تلخيص واقتباسات ومراجعات

ملخص كتاب لا للقدر كيف اكون حرا ؟ الاب هنري بولاد اليسوعي – تلخيص م / اوسام اميل

ملخص كتاب لا للقدر كيف اكون حرا ؟

ملخص كتاب لا للقدر كيف اكون حرا ؟ الاب هنري بولاد اليسوعي

ملخص كتاب لا للقدر
ملخص كتاب لا للقدر

 

ملخص كتاب لا للقدر كيف اكون حرا ؟

الاب هنري بولاد اليسوعي

تلخيص م / اوسام اميل

 

رابط هام :

تحميل كتاب لا للقدر كيف اكون حرا ؟ للاب هنري بولاد اليسوعي

 

الفصل الأول من ملخص كتاب لا للقدر :هل الحرية حقيقة أم خيال؟

الحرية هي إحدى قضايا عصرنا الكبرى.إنها قضية تطرح أكثر التساؤلات خطورة فما من مجال يتفادى تساؤلاتها.

كانت الحرية مكبوتة طوال آلاف السنين وفجأة انطلقت كالرعد في ثلاثة انتفاضات: النهضة والإصلاح والثورة.

اكتشف الإنسان فجأة أنه حر مستقل وفي قرننا الحادي والعشرين غمرت الحرية العقول ودخلت جميع الأوساط الاجتماعية. لكن ما إن اكتشف الإنسان حريته حتى جعل يتساءل في شأنها وعندما أطلق من اختبر سحر الحرية أخيراً صيحة انتصاره أجابه الفيلسوف بسؤال: هل أنت واثق بأنك حر؟ ألست على خطأ؟ أليست حريتك وهماً وخيالاً؟.

في القرن التاسع عشر وصل عالم الاجتماع دوركايم إلى أن الحرية أسطورة. فالكائن البشري ليس إلا ألعوبة مؤثرات الوسط الذي يعيش فيه والتربية والمجتمع. وبعده وصل فرويد إلى استنتاجات مماثلة ولكنه لم يركز على الحتميات الاجتماعية التي تؤثر في الإنسان من الخارج، بل على الميول الفطرية التي تضغط عليه من الداخل. وفي آخر الأمر أتى ليفي شتروس وشرح لنا كيف ندخل ضمن  إطار يؤقلمنا تماماً من خلال بنية ورثناها من المجتمع وتنتقل من خلال اللغة. “لست أنا الذي يفكر بل اللغة تفكر في”. فأنا إذاً مجرد آلة سلبية لبنية تحاول التعبير عن نفسها من خلالي.

يبدو أن علم الاجتماع والتحليل النفسي والبنيوية جردتنا تماماً من هذا الامتياز الذي كان فخرنا وكرامتنا البشرية. فماذا إذاً ! هل الحرية حقيقة أم خيال؟.

إذا تساءلت عن نفسي ألاحظ أنني لم أختار أموراً كثيرة في حياتي: أولاً لم أختار أن أكون موجوداً ولا اخترت جنسي ولا شكلي ولا صحتي ولا سماتي الوراثية ولا العصر الذي أعيش فيه ولا المبادئ التي زرعت داخلي. والطبيعة أيضاً تفرض علي عدد من الضغوطات فجسدي محدود، لا أستطيع أن أسير أكثر من مسافة معينة أو أسهر أكثر من حدود معينة أضف إلى ذلك الشيخوخة التي ستأتي حتماً وأخيراً الموت الذي لا سبيل إلى مواجهته. فكيف نتكلم على الحرية في ظل تضافر كل هذه العوامل؟.جميع العناصر السابقة عناصر مادية ، وهناك أيضاً عناصر نفسية، إنها طباعي التي لا تسمح لي دوماً بأن أفعل ما أشاء وما من أحد أفضل من القديس بولس في التعبير عن الصراع الداخلي في أعماقنا (رومية 7 :18 -24).

في نهاية هذا الإحصاء المختصر نشعر بانطباع مؤلم وهو أنه لم يبقى من الحرية شيء، ولكن إن غابت الحرية غابت المسئولية وغابت الإنسانية فهل بإمكاننا أن نتكلم بعد عن الحرية؟.مادمنا نسلك طريق التحليل فلن نصل لشيء فنحن في حاجة إلى أن نسمو فوق هذه الأمور ونفهم أن الحرية ليست من نمط ما يحددها ولكنها من مستوى آخر فهي لا تدرك إلا في تدفقها. إن كل فعل  من أفعالي يمكن تفسيره منطقياً وفقاً لما يليه وتبريره انطلاقاً مما سبقه حتى أنه يبدو مكيفاً تماماً بهما. ومع ذلك حين أقوم بهذا الفعل أشعر تماما بأنه فعلي وأشعر بأنني مسئول عنه مسئولية كاملة. حين أقرر أشعر بأنني حر تماماً لهذا السبب يجب القول بأن الحرية لا تدرك إلا عند تدفقها (فالحرية لا تبرهن بل تختبر).

