د.سعيد:
“هذا التمييز الذي أقرته الكنيسة لا يعني على الإطلاق التقليل من قيمة رجال الكنيسة الآخرين الذين أفنوا حياتهم في الخدمة والكرازة ورعاية المؤمنين..لقد أنار هؤلاء الآباء الطريق أمام الكثيرين، وعاشوا الحقيقة الإلهية في أعماقها.
وهذا يعني أنهم ليسوا أقل قداسة أو أرثوذكسية من الآباء المعلمين، بل إن الأمر يتعلق فقط بموهبة التعليم التي كانت تميز أولئك الآباء الذين قدموا تعليمًا حفظ للكنيسة إيمانها المستقيم”.

– وخلينا نقول أن الأب المعلم بيكون عايش بعمق مع المخلص وقادر إنه يعبر بأمانة عن إختبار الحقيقة الإلهية اللي بيعيشها.
ومن أهم سماته أنه بيكون مليان استنارة من الروح القدس ف لمَّا بيقول تفسير لنص كتابي مش بيكون رأي شخصي قد ما بيكون رأي مستنير بالروح القدس، وده اللي أكد عليه البابا كيرلس السكندري لا نستطيع أن ندخل إلى الحقيقة الإلهية ما لم نستنير بعمل الروح القدس”
يعني بإختصار
” هذا الفكر لا يُعبّر عن آراء شخصية، بل عن رؤية الكنيسة بشكل عام أي عن تقليدها الحي”.

– كمان بما أن الآباء دول كانوا بيكتبوا ملهمين من روح الله فكتاباتهم حفظت إيمان الكنيسة المستقيم عبر كل الأجيال، فبالتالي بنقدر نقول أن الكتاب المقدس وتقليد الآباء بيشكلوا وحدة واحدة في مسيرة التعليم اللاهوتي وفي التعبير عن الحقيقة الإلهية.

– ومن المهم معرفة أن الكتاب المقدس يعتبر الأساس الراسخ الوحيد اللي بدونه لا يمكن أي شيء أن يستقيم!
والتقليد مبدأش بالآباء..لكنه بدأ بعمل الرب نفسه وعمل الرسل وانتقلت الكلمة اللي علم بها الرسل من فم لفم.
والتقليد مهوَّاش مجرد نصوص مستمرة بصورة جامدة لكنه في حقيقته إعلان للنور الإلهي اللي أختبره الآباء عبر الأجيال، وبيقول في النقطة دي القديس إيريناؤس ” الكنيسة تكرز بهذه التعاليم وتعلمها، وتسلمها بتوافق كامل، كما لو كان لها فم واحد..فرغم أن لغات العالم غير متماثلة إلا أن مضمون التقليد واحد وهو هو نفسه”

– من ألطف النقط اللي أتكلم عنها الكاتب هو أن دور الأب المعلم مش تجميل للحقيقة الإلهية ولكنه إعلان لها ف بيقول: ” إن مهمة الآباء لم تكن تحسينًا لما استلموه من الرب ومن الرسل والآباء السابقين، فما هو قائم داخل الكنيسة هو أصيل وحقيقي لا يحتاج إلى تعديل أو تحسين.
لأن التعليم اللاهوتي الحقيقي هو الذي يعكس عمل الله لأجل خلاص الإنسان، فإذا كان التعليم هو مجرد تحسين لما استلمه الآباء، لأصبحت شرعية عمل الكنيسة في هذا المجال موضع شك”.
” إن مساهمة المعلم الكنسي تتمثل فقط في الخبرة المضافة بهدف تحقيق المزيد من معرفة الحقيقة الإلهية، بمعنى أن الكنيسة وهي تتقدم من خلال تعاليم معلميها نحو معرفة الحقيقة، كانت تحيا وتنمو وتزداد. ليس في معرفة الحقيقة على المستوى النظري، بل في اختبار الحقيقة ذاتها دون زيادة أو نقصان لأنها تطابق مع الحضور الإلهي”.

باختصار:-
-الأب تطلق على كل شخص يرعى المؤمنين وبيكرز بالإنجيل.
-الآباء المعلمين ميزتهم الكنيسة مش لأنهم أفضل ولكن تمييزهم كان لموهبتهم اللي أستخدموها في حفظ الإيمان المستقيم من خلال كتاباتهم وتعاليمهم.
-تعاليم الآباء كانت مبنية على حياة معاشة مع الله في علاقة مستمرة مليانة باستنارة من الروح القدس، واللي بيها قدروا أنهم يعبروا عن الحقيقة الإلهية بشكل مبدع.
-تعاليم الآباء مكنتش دورها أبدًا أنها تحسن أي حقيقة إلهية ولكنها مجرد اعلان لها.
-تقليد الآباء هو تقليد معاش ومكنش دوره أنه يكون نص متجمد، ولكنه خبرة روحية ساعدت في حفظ الإيمان المستقيم عبر كل الأجيال.

مثال للآباء: الأنبا أنطونيوس، باخوميوس…الخ
مثال للآباء المعلمين: القديس أثناسيوس، غريغوريوس، كيرلس الأسكندري…الخ
.
.
*عصور الآباء:-

أ. العصر الأول من 100-300 م ( ما قبل نيقية)
وبتتميز كتابات العصر ده بالصبغة الرعائية وبتشمل على..

-الآباء الرسوليين:
الكتابات في العصور المسيحية الأولى وبيشمل تعليم الرسل ورسائل القديس إكليمنضس الروماني، ورسائل القديس أغناطيوس الأنطاكي، وغيرهم.

-الآباء المدافعون:
وكانت كتابات دفاع ضد الجهتين الموجودين في زمنهم “اليهود-اليونانين”
ومن أشهر كتابات الآباء دول كتابات القديس يوستينوس الفيلسوف والشهيد، وثاؤفيلوس الأنطاكي، وغيرهم.

-كتاب ضد الهراطقة:
كانت كتابات ضد مهرطقين بعينهم أو هرطقة ظهرت زي الغنوسية أو زي سيمون الساحر.
ومن ضمنهم كتابات القديس إيريناؤس أسقف ليون.

ب. العصر الذهبي 300-440 (نيقية وما بعد نيقية)
-الشرق: أثناسيوس الرسولي، كيرلس الأسكندري، باسيليوس، غريغوريوس، يوحنا ذهبي الفم…الخ
-الغرب: هيلاري، أغسطينوس، جيروم..الخ

ج. العصر المتأخر 440-600
الشرق: ساويروس الأنطاكي، اسحق السرياني..الخ
الغرب: البابا غريغوريوس الكبير