تلخيص واقتباسات ومراجعاتالكتاب المسيحي

ملخص تفسير سفر المزامير – ق أثناسيوس – د عادل زكري

ملخص تفسير سفر المزامير- ق أثناسيوس - د عادل زكري

ملخص تفسير سفر المزامير- ق أثناسيوس – د عادل زكري

ملخص تفسير سفر المزامير- ق أثناسيوس - د عادل زكري
ملخص تفسير سفر المزامير- ق أثناسيوس – د عادل زكري

 

ملخص تفسير سفر المزامير- ق أثناسيوس – د عادل زكري

 

 

بيانات الكتاب

الكتاب عبارة عن رسالة ق اثناسيوس إلى تلميذه مارسيلينوس، بالإضافة إلى تفسيره للمزامير من (1- 15).

ترجمة د. جورج ميشيل، ومراجعة د. جورج عوض

إصدار المركز الأرثوذكسي للدراسات الآبائية

في حوالي 150 صفحة (من القطع الصغير)

(ملحوظة هامة: وجدت صعوبة في سلاسة الترجمة، كما شعرت أنني غريب عن أسلوب ق أثناسيوس، وبسؤال أحد المتخصصين قال بأن هناك مَن يشكك في نسب تفسير المزامير إلى ق أثناسيوس).

من المعروف أن ق أثناسيوس ليس لديه أعمال تفسيرية كثيرة، وبالتالي نحن ندرس أسلوبه في التفسير من خلاله مؤلفاته الدفاعية والعقائدية. لكن هذا العمل يحوي رسالته إلى مارسلينوس وهي عن سفر المزامير، بالإضافة إلى تعليقات مقتضبة ومتفرقة غير مترابطة في معظم الأحيان على المزامير من 1- 15. ومع ذلك سأحاول رصد بعض ملامح أسلوبه التفسيري في هذا الكتاب:

1-          تأكيده على وحدة الكتاب وخصوصية كل سفر: نجده يقول ”كل سفر يخدم.. بالهدف الخاص به “ )ص 30) ويضرب أمثلة مثل: أسفار موسى الخمسة تتحدث عن خلق العالم وأعمال الآباء الأولين.. والملوك.. تحتوي أعمال الملوك.. وعزرا عن نهاية السبي.. إلخ. بينما يؤكد على خصوصية سفر المزامير باعتباره ”بستان فيه كل شيء“ (ص 31). فيرد به ما جاء في الأسفار الأخرى، مثل: مز 18 بيتكلم عن خلقة الكون اللي في تكوين، مز 106 في كلام عن القضاة، وكذلك عن التجسد كما في مز 149. وهذا ما يسمى في أدوات التفسير الحديث ب ”التناص“ أو العلاقة البينية بين النصوص أو intertextuality.

2-         قراءة محورها المسيح Christo-centric.. كما ينقل عن الشيخ الذي علمه.. أن سيمفونية الروح القدس تظهر في الأسفار من خلال وجود المسيح باعتباره الرسالة المشتركة في كل الأسفار. (ص 38(.

3-            يدرك ق أثناسيوس الجنس الأدبي (genre) الواردة في الأسفار: فهو يقسم النصوص من حيث نوعها الأدبي إلى: نبوات وتشريعات وتاريخ، وسرد قصصي، وأناشيد. وهذا من العطايا المتنوعة للروح الواحد.[1] (ص 39- 40).  

4-          الرسالة الشخصية في النص الكتابي. يظهر هذا المبدأ من خلال تشبيه هام للغاية قدمه ق أثناسيوس عندما شبه المزامير بالمرآة لمن يرتلها.. فهو يرى نفسه في كلام المزمور في مشاعره المختلفة سواء شكر أو خشوع أوتوبة أو فرح. ”كل واحد يرتل بها كما لو كانت قد كتبت لأجله هو“ (ص 45).

نستطيع أن أقول بأريحية أن ق أثناسيوس هو صاحب فكرة قوائم ”كلمة الله تتعامل مع مشاعرك“ التي تطبع في نهاية الكتاب المقدس. فهو يعطي مارسلينوس العديد من الأمثلة طالبًا منه عندما يشعر بمشاعر ميعنة أو عندما يمر بظروف معينة فليرتل مزامير بعينها. مثلاً: ”إذا كنت مضطهدًا من خاصتك.. رتل مزمور 3“، إذا رأيت نعمة الله تمتد إلى كل مكان وخلاص الجنس البشري، رتل مز 8، وإذا رأيت تشامخ وكبرياء الآخرين ولا يوجد تقوى في البشر، رتل مز 11، وإذا قابلت ناس مـتألمين وعاوز تصللهم رتل مز 19، حتى لو بتدشين بيتك، قول مزمور 29، 126. حتى أنه رشح مزامير تصلى في بعض أيام الأسبوع بعينها، مثل مز 93 يوم الأربعاء! (ص 62- 63) 