الحرية هي مكان دمج جميع ظروفنا وهي المحور الذي ينسقها لتتمكن العجلة من الدوران.

الحرية هي أن أقبل ذاتي كما أنا أو كما لست عليه لأكون فوق ذلك أو بعيداً عنه.علي أن أقبل ما لا أستطيع أن أغيره وقد يعترض البعض بأن في هذا خضوع لأمر محتوم وقدرية وهذا ما يناقض الحرية ولكن (الحرية هي في القبول والرضا) فإذا خضعت بدون قبول فهذا يجعلني عبداً. فعلي أن أتعلم إذاً كيف أدمجه وأحبه بدل من أن أتذمر منه فأبلغ حينئذ حريتي الحقيقية. الحرية الحقيقية هي أن نستعمل كل ما يحددنا لنعيد تشكيل أنفسنا، ونبني ذواتنا مرة ثانية. من ينتظر أن يكون في صحة جيدة ليكون سعيداً ويقوم بعمل ما في حياته لن يفعل شيئاً قط وعلى العكس طريح الفراش الذي يجد معنى لمرضه ويتحمل حالته تحملاً كاملاً ويتمكن حتى من الاستفادة منها هو حر حقاً.

الحرية مسألة داخلية. نحن لا ننالها من الآخرين ولا من الظروف ولا من الأحداث. إنها شرارة تنطلق من عمق الضمير، انتصار على القدر، خلق الذات بالذات، فعل إيمان وشجاعة يتمكن الإنسان من إنجازه بعيداً عن جميع المضايقات المفروضة عليه.

الحرية ليست من المعطيات. بل من المكتسبات. إنها انتصار. الحرية هي قبول للذات وللآخرين وللأحداث وتحملها ومحاولة العيش معها.

علينا ألا نحلم بحرية مطلقة. فالله وحده حر تماماً أما نحن ففي وضع معين عالقون بشبكة من المضايقات والضغوطات والعلاقات التي تفرض علينا من الداخل والخارج ومعرفة ذلك وأخذه بعيني الاعتبار هو قاعدة كل حرية أصلية.

الحر هو من يتحمل مسئولية كل ما يفعله والنتائج المترتبة على ذلك، والعقبات التي يلاقيها الإنسان في طريقه هي التي ستصبح الوسائل التي يبني بها حريته. إذا أردت أن تكون حراً اجعل لنفسك هدف توجه له فكرك وبقدر العقبات التي تتخطاها والهدف الذي تسعى لتحقيقه تصبح حراً. حينئذ تصبح الحرية هي صرخة “لا” في وجه القدر. نحن لسنا أحراراً عندما يكون كل شيء سهلاً بل عندما يكون صعباً أو مستحيلاً. الحرية هي أكبر غزوة للإنسان.

 

الفصل الثاني من ملخص كتاب لا للقدر: الشريعة الإلهية وحرية الإنسان

للوهلة الأولى يبدو أن مفهومي الشريعة الإلهية والحرية الإنسانية غير متوافقين فبين هاتين الفكرتين تعارض جذري.

إن الغالبية العظمى من المؤمنين لازالوا متأثرين بفكرة الشريعة التي تفرض عليهم، فكرة مشيئة الله الخارجة عنهم  المستعبدة والمسيطرة. إنها شريعة الأقوى وانعكاس لمجتمع مبني على القوة ويعيش بحسب جدلية السيد والعبد بالرغم من جملة يسوع (“لا ادعوكم عبيداً بعد اليوم بل أحباء” يوحنا 15:15).

إننا غالباً ما ننظر إلى الشريعة على أنها امتحان يخضعنا الله له وأهميته ليست في المضمون وإنما في النتيجة فإذا نجحنا ترفعنا إلى الصف الأعلى أي السماء. وإذا رسبنا نسقط في جهنم. أما أوراق الفحص أي أعمالنا فلا قيمة لها إنها ليست إلا مادة امتحان تمكن الله من اختبار قدرتنا على الخضوع.

الفهم الحرفي للعهد القديم يصل بنا إلى هذه النتيجة من أول اختبار شجرة معرفة الخير والشر ومروراً بالوصايا العشر وكتب الأحبار والتثنية والعدد وقد فعلت الكنيسة بالمثل تقريباً مع قائمة الخطايا ونوعها مميتة أو عرضية. وبهذه الطريقة نما تيار متزمت في المسيحية يحول المسيحيين الصالحين إلى مرضى عصبيين.

يبدو أن الله رأى بمرارة نظرة الإنسان له في العهد القديم فقرر أن يقيم عهداً جديداً مع الإنسان بيسوع المسيح فهل نعيش هذا العهد حقاً أم أننا لازلنا في العهد القديم؟.

