تلخيص واقتباسات ومراجعاتالكتاب المسيحي

قراءة في كتاب السلطان الروحي في الكنيسة لرهبان دير القديس أنبا مقار – مينا عاطف

قراءة في كتاب السلطان الروحي في الكنيسة لرهبان دير القديس أنبا مقار – مينا عاطف

قراءة في كتاب السلطان الروحي في الكنيسة لرهبان دير القديس أنبا مقار - مينا عاطف
قراءة في كتاب السلطان الروحي في الكنيسة لرهبان دير القديس أنبا مقار – مينا عاطف

قراءة في كتاب السلطان الروحي في الكنيسة

لرهبان دير القديس أنبا مقار 

مينا عاطف

هل الكنيسة هي السلطة الدينية اللي ليها سلطة بشرية، وبدون السلطة دي لا يمكن تكون الكنيسة كنيسة؟
.
.
منين جه السلطان الروحي في الكنيسة؟
أن السلطان الروحي في الكنيسة مصدره الوحيد هو «سلطان المسيح» اللي وهبه للي آمنوا به. والكنيسة الأولى هي اللي قبلت السلطان ده، والرسل بدورهم سلموه للكنائس اللي أسسوها وهكذا..
وسلطان يسوع على الموت والخطية منتهاش بموت يسوع ولا أتحبس في قبره، لكنه أمتد عبر الأجيال ليسري في البشرية كلها، واللي مازال يمارس من خلال الكنيسة.
وده اللي قاله مرقس الرسول: «مَنْ آمَنَ وَاعْتَمَدَ خَلَصَ.. وَهذِهِ الآيَاتُ تَتْبَعُ الْمُؤْمِنِينَ: يُخْرِجُونَ الشَّيَاطِينَ، وَيَتَكَلَّمُونَ بِأَلْسِنَةٍ جَدِيدَةٍ.
يَحْمِلُونَ حَيَّاتٍ، وَإِنْ شَرِبُوا شَيْئًا مُمِيتًا لاَ يَضُرُّهُمْ، وَيَضَعُونَ أَيْدِيَهُمْ عَلَى الْمَرْضَى فَيَبْرَأُونَ»

وكان دور الرسل:-
– شهود للقيامة
– المبشرون بحياة الدهر الآتي
– مكملين تدبير الله الخلاصي، بحيث أن الكنيسة الجديدة صار لها المكانة المحددة في تدبير الله لخلاص العالم.

ومهم أوي نعرف أن الرسل كانوا موجودين قبل وجود الكنيسة في شكلها التنظيمي المحدد، وسلطتهم كانت سابقة عن الكنيسة لأن سلطان الرسل كان نابع من حادثة تاريخية «كشهود عيان» انفردوا بيها لوحدهم، والامتياز الرسولي ده محدش ناله ثاني بعد انتقال الرسل، لكن كل اللي تسلمته الأجيال المتعاقبة كان «الإيمان بخبر القيامة»، وده هو إيمان الرسل واللي الكنيسة تعهدت بالحفاظ عليه وتسليمه وعلشان كدة أقاموا الأساقفة والكهنة ليشهدوا ويكرزوا بده.

والرسل مكنوش بيسعوا لتأسيس كنائس كمباني، ولكنهم كان اهتمامهم هو إعلان شخص المسيح للجماعة، ليوحدها الإعلان ده ويجعل منها جماعة حيَّة هي الكنيسة.
وحياة الشركة المسيحية المتماسكة بالروح، هي البداية اللي بيها بتيجي بعد كدة تفاصيل الحياة الداخلية والشكل الخارجي للجماعة.
يعني إيه الكلام ده؟
يعني الكنيسة = شعب الله/ الجماعة.
الأساقفة والكهنة = خلفاء الرسل بإيمانهم بخبر القيامة ودورهم الشهادة والكرازة بالإيمان ده.
وبيوضح القديس ايرينيئوس أن الأساقفة والقسوس ينبغي علينا طاعتهم لأنهم هم المؤتمنون على الحق في الكنيسة..ولكن شرط طاعتنا لهم بيكمن في التزام الأساقفة والقسوس على تقديم الكلام الصحيح والسلوك بلا لوم.
أما القسوس اللي من سماتهم عكس ده، وكمان معنهدمش تواضع وبيحبوا الجلوس في المتكأ الأول دون غيرهم..مالهم بقى؟
فلا طاعة لهم!