5-              التفسير من خلال التحليل اللغوي. في تفسيره للمزمور الثاني قال تعليقًا على آية ”الرب قال لي أنت ابني“ (κύριος εἶπεν πρός με υἱός) أنه حسنًا أضيفت εἶ  إلى  εἶπεν لأنها تُظهر الولادة الأزلية، لأن الابن كان كائنًا معه بصورة مستمرة. (ص 98(. القديس أغسطينوس في شرحه على المزامير، بيقول إن كلمة “اليوم” تعني الأزل؛ لأن ربنا معندوش أمس أو غدًا. وفي كتاب الاعترافات (الكتاب 11) يقول: “هذا اليوم لا يترك محله للغد، كما أنه لا يعقب الأمس. يومك هو الأزل، فأنت ولدت كائنًا مساويًا لك في الأزلية وقلت له أنني اليوم ولدتك.” مثال آخر في تعليقه على مز  10: 4 (الشرير حسب تشامخ أنفه يقول: لا يُطالب). (ص 131) يتحدث عن تنوع القراءات variant readings بناء على علامات الترقيم. نفس الشيء في تعليقه على آية مز 14: 4 (ألم يعمل كل فاعلي الإثم…). يقول إن القراءة الصحيحة لابد أن تكون بعد علامة ترقيم (ص 147(.

ثم في تعليقه على مز 12: 7 (الأشرار يتمشون من كل ناحية عند ارتفاع الأرذال بين الناس.“ أو في ترجمات أخرى ” عِنْدَمَا يَتَبَوَّأُ أَرَاذِلُ النَّاسِ الْمَقَامَاتِ الرَّفِيعَةَ“ (كتاب الحياة)، أو ”وللأبدِ مِن هذا الجيلِ تَحْمينا“ (اليسوعية). في هذه الآية يحلل ق أثناسيوس كلمة (πολυώρἰα) بأنها تعني كرمت أو رفعت (بني البشر) أو أعطيت عمرًا طويلاً لهم، أو منحت حماية وعناية. هنا يظهر تعدد المعاني بالنظر إلى تعدد المعاني للكلمة المستخدمة.

6-              يستخدم التفسير الرموزي التيبولوجي، في إشارته إلى اليوم الثامن كرمز لقيامة المسيح! (ص 112).

7-         يستخدم التفسير الرمزي الاستعاري الأليجوري، في مرات عديدة، مثل: عبارة ”اضجعت ونمت“ يراها نوم العقل (ص 103)، عبارة ”اسنان الخطاة“ يراها الأفكار الحمقاء: ”لأن الشياطين تستخدم الأفكار كالأسنان كي يقتربوا منا ويأكلوا جسدنا“ (ص 103)، وعن آية نفسي قد ارتاعت، يقول ان النفس هي القوى النفسية (ص112)، ورأى في الجبال الفضائل (ص 138)، وسهام الشرير يراها الأفكار الخاطئة (ص 139). 

8-            يستخدم التفسير المستيكي أو الصوفي mystical في تعليقه على آية “تعكرت من الغضب عيناي” (مز 6: 7). يقول ق اثناسيوس أن العقل هنا هو “عين النفس”. (ص114) ربما يكون أثناسيوس هنا يؤسس لفكرة النوس الذي يُعرف بأنه عين النفس. طور الآباء النساك هذا المفهوم وتحدثوا عن أن الجسد يرى بالعين، والنفس ترى بالنوس. والجسد بدون العين أعمى، والنفس بدون الذهن النقي هي عمياء لا ترى النور. بالنوس نقدر نشوف من جديد وبذهن جديد. من هنا جاءت الكلمة meta-nous ومنها metanoi ومعناها توبة وتغيير اتجاه النوس، الذي هو أنقى جزء من النفس.

على هامش الكتاب:

من الأشياء التي تفاجأت بها في الرسالى إلى مارسيلينوس، هي ظهور فكرة البدلية العقابية في نص غريب كالتالي: ”يقول من خلال كلام على فم المسيح في مز 87: عليَّ استقر غضبك.. لأنه لم يتألم كمذنب، وأنما تألم لأجلنا وأخذ على عاتقه الغضب الذي ضدنا بسبب التعدي“ (ص 36). وقمت بمراجعة ترجمة أخرى للرسالة قامت بها الأستاذة إيريس حبيب المصري، فوجدتها متطابقة.[2] بالطبع إن صحت هذه الترجمة، يصبح كلام الأنبا رافائيل صحيحًا من جهة أن ق أثناسيوس جمع بين الشرح الطبي الشفائي للكفارة عن الآباء الشرقيين مع الشرح القضائي البدلي العقابي للآباء الغربيين. وأنا من جهتي حتى وقتنا هذا، لا أرفض هذا الرأي، وإن كان الشرح الشفائي هو الغالب على الآباء الشرقيين والسكندريين على نحو الخصوص. في كل الأحوال حدث الصليب والكفارة حدث عظيم ويمكن أن يُنظر إليه من زوايا كثيرة تتقاطع وتتكامل دون حصرية لمنظور واحد.

[1] يقول ق أثناسيوس: “لأن الروح هو واحد.. فهو غير منقسم في طبيعته.. ولكنه يظهر ويوزع في الكل بحسب الخدمة”، وهذه العبارة تشبه ما يقوله الكاهن في القداس  : “البسيط في طبيعته . الكثير الأنواع في فعله . ينبوع النعم الألهية” (سر حلول الروح القدس في القداس الكيرلس).

[2] راجع رسالة القديس اثناسيوس الرسولي في معنى المزامير، ترجمة ايريس حبيب المصري، صفحة 14.

 

ملخص تفسير سفر المزامير – ق أثناسيوس – د عادل زكري

 

نقلا عن مدونة christopraxy :

https://christopraxy.blogspot.com/2018/09/blog-post_66.html