الإنجيل يبين أنه من الآن فصاعداً لن تكون هناك شريعة تفرض على الإنسان من الخارج (1كور 10: 23-24) و(1كور 6: 12) وقد أعلن الله ذلك في العهد القديم (تثنية 30: 11-14) و(ارميا 31: 33-34) فشريعة الله ليست شيء نبحث عنه في آخر العالم بل هي شيء داخلي حاضر في عمق كياننا (رومية 10: 6-8) يمكننا اعتبار لوحي الشريعة الذين حطمهما موسى علامة على هذا التغيير: على ما كان منقوشاً في الصخر أن ينطبع منذ الآن في القلوب. فلا حاجة إلا الشريعة والوصايا العشر حين يمس الروح القدس الإنسان في عمق أعماقه (غلاطية 5: 16-18).

إن شريعة الرب هي طريق حياة والتحول عنها يعني الموت (تثنية 30: 15-19) وهي ليست سوى تعبير كلامي عن شريعة كياننا المكتوبة في أعماق قلوبنا. فالكون الذي خلقه الله يدار بشرائع والإنسان قادر على اكتشافها وحده لو كان صادقاً مع نفسه. فحين يعود إلى ذاته يكتشف هذه الشريعة مسجلة في أعماقه (رومية 2: 14-15).

إن الشريعة الإلهية لا تهدف بأي شكل من الأشكال إلى إجبار الإنسان على الطاعة العمياء والمستعبدة. ولكنها تهدف إلا أن تكون له مرشداً وتجعله يعي ضميره العميق وتساعده على تحقيق ذاته. فقبولها يعني قبول الذات.

بقدر ما يشعر الإنسان أن الأخلاق دعوة للنمو فإنه يصبح حراً، يصبح بشراً. حينذاك، سينهل من ذاته شرائع سلوكه وتصرفاته.

لا شك في أن الشريعة الخارجية ضرورية في البداية فهي بالنسبة للناس دليل وحماية حتى يتكون ضميرهم لكونها مربياً (غلاطية 3: 24).

إن كل من استوعب تعاليم يسوع وقد أشبع من روحه يستطيع إهمال الوصايا وعزف أنشودة حياته بحرية كبيرة (رومية 8: 9) و(غلاطية 5: 1) و(غلاطية 5: 13).

حين يتكون الضمير يصبح الإنسان قادراً على الحكم بنفسه بين الخير والشر لا يفرض الله عليه شيء بل طلب داخلي يقبله بكل حرية.

الوصايا العشر هي الحد الأدنى والمسيح يدعونا لما هو أعمق في عظته على الجبل. منذ ذلك الحين أصبح الروح القدس هو الدليل والمرجع النهائي. إن أخلاق الكتاب المقدس هي أخلاق منفتحة من يتبناها ويسعى للعيش بموجبها ينتقل من الخارج إلى الداخل من مرحلة العبد إلى مرحلة ابن الله فلا يكترث بالسماء والجحيم وللثواب والعقاب و للمسموح والممنوع بل يجد في ذاته قواعد سلوكه ويعيش متطلباتها برضا وفرح. إنه إنسان حر.

إن الله يكشف لنا بيسوع المسيح مخططه لأجل العالم ومشروعه. إننا لم نعد منفذين بل معاونين الله نفسه في مهمة مشتركة وهي أن نصنع الإنسان. إنه يدعونا إلى المشاركة والمغامرة (اتبعني) إنها دعوة إلى السير للأمام والمغامرة.

هذا هو الوحي بالضبط إنه لا يهدف إلى إرضاء فضول باطل أو إفهامنا حقائق نظرية عن الله والملائكة والسماء. فغايته هي أولاً أن يفهمنا نظرة الله إلى الإنسان وأن يشاركنا في مخططه بالنسبة للعالم كي نستطيع أن نشترك معه فيه.

يسوع هو النموذج الأصلي للحرية الحقيقية فهو حر تجاه العادات والتقاليد والرأي العام والجموع والكتبة والفريسيين ومعلمي الشريعة وتلاميذه وحتى أمه. حر تجاه الخطيئة والممنوعات وحتى تجاه الوصايا العشر (مرقس 2: 28).

إن المسيح يجعلنا في أفق جديد حيث يكون الإنسان الذي يحييه الروح فوق الشريعة أيضا (رومية 7: 6).

علينا اليوم أن نجتاز مرحلة الشريعة أن نجعل الشريعة الجديدة (المحبة) بدل الشريعة القديمة. وصيتي لكم الوحيدة الأولى والأخيرة تختصر بهذه الكلمة الوحيدة “أحبب”  ويضيف القديس أغسطينوس: “أحبب وافعل ما تشاء”.

 

الفصل الثالث من ملخص كتاب لا للقدر : الخوف من الحرية

هناك فارق بين رغبتنا الجامحة للحرية والخوف الغريزي الذي تشعرنا به والسبب في ذلك أننا نسعى إلى تفادي المسئولية المترتبة على هذه الحرية.