* نشأة الكنيسة:-
ومع بداية تكوين الكنيسة في العهد الجديد قامت وتأسست الكنيسة على الشهادة لقيامة الرب + قيادة الروح القدس الساكن في الجماعة.
بمعنى أن كل مؤمن هو لابس للمسيح ومتحد به وساكن في داخله بحق وحقيقي “الله/الروح القدس”
يعني المؤمنين جميعًا يسكن في داخلهم “الله” اللي بدوره هو الوحيد اللي له سلطان في الكنيسة.
وبيقول القديس إيرينئوس: «حيث الروح القدس فهناك الكنيسة، وحيث تكون الكنيسة فهناك الروح القدس..وهذا هو الحق»

لذلك مهم جدًا إدراك المعنى ده:
أن الكنيسة ليست هيئة أو منظمة أو كيانًا بشريًا أو شعبًا أو إكليروس يتسلط على الشعب، بل الكنيسة هي المسيح متجسدًا البشرية الجديدة المؤمنة به.
وبيقول الكاتب هنا: “فمن يستطيع أن يدَّعي أن له السلطان على الكنيسة؟ أي المسيح متجسدًا البشرية المؤمنة به؟ من يجرؤ؟ ومن له الوجه أن يدعي ذلك؟ المسيح الرأس هو وحده الذي له السلطان في الكنيسة وعلى الكنيسة بكل من فيها وبكل مسمياتهم، أما الرعاة والإكليروس فهم خدام إنجيل المسيح وخدام كهنوت المسيح وخدام حضور المسيح وسط شعبه”

نفهم من كدة إيه؟
أن السمة العامة لأي وصية أعطيت للإنسان في العهد الجديد، اتغيرت وصارت تمارس من داخل الإنسان أولًا بسبب سكنى الروح القدس فيه.
أي سلطة أُعطيت للرسل أُعطيت من داخل الكنيسة باعتبارها مسكونة بروح الله، وليس من فوقًا منها أو خارجًا عنها.
اتحاد المسيح بالكنيسة – كلها- يجعل من المستحيل قيام أي سلطة بشرية على الكنيسة من فوقها أو خارجًا عنها.

* معنى كدة أن الكنيسة مفيهاش أي سلطة؟ أمال امتداد الرسل راح فين؟
من المستحيل أن نفصل سلطان الكنيسة عن سلطان الله، فعلشان كدة الحكم باسم الله بدون الله أو ضد الله هو أبشع وأشنع الخطايا.
أن السلطان الموكل للبشر في الكنيسة هو من أجل وحدة المؤمنين مش علشان يكون في رئيس ومرؤوس.
وعلشان نفهم ده لازم نفتكر أن الكنيسة مش مكونة من أجزاء منفصلة لكنها تأسست كجسد واحد، وحتى الرب يسوع نفسه هو جزء من الجسد ده!
ولكنه يكون الرأس وبيكون له الرئاسة وحق المجد والكرامة وحده.
يعني سلطان الكنيسة مش سلطان للكهنوت كأنه رئاسه منفصلة عن باقي الجسد، لكن السلطان هو للجسد كله لاشتراكهم في رأس واحد.
فهل أي عضو في جسدك له الحق في السلطان على باقي الجسد؟
ولا كل أعضاء جسدك مشاركين في نفس الجسد الواحد تحت قيادة الرأس؟

لو بتسأل معنى كدة أننا ميكونش لينا دور في محاربة أي تعاليم ضد الإيمان بدافع أن كلنا ملناش سلطان على بعض؟
أفتكر بس دور أثناسيوس في هرطقة اريوس برغم عدم كونه إلا مجرد شماس صغير في وسط مجمع مسكوني!

ختامًا، السطور دي بتعبّر عن روح الكنيسة الأرثوذكسية الجميل:
” دور الكنيسة إذن، ليس أن تفرض على ذهن الإنسان ما تراه أنه هو الحق، بل أن تجعله يحيا وينمو في الروح حتى هو نفسه يمكنه أن يرى بنفسه ويختبر الحق”

” إن هدف الكنيسة هو تجلي الإنسان بدخوله إلى الملكوت وليس بقاءه سجين الحدود العقلانية، هدفها تحرير الإنسان من عبودية الكون، هذا التحرير الذي شهد له القبر الفارغ”

رابط المقال على جودريدز 

اضغط هنا لتحميل كتاب السلطان الروحي في الكنيسة