إننا نلجأ إلى السلبية ونعود مرتاحين إلى العادات والتقاليد والشريعة والتراث التي يريد المسيح أن يحررنا منها ولا شك أن الكنيسة شاركت في هذه اللعبة فهي دوما تطلب السلطة خاصة مع تواطؤ ألإنسان في هذا ألأمر وهذا الموقف لا يستند على الإنجيل ، أتى المسيح ليعيد الإنسان إلى حريته (شريعة المحبة) ولكن الكنيسة أعادته إلى الوصاية (الحلال والحرام).

لقد تعودت البشرية منذ بداياتها على أن يقودها سادة أو كهنة أو زعماء أو ملوك أو أباطرة أو مستبدون مثلما يقاد قطيع الغنم ورأى الشعب أن تسليم شخص آخر مهمة الاختيار بدلا منه أريح له بكثير وفي هذه الأيام هناك طرق أخرى يسلك فيها الإنسان ليخضع بها حريته وهي:

  • في المجال الاقتصادي: أصبحنا سجناء للشركات الضخمة التي جعلتنا مجتمعا استهلاكيا بواسطة الدعاية الضخمة التي تجعل كل شيء وكأنه ضروري لنا فندخل في اللعبة ونصبح عبيدا لهذا النظام كذلك أيضا شركات التامين ،إن إنسان اليوم خائف من المخاطرة (من الحرية) ورجال الأعمال يعرفون هذا الشعور ويستغلونه ويكسبون من ورائه، في الماضي كانت الكنيسة تلعب نفس اللعبة وتستفيد ماديا من ضمانات الحياة الأخرى.
  • على المستوى الاجتماعي: يحاول كل واحد منا أن يتوافق مع الأصول المرعية للمجتمع الذي يعيش فيه من تفكير وملبس وتسريحة شعر ونصبح عبيدا لـ (ما سيقولونه عني؟) وقليلون من لديهم الشجاعة على تأكيد ذاتهم والجرأة في التمايز.إن خوف الإنسان من أن يكون حرا يجعله يذوب في حشد عديم الهوية وعلى إخضاع شخصيته وإهمال تفكيره الخاص، ونجد هذا في الميل إلى النزعة الوطنية أو الإقليمية في الوقت الذي تميل فيه الحدود السياسية إلى الزوال نجد أن هذه الحدود تظهر على الصعيد النفسي في الخوف من الغريب ومن ميل إلى التقوقع والتعصب.
  • على المستوى السياسي: ما كان للاستبداد أن يظهر لو لم يجد فينا تواطئا خفيا فالشعب المستسلم لا يستحق الحرية.
  • في المجال الجنسي: تحس الشهوات المنفلتة للإنسان على الاستسلام لهيجان المتعة في رغبة لا واعية بالذوبان في الآخر.
  • على المستوى الديني: نجد الميل نفسه إذا انزل الله عن عرشه خلق الإنسان لنفسه آلهة جديدة من نجوم الفكر والغناء والرياضة بل ومن المرشدين الروحيين الذين لهم طريقتهم في حشد الآلاف من الشباب وإجبارهم على التخلص من أهاليهم والتخلي عن حريتهم وبعد ذلك تسليمهم حريتهم وحساباتهم المصرفية. إن غياب الأيدلوجيات وفقدان الإيمان وغياب المرجعيات يخلق اليوم شعورا بالفراغ ومن ثم الاضطراب.

لا يحق لنا أن نترك مسئولياتنا البشرية ولا أن نتخلى عن حريتنا حتى وإن كان حملها يسحقنا. إن الحرية هي قوام عظمتنا وكرامتنا، إنها ليست ترفا بل واجب ودعوة. أن يكون المرء إنسانا يعني أن يختار أن يكون حرا.

من يقرر استعمال الطاقة النووية أو التلاعب بالجينات؟. إن اختياراتنا وقراراتنا اليوم هي التي ستحدد الغد. إن التاريخ سيكون مما نفعله ولا وجود للقدرية ولا للمصير المحتوم.

الإنسان لا يصل إلى الحرية بمسار مستقيم متجانس بل بسلسلة من الانفصالات التي تمكنه تدريجيا من نيل استقلاله وهي:-

الانفصال الأول الانفصال الثاني الانفصال الثالث الانفصال الرابع الانفصال الخامس
الولادة الفطام الذهاب إلى المدرسة اختيار المهنة الزواج

إن تاريخ الخلاص بدأ برحيل إلى المجهول(تكوين 12: 1)

إن الدعوة إلى المخاطرة هي شرط لتحقيق الذات (من أراد أن يحفظ حياته يفقدها ومن فقدها حفظها).

لقد غامر يسوع مغامرة الحرية بنفسه قبل أن يدعونا إليها وقد كلفه الأمر غاليا لأنه تجرأ أن يعلن كلمة عدل وحق وحرية أمام الجميع ودفع حياته ثمنا لذلك ونحن أيضا إذا كانت لدينا الشجاعة أن نتبعه فلنعلم أننا سائرون نحو المجابهة فمن يريد خوض معركة الحرية عليه أن يعرف أنه سيواجه العقبات والمعارضة والرفض والاضطهاد فهل أنا مستعد لقبول التحدي وأن أقول كلمة عدل وحق وحرية؟.

انتهى الفصل الثالث  من ملخص كتاب لا للقدر.

 

الفصل الرابع من ملخص كتاب لا للقدر: الالتزام، حرية الــ”نعم”

لا يكتشف الطفل نفسه إلا إذا قال “لا” ويعود موقف الرفض والمعارضة الدائمة إلى الظهور ثانية عند المراهق ، كل هذا يدفعنا إلى الظن أن الحرية تكمن في القدرة على قول “لا” أمام هذا الموقف سنحاول اكتشاف حرية من نمط مختلف تماما وهي أصدق وأعمق إنها حرية الـ”نعم” .

الحرية التي تقول “لا” هي بحاجة إلى الاصطدام بالآخر لكي تثبت نفسها وهو شيء ضروري في البداية لكنها حرية ليست كاملة، ولكن الحرية الحقيقية وهي حرية البالغ لا تخشى أن تقول “نعم” بدون حرج. فحرية القبول والرضا هي حرية واثقة بنفسها وهي أصعب الحريات وأصدقها.الحر حقا هو إنسان من شدة سيطرته على نفسه لا يحتاج إلى إثبات ذاته لذاته أو أن يبرهن للآخرين بأنه حر.

هناك فرق بين الحرية وحرية الاختيار فما دمت اخترت لا أكون حرا واستطيع القول بأنه (حين أمارس الحرية فأنها تلغي نفسها بنفسها) من يريد أن يظل حرا على الدوام عليه ألا يختار ومن يفعل ذلك يموت دون أن يفعل شيئا في حياته.

الحرية التي تتردد وتتحفظ وتحتاط هي حرية وهمية، كل إنسان يخلق نفسه من خلال القرارات التي يقررها والاختيارات التي يختارها ، إن كل اختيار من اختياراتي ينبذ اختيارات أخرى ممكنة ومن خلال سلسلة اختيارات تكون هناك سلسلة تضحيات أتوصل عن طريقها إلى إبراز حلمي الحقيقي وتكن مثل الشظايا التي يضحي بها الفنان حين ينحت تمثاله الجميل.

الإنسان هو الكائن الوحيد الذي لديه القدرة على الاختيار بنفسه، إن الحرية النهائية تبرز في نهاية جميع اختيارات حياتنا وتمثل محصلتها النهائية إنها تظهر في نهاية المطاف حين ينهي الإنسان مساره فلا تكون حينها فعلا وإنما حالة.

الحرية هي محاولة وسعي لمثالية يجب بلوغها  إننا نبنيها من خلال اختياراتنا فنحن أحرار بقدر ما نتحرر .

الحرية الحقيقية لا تكترث للحرية إنها منفصلة عن ذاتها وحرة بالنسبة إلى نفسها فمن يريد حماية حريته بأن ينقذها يصبح سجينا لها وما أسوأ من هذا.

الحرية مثل الحياة : إنها بعيدة عن ذاتها ولا نجدها إلا إذا لم نتمسك بها (من أحب حياته يفقدها).

في آخر الأمر يلاحظ الإنسان أن آخر كلمة للحرية هي المحبة فالإنسان يحقق ذاته حين ينساها، يفقدها في الثمار التي ستثمرها ، والطفل الذي ستلده ، والعمل الذي ستتمه والمعنى النهائي للحرية هو المحبة.

حر لماذا؟ حر لأحب:-

الحرية ليست غاية في حد نفسها  لكن هي وسيلة للمحبة، ومن يضحي للمحبة تتم الحرية فيه.

المحبة هي المرحلة المضيئة للحرية وتاجها وذروتها.

كلما ازددت محبة ازددت بذلا لنفسي وفقدانا لها وازددت حرية.فبقدر ما أحب أصبح حرا.

المحبة التزام وكلما كان الالتزام شاملا ونهائيا تجسدت الحرية.

ولأن الله حر تماما ، أراد المخاطرة بحريته في المغامرات الثلاثة التي نسميها:-

الخلق والتجسد والفداء

لقد فقد كيانه وحياته ونفسه لا يمكننا أن نتخيل مغامرة أكثر جرأة ، أكثر تهورا ،  أكثر رهبة.

لقد التزم الله ، ارتبط، خاطر، لأنه حر تجاه إلوهيته حر تجاه حريته، ف”نعم” الخلق و”نعم” التجسد و”نعم” الجلجلة ليس إلا عن تعبيرا عن “نعم” أعمق بكثير وهي التي تبني كيان الله نفسه ( المسيح لم يكن” نعم ولا” بل “نعم” )2كور 1: 19.

وتظل حرية الله النموذج الأصلي لكل حرية، فلأن الله حر بشكل لا يمكن تصوره التزم بطريقة لا يمكن تخيلها وأتم التزامه حتى آخر ما هو ممكن ، حتى آخر ما هو مستحيل.

منذ ذلك الحين أصبح هذا الرجل المسمر على الصليب أقصى تعبير عما يمكن أن تعنيه الحرية القادرة على المضي قدما حتى الالتزام الكامل والمطلق للمحبة.

انتهى الفصل الرابع من ملخص كتاب لا للقدر.

 

الفصل الخامس من ملخص كتاب لا للقدر : الجحيم، حرية الـــ”لا”

هناك تناقض تام بين إله المحبة ووجود الجحيم. فنحن، المخلوقات المشبعة بالأنانية لا نتحمل رؤية كائن يتألم من دون أن نبذل قصارى جهدنا لنساعده. فهل خلق الله الكلي الطيبة الجحيم لتتعذب فيه الكائنات للأبد؟ هل يمكننا أن نتصور أن الله يستطيع الاستمتاع مرتاحا بهناء أبدي بينما هناك كائنات منبوذة إلى الأبد؟ أترى الله أقل طيبة من الإنسان؟ إذا كان الله إلها أي قمة في المحبة فإن الجحيم أسطورة. إن الجحيم هو فدية الحرية. إنه الإمكانية التي تتمتع بها الخليقة الروحية لتقول “لا” للرب و”لا” للحياة و”لا” للمحبة. وإلغاء هذه الإمكانية يعني إلغاء الحرية يعني إلغاء الإنسان. إذا كان الجحيم هو إمكانية الـ”لا” فالسماء هي إمكانية الـ”نعم”.فالواحد لا يكون بدون الآخر.

لكي نفهم الجحيم من المهم أن نفكر في ما نعنيه بكلمة “سماء”، نحن نعتقد أن السماء سعادة لانهائية تقدم لنا على طبق من ذهب. لو كان الأمر كذلك لما كان لدينا اختيار ولا يكون هناك طعم لهذه السماء لذلك لا يكلمنا يسوع في موضوع السماء عن “السعادة” ولكن عن “المجد”. إنها ليست متعة رخيصة مرتبطة بفكرة الاستهلاك لكن هي سعي وفتح ونصر مكتسب نتيجة الجهد والصراع والتحدي. السماء هي “الحب” أما الجحيم فهو “اللاحب” فمن عاش لأجله فقط وصنع درعا يحميه من الآخرين ويمكنه من عدم الخروج تماما من قلعة أنانيته المغلقة هذا الإنسان يخلق جحيمه بنفسه، فالجحيم ليس إلا الإنفراد الأبدي مع الذات . العذاب الأبدي هو حالة تناقض أساسي بين غريزة عميقة تدفعنا إلى أن نحب ورفض جذري يجعلنا ننغلق على ذواتنا. ويولد هذا التناقض في الكائن توتراً لا يطاق. كل إنسان يملك مفتاح قلبه والله نفسه لا يستطيع أن يدخل إليه إلا إذا فتح له (رؤيا 3 :20).

إذا كانت السماء هي شراكة القديسين فالجحيم ليس هو شراكة الشياطين فالجحيم في الأساس هو غياب الشراكة وهو تجمع للعزلات المتوازية كل واحد وحيد بشكل مأساوي منغلق في قوقعته إلى الأبد.الجحيم هو الوحدة والعزلة والليل (صورة يهوذا في ليلة خميس العهد يوحنا 13: 21-30) لا أحد يجبرنا فمصيرنا نختاره بأنفسنا.

أمام مصير كهذا نتساءل : هل كان الأجدر بالله ألا يخلقنا، ألا يخلق الحريات هل كان الأجدر به أن يبقي في العدم هذا الكون المحكوم عليه أن ينتهي بهذه الطريقة المأساوية حيث الثمن غالي بهذا الشكل؟ نستطيع أن نجيب بأنه إذا كان الله محبة فإن الخلق بالنسبة إليه هو عمل محبة فالله يقول لنا من خلال عمل الخلق “أحبك”، وهذا الحب أبدي فالله لا يخون ذاته (ارميا 31 :3 واشعياء49 : 16 واشعياء 43 :4) فالجحيم إذاً ليس رفض الله للإنسان وإنما رفض الإنسان لله والنار التي تؤلمه ليس ناراً مادية ولكنها محبة الله التي يرفضها بعناد.ليس في الحياة الأخرى سوى نار واحدة إنها جمر المحبة الإلهية. إن تم استقبالها أصبحت بهجة المختارين وإن تم رفضها أصبحت ألم الملعونين (الفرق بين استجابة بطرس واستجابة يهوذا لنظرة المسيح بالرغم من أن كلاهما خان معلمه). ليس هناك مسيحان بل مسيح واحد :إذا قبلناه أصبحنا في السماء وإذا رفضناه صرنا في الجحيم والعقاب هو رفض لخلاص يعطى مجاناَ (يوحنا 3 :19).

المسيح لا يدين أحداً وإنما الإنسان هو الذي يدين نفسه. الجحيم وحده يكشف لنا ما هي الحرية وما هو الإنسان ،الجحيم وحدة يكشف لنا ما هي محبة الله اللا متناهية. بدون إمكانية الرفض وبدون الحرية لن نكون إلا عرائس في أيدي إله يتلاعب بنا. إننا لن نكون إلا ممثلين في مسرحية كتبت مسبقا. إن الله يتعامل مع الإنسان بكل جدية ولا يحط من قدره نحن الذين نكتب المسرحية وما من شيء مقرر مسبقاً.

أما البرهان على وجود أناس في الجحيم فلا أحد يعرف ذلك لا أتخيل إمكانية وجود أناس شديدي القسوة لا يتركون أي ثغرة تستطيع محبة الله أن تتسلل من خلالها إن المذنبين قد يكونوا ضحايا لنقص المحبة والتربية الفاشلة وظروف حياة صعبة دفعتهم لذلك. من يجرؤ على رميهم بحجر؟ قال يسوع :لا تدينوا (متى 7 :1) الله وحده يدين وسيفعل ذلك بمحبة لا متناهية ورحمة. على الرغم مما قلناه يظل الجحيم إمكانية مأساوية ولا تكون حرية الإنسان بدونه إلا نفاقاً فإمكانية الـ”لا” تهب الـ”نعم” التي نقولها قيمة وتهبنا كرامة.

لقد خاطر الله بخلق الإنسان حراً وهو لم يفعل هذا لأجل الإنسان بل مع الإنسان. وإذ خلق الله الحرية التزم بمأساتها ففي تجسده شارك في الطبيعة البشرية حتى أقصى نتائجها حتى الخطيئة نفسها ( 2كور 5 :21)  و (يوحنا 1 :29) ويا للمفاجأة فعلى الصليب صلبت هذه الخطيئة معه أي دمرت وألغيت (كور2 :14) وهذا ما جعلنا نتوقع أن يلغي الجحيم نفسه مع إلغاء الخطيئة وأن ينتهي كل شيء بمصالحة كبيرة ورحمة عظيمة قد يكون هذا الإصلاح الشامل مفاجأة كبرى أعدها الله لنا ولكن انتبه يجب عدم التكلم على هذا كثيراً .

لقد اختبر المسيح الجحيم حقاً “إلهي إلهي لماذا تركتني؟” إذا كان الحب تماهيا بالمحبوب ألا يجدر بالله الذي خاطر ومنح الحرية للإنسان أن يخاطر بها أيضاً مع الإنسان حتى النهاية؟ أليس الصليب مغامرة عاشها الله مع الإنسان حتى آخر نتائجها أي حتى الرغبة في التماهي بالملعونين واختبار رفض الله معهم؟ إن هذا يبدو غير معقول. ومع ذلك فلا بد من أن الأمور سارت على هذا النحو. فقد عاش إله المحبة مأساة الجحيم من خلال يسوع المسيح حتى أعمق ما في كيانه.

انتهى الفصل الخامس من ملخص كتاب لا للقدر.

الفصل السادس من ملخص كتاب لا للقدر : الحرية الإلهية والحرية البشرية

في الفصل الأخير هذا سنعالج الحرية من زاوية الثنائية المتعارضة: الحرية الإلهية والحرية البشرية وهما عبارتان متناقضتان ظاهرياً.

يتفهم غالبية الناس مشيئة الله وكأنها مصير محتوم يهيمن على حياة الإنسان. وكان اسم هذا في الماضي “القدر” فقد وضع الله فيلم حياتي مسبقاً وكل شيء “مكتوب” .

إذا كان الله يعرف مسبقاً مسار حياتي فأين هي حريتي؟. الإجابة بسيطة إذا كان الله يعرف مسبقاً مسار وجودي فهذا لا يمنعني من أن أعيشها كما أشاء فالله يعرف ميولنا ويتوقع رغباتنا. إن سابق علم الله لا علاقة له بالقدر أو المصير المحتوم فالله بمحبته اللامتناهية يحترم حريتنا احتراماً لامتناهياً ويقف عن بعد تاركاً الإنسان يتصرف على هواه.

لكن السؤال المطروح عندئذ هو: إذا كان الإنسان حراً في اختياراته فما هو مصير كلية قدرة الله؟ علينا أن نجيب بأن الله رضي بحرية ألا يكون كلي القدرة حين اختار أن يكون الإنسان حراً وأن يمنحه حرية قول “لا”. لقد قيد الله نفسه نوعاً ما. حين خلق الله تلقائية الاختيار هذه التي تدعى الحرية رضي بحرية ألا يكون حراً.إن حرية الله تتوقف عند أبواب الإنسان فإذا سد الإنسان الطريق أمامه لا يستطيع الله إلا أن يصمت ويخضع.

المحبة ليست بالإكراه. هذة هي رسالة الوحي، وهذا هو أسلوب الله. فالله ينتظر، الله يصبر، الله يضغط برفق على الإنسان ليحاول إقناعه وجعله يثق بأن الاختيار الذي يقترحه عليه هو الاختيار الأفضل.والإنسان يفكر ويتردد، يقبل أو يرفض. ومع كل تردداتنا ورفضنا يجتهد الله في أن يشيد عمله مختبئاً في عمق قلب الإنسان.

عظمة الله تكمن في العمل مع إنسانية متحركة، مزاجية، متقلبة، ثائرة، كسولة. وما أشد ألمه أمام الرفض والفشل والمقاومة التي نواجهه بها.

إن الجهد الذي بذله الله لخلق الكون ليس بشيء مقارنة مع الجهد الذي يبذله لمسار التاريخ في خلق مستمر يضطر إليه نتيجة رفضنا. نحن نعتقد بأن الله يلعب بنا بينما نحن الذين نلعب به ونجعله على الدوام في مأزق. حين نعلم أننا نحن الذين نكتب التاريخ بقراراتنا تنال حياتنا وزنا وجدية استثنائيتين.

إن ما يهب وجودنا جديته هو معرفة أن اليوم وغداً سيكون بحسب ما نفعله بهما وحين يقول يسوع لنا “ملكوت الله يؤخذ بالجهاد والمجاهدون يختطفونه (متى 11 :12)” فإنه يريد أن يحذرنا من القدرية المعطلة التي هي قدرية الكثير من الناس.

من الممكن أن يكون هناك عدة مريمات رفضن جميعهن طلب الرب قبل مريم الناصرية. فالأمومة الإلهية لم تكن بالنسبة إليها قدراً وإنما اختيار. لولا ذلك ما قيمة الـ”نعم” التي قالتها؟ ونظن أيضاً أن حياة يسوع كانت مقررة مسبقاً وأنه كان لابد أن يبلى بالخيانة والتعذيب والصلب. لا لم يكن مصير يسوع محتماً مسبقاً، وكان باستطاعة يسوع أن يعيش حتى الثمانين من عمره فإذا كان قد مات وهو في الثالثة والثلاثين فلأن الناس قرروا ذلك. وعندما قال يسوع (يجب) فإنه لم يرد أن يتكلم عن مصير محدد مسبقاً بل أراد أن يقول أن الشر الفاعل في الإنسان يجعلنا نتوقع هذه المعارضة العنيدة. كان (يجب) لأنه يجب أن نتوقع جواب الإنسان بالرفض أمام حقيقة يسوع ونقائه. لقد توقع النبي بما سيحدث فهو يتمتع بعطية خاصة تمكنه من معرفة الأحداث قبل حدوثها وحين تكلم لم يكن قد تنبأ بل لأنه اكتشف علامات حدوثها.

الإنسان هو الذي يصنع التاريخ وفي بعض الأحيان نشعر بالعار أمام الشر ونجعل الله مسئولاً عنه وننسى ببساطة أن الله هو أول من يتألم لما يصيبنا. ننسى أنه عاجز عن منعه وإيقافه بدون رضانا.

نتساءل في بعض الأحيان لماذا لم يخلق الله عالماً بدون بؤس؟ عالماً كل ما فيه كامل؟.

الإجابة: أراد الله عدم الكمال هذا ليتيح للإنسان فرصة ممارسة ذكائه وإبداعه فالصفة الغير منتهية للعالم هي تحد لنا يجب التغلب عليه ومساحة مقدمة لحريتنا. إلا أن الله عندما سلمنا هذا العالم لم ينسحب من خليقته. لقد أقام فيها حاضراً، منتبهاً، ساهراً، يحثنا ويلهمنا ويساندنا. إنه يعمل فينا ومن خلالنا بخفية شديدة وهو مختبئ في أعماقنا فلا ببين نفسه ولا يظهر. يمحي لنبرز ونثبت ونكتشف سر فرح الخلق. فروعته هي في اختفائه.

لدينا انطباع أن لنا الدور الأول. لكن الله هو الذي يبادر ويعرض ويحث ويقترح، وفي آخر الأمر يعمل حين ندعه يعمل.من الأول؟ من الثاني؟ من الصعب أن نحدد. فمهمتنا هي مهمته ومهمته هي مهمتنا وكل واحد يتصرف بحسب مستواه. أسمى معاني الإنسانية فينا هو أسماها ألوهة. في أقصى الأنا يكون هو. إن علامة الحرية الحقيقية هي عندما يلتقي الإنساني فينا والإلهي فلا يشكلان إلا واحداً عندما نريد الشيء كما يريده الله (لتكن مشيئتك كما في السماء كذلك على الأرض) فما دام هناك مسافة بين المشيئتين لا نكون أحراراً حقاً بل نعيش في سطحية ولا نتوافق مع كياننا العميق فنستعبد أنفسنا ونكون غرباء عن ذواتنا.وعندما نكون معبراً صرفاً لقدرة الله نصبح قادرين على عمل المعجزات.

 

ملخص كتاب لا للقدر كيف اكون حرا ؟

الاب هنري بولاد اليسوعي